الجمعة 2022/08/12

آخر تحديث: 16:29 (بيروت)

"حزب الله" يهاجم شارل جبور..بسبب استخراج الغاز

الجمعة 2022/08/12
"حزب الله" يهاجم شارل جبور..بسبب استخراج الغاز
increase حجم الخط decrease
أثار تصريح رئيس جهاز الإعلام والتواصل في "القوات اللبنانية" شارل جبور، موجة استياء في مواقع التواصل الاجتماعي، تصدرها جمهور "حزب الله"، وذلك بعدما قال لقناة "أم تي في" إن لبنان يجب أن لا يقوم باستخراج الغاز والنفط من البحر وأن لا يذهب لترسيم الحدود، لأن ذلك "سيصب في مصلحة حزب الله". 

التصريح قيل قبل ثلاثة ايام، واستعاده مغردون مؤيدون لـ"حزب الله" في الساعات الماضية، واعتبروا أن ما قاله جبور "يصب في مصلحة العدو الإسرائيلي بل يعد تواطؤاً" مع ما يراه الجمهور القريب من حزب الله، "حصاراً خارجياً على لبنان". 
والحال أن "القوات اللبنانية" ترى في تصريحات مسؤوليها أنه على المدى القصير والمتوسط، سيبقى حزب الله هو الممسك بخيوط السياسة اللبنانية، ومسيطراً سواء مباشرة أو غير مباشرة عبر حلفائه على مفاصل الدولة والقرار، بعد أن أفرزت الإنتخابات النيابية نتيجة مخيبة لآمال القوات. 

لذلك، تلتزم القوات اللبنانية السياسة نفسها التي اعتمدتها خلال سنوات الانهيار، أي اتخاذ موقف المتفرج على حزب الله وحلفائه يتخبطون في مشاكل البلد، من غير أن يكونوا قادرين على إيجاد الحلول، ويتلقون سهام الاتهامات والانتقادات من جماهيرهم، بينما تحصد "القوات" المزيد من الشعبية. 

من شأن استخراج الغاز من البحر أن يسجل أولاً إنجازاً لـ"حزب الله" وثانياً أن يخفف من الأعباء الاقتصادية الملقاة على الشعب اللبناني، وبالتالي يجد الحزب وحلفاؤه متنفساً بعد عجزهم عن الوفاء  بوعودهم لجماهيرهم، فضلاً عن أنه سيساهم في تعويم العهد الذي تنتهي ولايته في أقل من ثلاثة أشهر. 

يستثمر حزب "القوات"، كما يفهم جمهور "حزب الله" من تصريح جبور، "بفقر اللبنانيين علهم ينتفضون أكثر بوجه الحزب وبوجه التيار الوطني الحر باعتبارهما الممسكين بمفاصل السلطة".

وبمعزل عن خلفيات تصريح جبور والقراءة في أبعاده المباشرة أو السياسية غير المباشرة، يدفع تصريح جبور للاستنتاج بأن "القوات اللبنانية" ستتابع سياستها المعارضة في ظل الأوضاع السياسية الراهنة وربما للسنوات الأربع المقبلة. 
في مراحل سابقة اتبعت القوات السياسة نفسها، وكانت نتيجة عدم مشاركتها في حكومات ما بعد الانهيار، أن تعطل تشكيل الحكومات عند كل محاولة ولأشهر عديدة، وكان السبب الرئيسي هو رفض الرئيس المكلف إعطاء كامل الحصة المسيحية للتيار الوطني الحر في ظل اعتكاف القوات عن المشاركة. هذا الوضع كان مناسباً للقوات التي حصدت بسبب التعطيل وبالتالي تعميق الانهيار أكثر فأكثر المزيد من الشعبية، شعبية غير مبنية على إنجازات قامت بها القوات اللبنانية، بل مبنية على فشل خصومها في الحكم.

اليوم يبدو أن ثمة تعويلاً على المزيد من الانهيار، والمزيد من فشل خصوم "القوات" في الحكم، وبالتالي المزيد من الشعبية للقوات تحصل عليها من دون بذل أي جهد، شعبية مجبولة بمعاناة وفقر اللبنانيين وتدمير الاقتصاد. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها