الثلاثاء 2022/06/14

آخر تحديث: 19:51 (بيروت)

السلطة تبرّد رؤوس مناصريها.. وتتخلى عن الخط 29

الثلاثاء 2022/06/14
السلطة تبرّد رؤوس مناصريها.. وتتخلى عن الخط 29
increase حجم الخط decrease
منذ وصول الباخرة الإسرائيلية إلى حقل كاريش للبدء بعملية استخراج الغاز، وجدت قوى السلطة اللبنانية نفسها في مأزق يحتم عليها الإسراع في إنهاء ملف الترسيم وتحاشي الإحراج الذي سيتسبب فيه عدم القيام بأي رد فعل تجاه بدء العدو باستخراج النفط من مناطق متنازع عليها. 

وعلى الرغم من مطالبة كثيرين للدولة اللبنانية بتوقيع المرسوم 6433 والذي ينص على اعتماد الخط 29 كحدود معترف بها لبنانياً لدى الأمم المتحدة بين لبنان وفلسطين المحتلة، كي يجري التفاوض على أساسه وكي يمنع الإسرائيليين من متابعة العمل في مناطق متنازع عليها، إلا أن السلطة فضلت السير في اتجاه آخر مختلف كلياً. 

بداية، قررت السلطة أن الخط 29 هو مجرد خط تفاوضي، أما الخط المعترف به لبنانياً فهو الخط 23، وهو ما يعني التخلي بشكل تلقائي عن الخط 29. ثم في مرحلة لاحقة، ابتدعت السلطة مقولة "حقل قانا مقابل حقل كاريش"، لتُشرعن تنازلها عن الخط 29، وعلى العكس من تأكيد وجود الغاز في حقل كاريش، فإن حقل قانا هو حقل افتراضي لم يجر التنقيب فيه بعد وليس مؤكداً وجود الغاز من عدمه. 

ليست صدفة الحملات المؤازرة للسياسيين المفاوضين في مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتصف بالكثير من الشعبوية. فها هو "التيار الوطني الحر" ينشر صورة للرئيس ميشال عون يشير بيده أمام المفاوض الأميركي عاموس هوكشتاين إلى الخريطة، ويحتفي هذا الجمهور بالصورة كأنها نصر بحد ذاته، ويسطر الأشعار بحق الرجل الذي قال يوماً إن العالم يستطيع سحقه لكنه لن يأخذ توقيعه. 

على المنوال نفسه، يتغنى مناصرو "حزب الله" بالمقاومة التي "لولاها"، كما يزعمون، "لما أتى هوكشتاين إلى لبنان مهرولاً كي يحل النزاع مع اسرائيل"، متناسين أن مجيء هوكشتاين إنما كان بطلب لبناني، وأن المقاومة هذه المرة تقف عاجزة عن أي فعل حتى الآن، بل تنحو إلى الالتفاف على الحقوق واعتماد سردية السلطة نفسها حول اعتماد مبدأ حقل قانا مقابل حقل كاريش.

بين الخطَّين 23 و29، تنحو جماهير أحزاب السلطة إلى شعبوية لا تقدم ولا تؤخر في واقع أن زعماءهم تخلوا عن حق وأمل لبنان في استخراج الغاز، أما الزعماء فيجيدون لعبة تدوير الزوايا وإقناع جماهيرهم بالرواية التي تناسبهم، حتى لو كان الخط المعتمد يقع قبالة شاطئ صيدا.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها