الأربعاء 2022/05/18

آخر تحديث: 22:21 (بيروت)

عناية عزالدين.. كبديل لبري في رئاسة المجلس

الأربعاء 2022/05/18
عناية عزالدين.. كبديل لبري في رئاسة المجلس
increase حجم الخط decrease
يبدو ترشيح النائبة عناية عزالدين لرئاسة مجلس النواب، موقفاً جندرياً متقدماً، ولو أنه، من الناحية السياسية، طرح غير واقعيّ، يحيلها الى دور سياسي لم تزعمه، ويضعها في مواجهة مع دورها كمُشرّعة ناضلت في في سبيل إقرار "الكوتا النسائية" في مناقشات قانون الانتخاب. 


ومع حُسن نوايا طارحي اسم عزالدين، من ناحية تغييرية وجندرية، بوصفها "أفضل الخيارات" ضمن 27 نائباً شيعياً في البرلمان، إلا أن افتعال الاقتراح ليس فكرة صائبة، بالنظر إلى أن عز الدين أولاً هي عضو في كتلة "التنمية والتحرير" التي يرأسها رئيس المجلس نبيه بري. وثانياً، كَون عزالدين قدمت نفسها في كادر غير اشكاليّ في العمل البرلماني، وبقيت دون الضوء رغم تمردها دفاعاً عما تؤمن به، وما يُعدّ ضرورة في العمل التشريعي لتحقيق مساواة جندرية. 

خلال مناقشات تعديل قانون الانتخابات في الخريف الماضي، دفعت عزالدين باتجاه إقرار كوتا نسائية في البرلمان. كان هذا الطرح الأكثر جدية منذ مناقشات القانون الذي أقرّ في 2017 وخضع لتعديلات في تشرين الاول/اكتوبر 2021. 

يومها تقدمت عزالدين بطرح متقدم، وواجهت زميلها في الكتلة، علي حسن خليل، ونائب رئيس المجلس السابق إيلي الفرزلي، رفضاً لمقاطعتها حين كان تدلي بالطرح. سجلت موقفاً اعتراضياً بانسحابها من جلسة اللجان المشتركة، وكان ذلك بمثابة تمرد من قبلها على محاولة تدجين موقفها، أو على الأقل عدم أخذه بالجدية التي يستحق. 


ظُلمت عزالدين. مرة حين قاطع "زملاؤها" النواب مداخلاتها، ومرة أخرى حين لم تنل خطوتها المؤازرة الإعلامية التي تستأهلها. عملت النائبة الوحيدة الممثلة للثنائي الشيعي، طوال السنوات الأربع الماضية، في الظل. وخاضت معارك في أكثر الملفات حساسية شيعية، حين طرحت موقفاً متقدماً يتصل بتعديلات في قوانين المحكمة الجعفرية، وخصوصاً أحكام الحضانة. وحُكِيَ عن تحضيرها لمسودة قانون جديد للأحوال الشخصية في المحاكم الجعفرية. 

في أروقة المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، أثارت طروحاتها جلبة، وصلت تداعياتها الى انقسام في الرأي بين بعض القضاة في المحكمة، والمؤسسة الدينية الحاضنة لهم. كان فحوى الجدل أنه، بالممارسة، ثمة أحكام كثيرة تُعطى لصالح الأم، فلماذا لا تؤطّر فعلياً وعملياً ونصّياً بقانون لرفع سن الحضانة مع الأم، ما يمنع بعض القضاة من الاستنسابية في المستقبل، استناداً الى القانون النافذ؟ 

لم تعلن عزالدين خطوتها. عالجتها تحت الضوء. لذلك، لم تنل حصتها العادلة من التغطية الإعلامية. كذلك، مشاركتها في خطة التحول الرقمي، كعضو في هذه اللجنة، والتي يقول فاعلون فيها إنها من أبرز المتابعين والعاملين على إقرار الخطة.

مارست عزالدين السياسة في الظل. شخصيتها، ربما، منعتها من التواجد في قلب المشهد الإعلامي، وهو ما لا يبدو أنه سيتبدل، ناهيك عن انتمائها إلى كتلة "التنمية والتحرير". تلك تصوراتها السابقة عن السياسة، وقد يكون ذلك حاجزاً شخصياً، بعد الحزبي، يحول دون عملها في وسط الحلَبَة الوعرة، وهو ما يتطلبه أي موقع تشوبه الصراعات والكباشات السياسية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها