وقد "لمع" اسم الذنون المتحدرة من محافظة دير الزور، بعد الثورة السورية. وعملت في قناة "الإخبارية السورية" كمذيعة أخبار قبل أن يتم الدفع بها نحو برامج التحليل السياسي والحوارات "الجادة". وكانت أول مذيعة سورية تجري حواراً مع أمين عام "حزب الله"، حسن نصر الله، العام 2015، وطرحت عليه حينها السؤال المعجزة: "ماذا تقول لنفسك عندما تنظر في المرآة؟". لكن شهرتها الواسعة بين السوريين بدأت العام 2014، عندما قابلت المرشح الدمية للانتخابات الرئاسية الشكلية، ماهر الحجار، حينها، وسألته باستهزاء أقرب إلى الوقاحة: "هل أنت مع داعش؟"، في معرض هجومها على المعارضة السورية في الداخل والخارج، بعد تصريح الحجار بأن المسؤولية في الوضع السوري يتحملها النظام والمعارضة معاً.
ليست معروفة تماماً ماهية الدعم أو العلاقات الشخصية التي تتمتع بها الذنون كي تحظى بكل ذلك الزخم خلال عملها في التلفزيون الرسمي، والذي يحتاج العمل فيه منذ عقود إلى موافقات أمنية وعلاقات شخصية وتوصيات من شخصيات نافذة. لكن فشلها في تحقيق أثر إيجابي بين الموالين للنظام في حواراتها السياسية السيئة جعلها تكرس نفسها كمراسلة ميدانية تغطي "الحرب" في البلاد، بينما باتت زميلتها ربى الحجلي تتصدر قناة "الإخبارية" كمحاورة سياسية.
وخلال عملها كمراسلة ميدانية، كانت الذنون ترافق جيش النظام السوري وتتفاخر بعمليات القصف وقتل المدنيين وتدعو لمزيد منها. ولا يمكن نسيان تغريدة شهيرة لها العام 2013 دعت فيه ضمنياً إلى قصف بلدة القصير بريف حمص وسط البلاد، والتي شهدت تهجيراً قسرياً لأهلها. وليس غريباً بعد ذلك كله أن تكون الذنون هي من يختارها النظام السوري، مرة بعد مرة، لمرافقة وفوده الدبلوماسية إلى جنيف من أجل تغطية المفاوضات المتعاقبة مع المعارضة السورية.
قناة #France24 توظف مذيعة الإخبارية التابعة لنظام الطائفة المجرمة "#Rania_Zanoun" ، مراسلة لها في #سورية. @France24_ar pic.twitter.com/3YVqu5RirU
— سهيل المصطفى (@SohailMoustafa) July 25, 2022
وطوال سنوات الثورة السورية، كانت "فرانس 24" متوازنة أكثر من غيرها في تغطية الحدث السوري، لكنها قدمت أيضاً هفوات من حين إلى آخر مثل إخلاء المسؤولية عن النظام السوري وحليفته روسيا في بعض عمليات القصف التي شهدها ريف حلب العام 2016، بالقول أنها كانت عمليات قصف من طرف "جهات مجهولة". لكن ذلك التوازن النسبي يبدو في طريقه للزوال في حال الاعتماد على الذنون التي أثارت غضباً حتى بين فرنسييين في مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم الممثلة والإعلامية صوفيا آرام التي استهجنت أنباء التعيين المُفترض للذنون عبر حسابها الرسمي في "تويتر"، قائلة: "إذا صحّ الأمر، فإن تعيين مروّجة لبروباغاندا نظام الأسد سيكون بمثابة ازدراء مطلق لجميع المعارضين وجميع ضحايا النظام".
Si c'est le cas, en recrutant une propagandiste du régime d'Assad @France24_ar marquerait son mépris le plus absolu pour tous les opposants et toutes les victimes du régime.
— sophia aram (@SophiaAram) July 25, 2022
cc @VanessaBurggraf #RaniaZanoun https://t.co/n5zTKaNWS5 pic.twitter.com/FdzS971JDv
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها