"المنار" تتولى الهجوم المضاد في حرب الكبتاغون

قبل أن تنقل قناة "المنار" الناطقة باسم "حزب الله" عن مصدر أمني قوله إن المتورط في تهريب الكبتاغون عبر مطار بيروت، سعودي الجنسية، نشطت حملة اعلامية في مواقع التواصل منذ ليل السبت، تحت عنوان "كبتاغون الصمود"، تناقل فيها المستخدمون مقطع فيديو يظهر رجال أمن يفتحون علبة حديدية تتضمن الآلاف من الحبوب المخدرة. 

على مدى ساعات، حظي الفيديو بآلاف المشاهدات وتناقله كثيرون، متهمين "حزب الله" بالوقوف وراء العملية. تحرك الاعلام التابع لـ"حزب الله" لرد الهجوم، وإعادة توجيهه الى موقع آخر، ضمن حرب تهريب الكبتاغون مع السعودية، والاتهامات الاعلامية الموجهة اليه في الوقوف وراءها. 

لم يصدر أي بيان رسمي عن السلطات اللبنانية خلال 12 ساعة. تحرك الحزب بنفسه على خط التسريب لرد التهمة عن نفسه. بدأ بتسريب اعلامي لا يتضمن سائر التفاصيل، ويتضمن معلومات غير دقيقة، تلاه خبر مقتضب نشرته "الوكالة الوطنية للاعلام" لا يحدد الجهة التي تقف وراء التهريب، ثم خبر بثته قناة "المنار"، تنقل فيه عن مصدر أمني يقول إن المتورط سعودي.

اضطر وزير الداخلية لاصدار بيان أوضح فيه ان الموقوف ليس رجل أمن سعودي، وأن وجهة المخدرات كانت الكويت، فأعاد تصويب الخبر، وأتاح لجمهور الحزب الشروع في الحملة المضادة. 

استخدم الحزب التسريب في وقت سابق، لرد حملة الاتهام عن نفسه. عندما اتهم بالوقوف وراء تهريب المخدرات خلال الاشهر الماضية عبر الحمضيات والرمان الى دول خليجية، تكفلت قناة "المنار" بالكشف عن ان المتورطين الموقوفين هم من الشمال.. ويتكرر الامر اليوم، لرد حملة بدأت منذ مساء السبت. 

والحال إن التسريب الاعلامي، هي الاسترايتيجة التي تتبعها القوى اللبنانية لتشكيل رأي عام ضاغط. عادة ما يستفسر الاعلام من الاجهزة الامنية عن بعض القضايا للحصول على اجابات.. لكن عندما يتعلق الامر بملفات سياسية، تسرب الاجهزة أو الاحزاب بنفسها الانباء للاعلام. غالباً ما يُراد في هذه العملية تسليط الضوء على ملف، أو احراج طرف سياسي، أو ابعاد الشبهة عن طرف آخر.. وهو ما حدث في ملف القبض على المتورط بتهريب المخدرات اليوم. 

وبات الحزب يقاتل على جبهة اعلامية واسعة، لرد تهمة تهريب المخدرات عن نفسه. خلال الاشهر الماضية، نشطت حملة اعلامية سعودية تتهمه بتهريب المخدرات.. واظب الحزب على نفي تلك الاتهامات، وصولاً الى اصدار بيان رسمي من علاقاته الاعلامية في الايام الماضية، يحمل السعودية نفسها مسؤولية تهريب المخدرات، رداً على تقرير لقناة "العربية". كان البيان الهجومي، هو الاول من نوعه، يثبت انتقال الحزب من موقع الدفاع الى موقع الهجوم. 

والهجوم تمثل في مضيّ جمهوره في الرد واتهام خصومهم في الداخل اللبناني بالسكوت عن هذا الكشف. تحول خصوم الحزب الى سؤال آخر: "من يقف وراء صناعة الكبتاغون وترويجها"، تلاه سؤال: "هل استدرج السعودي لخدمة حملة الحزب؟"

لكن جمهور الحزب استخدم كل تفصيل يُكشف في القضية، لرد الشبهة عن الحزب. تناقل الجمهور خبر توقيف الاردنية والشقيقين العراقيين في أدونيس (كسروان)، للتأكيد بأن مصدر الكبتاغون ليس من مناطق نفوذ الحزب، بل من مناطق نفوذ "الخصم". بنيت سرديات واتهامات على هذا الكشف الثاني في معركة متصاعدة، لا يبدو أنها ستتراجع قبل تطويق الاتهامات الاعلامية، وهي استراتيجية تتكفّل بها "مصادر أمنية". 

لا هو الحزب عم بهرب كبتاغون ليضرب المجتمع السعودي الملائكي الطاهر ! اعلام البترو دولار اعمل نفسك ميت ... pic.twitter.com/KJ4xHuUtyl — محمد باقر رزق (@Mohammadrizk8) May 29, 2022