السبت 2022/05/21

آخر تحديث: 14:23 (بيروت)

رجال دين يتوعدون بالحرب مَن يؤيد الزواج المدني

السبت 2022/05/21
رجال دين يتوعدون بالحرب مَن يؤيد الزواج المدني
الصادق وقعقور ومنيمنة أعلنوا تأييدهم للمشروع خلال حلقة "صار الوقت"
increase حجم الخط decrease
في حلقة "صار الوقت" على قناة "MTV"، طرح الإعلامي مارسيل غانم على ضيوفه، النواب التغييريين الجدد، سؤالاً حول مَن يؤيد منهم الزواج المدني، والنواب الذي رفعوا أيديهم، ثلاثة يمثلون الطائفة السنية، اثنان منهم يمثلون بيروت الثانية، ابراهيم منيمنة ووضاح الصادق، إضافة إلى النائبة عن دائرة الشوف حليمة قعقور.


لم يتأخر الرد على موقف النواب الثلاث من الزواج المدني، إذ سرعان ما شهدت مواقع التواصل هجوماً على الزواج المدني وكل من يؤيده من النواب، ولم ينحصر هذا الهجوم على تغريدات الناشطين، بل تخطاه إلى شيوخ سنّة انتشرت لهم فيديوهات يهددون فيها بشن حرب على كل من يفكر بإقرار القانون، بالأخص النواب السنّة.


وجد المجتمع المدني والنواب التغييريون أنفسهم أمام حرب جديدة، فبالإضافة إلى الحرب التي من المفترض أن يخوضها هؤلاء ضد الفساد وإعادة بناء الحد الأدنى للدولة وتحصيل ما يمكن تحصيله من حقوق للمواطنين، هناك حرب أخرى ضد المراجع الروحية التي تتحكم في حياة اللبنانيين عبر قوانين الأحوال الشخصية ومن ضمنها عرقلة قانون اختياري للزواج المدني.

وترتبط هذه المرجعيات الروحية بعلاقات وثيقة ومصالح مع الطبقة السياسية الحاكمة، وتعكس تغريدات الناشطين في  مواقع التواصل الأهمية التي يوليها المجتمع اللبناني التغييري للزواج المدني وللخروج من سطوة المرجعيات الدينية.


في حديث إعلامي سابق، سئل المرشح عن المقعد السني وضاح الصادق عن موقفه من الزواج المدني، فكان جوابه إلى حد ما ملتبساً، بين مؤيد للزواج المدني خارج لبنان ومعارض لأي تغيير في الدستور. وكان موقف الصادق، الذي عبّر في أوقات سابقة عديدة عن مواقف تغييرية وتقدمية وانفتاح، أخذ في عين الاعتبار الحساسية الدينية من الزواج المدني وبالأخص لدى الطائفة السنية.

وبالعودة إلى العام 1998، جرت أول محاولة لإرساء قانون أحوال شخصية مدني، قدمها الرئيس الراحل الياس الهرواي، وأدت حينها إلى ردود أفعال عنيفة. فبعدما وافق مجلس الوزراء على المشروع، اضطر رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري إلى عدم تحويل القانون إلى مجلس النواب، بعد معارضة جميع المرجعيات الروحية، بالأخص دار الفتوى حيث شهدت طرابلس أعمال عنف وتظاهرات أجبرت الحريري على التخلي عن القانون، حيث عُدّ الموقف السنّي حينها الأكثر تشدداً.

اللافت أيضاً أن المرجعيات الروحية اللبنانية تقف ضد الزواج المدني حتى لو كان اختيارياً، ملزمة الشعب اللبناني الخضوع لسلطتها، في الزواج كما في الميراث وحقوق الحضانة وغيرها. وفي الوقت عينه، تشرّع هذه المرجعيات ممارسات باتت تعتبر منافية لحقوق الانسان، مثل زواج القاصرين والقاصرات، سلب الأم أطفالها، وغيرها من الأحكام التي أصبحت بحُكم المتخلفة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها