الأربعاء 2022/05/25

آخر تحديث: 21:20 (بيروت)

"حزب الله" و"أمل" والأحزاب اليسارية.. الصراع على التحرير

الأربعاء 2022/05/25
"حزب الله" و"أمل" والأحزاب اليسارية.. الصراع على التحرير
increase حجم الخط decrease
احتفل اللبنانيون اليوم بذكرى مرور 22 عاماً على تحرير الجنوب اللبناني من الاحتلال الاسرائيلي، بعد احتلال دام أكثر من عشرين عاماً، وبعد مقاومة توالى على تنظيمها وإدارتها العديد من الأحزاب، بداية بالأحزاب اليسارية مروراً بحركة أمل ثم في النهاية حزب الله الذي عمل جاهداً على مدى السنوات الطويلة الماضية لتطويب التحرير باسمه واحتكار المقاومة لتكون ذريعته للاحتفاظ بسلاحه.

هذا الاحتكار لمفهوم المقاومة وتناسي الجهود التي قامت بها تنظيمات مقاومة أخرى بمواجهة العدو الإسرائيلي، بدت مستفزة لبعض الأحزاب اللبنانية التي يعتبر مؤيدوها، أن مساهمتهم في التحرير لا تقل عن مساهمة حزب الله فيه.

فقد نشر مناصرون للحزب الشيوعي اللبناني، تغريدات في مواقع التواصل، عددوا فيها الشهداء الذين قدمهم الحزب والعمليات التي قام بها ضد المحتل تحت راية "جمول"، أي "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" والتي حوت كل من الحزب الشيوعي، منظمة العمل الشيوعي، الحزب السوري القومي الاجتماعي، حزب البعث والحزب التقدمي الاشتراكي، وانطلقت العام 1982 وقامت بعمليات عديدة ضد العدو الإسرائيلي.

ومثل الأحزاب اليسارية المنضوية تحت لواء "جمول"، شعر جمهور حركة أمل بالغبن، ووجد تاريخه مهدداً بالإلغاء عبر احتكار حزب الله للمقاومة. فلـ"أمل"، كما عبّروا، تاريخ طويل في العمل العسكري ضد إسرائيل، سواء في بيروت أو الجنوب، وبعد تخلي الحركة عن سلاحها والتفاتها للعمل السياسي، شكلت على مدى عقود من الزمن الغطاء السياسي للمقاومة ولحزب الله. 

تختلف ألوان التحرير بحسب الطرف الذي يحتفل به، يلونه جمهور حركة أمل باللون الأخضر، بينما يحتفل جمهور حزب الله باللون الأصفر، ويسبغ اليساريون على التحرير اللون الأحمر، وفي الجهة المقابلة لهؤلاء جميعاً، لبنانيون يرون أن التحرير لم يكتمل بعد، ولا معنى لتحرير الأرض ما لم يتم تحرير الإنسان والدولة من الفساد المستشري. 

جزء من هؤلاء يرى أن محاربة الفساد وبناء الدولة لا يمكن أن يتم في ظل سلاح حزب الله، الذي أصبح وجوده عبئاً على اللبنانيين، ولا وظيفة له بعدما تحررت الأرض، سوى السيطرة على الدولة اللبنانية وإضعافها.

يحاول كل حزب لبناني، خصوصاً حزب الله، أن ينسب الفضل إليه في تحرير الجنوب من الاحتلال الاسرائيلي، متناسين جميعاً صاحب الفضل الأول، أي المواطنين الجنوبيين الذين صمدوا في أرضهم، على الرغم من الظروف الصعبة، وشكلوا بيئة حاضنة لكل من أراد مقاومة العدو، قدموا بيوتهم وأموالهم وأولادهم في معركة التحرير حيث كانت الأحزاب المقاوِمة جميعها مجرد تنظيم لحالة مقاومة موجودة أصلاً.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها