السبت 2022/04/30

آخر تحديث: 16:28 (بيروت)

حكواتي "انستغرام".. فلسفة كاظم فياض اليومية

السبت 2022/04/30
حكواتي "انستغرام".. فلسفة كاظم فياض اليومية
increase حجم الخط decrease
"نُركّب على حالنا ديون حتى الناس ما تحكي علينا. شو منلبس، وأي سيارة نقود.. عم ندفع مصاري لنسكت العالم".. 
يلخص محتوى هذا الفيديو الذي نشره المخرج اللبناني كاظم فياض (28 عاماً) في صفحته في "انستغرام"، دوره اللبق، وأهّله ليكون "حكواتي انستغرام". بلا تكلّف ولا سخرية، ولا إمعان في ابراز دور توجيهي أو توعوي مباشر، يقدم محتوى اجتماعي يخاطب فيه كل الناس، منطلقاً من وجوده بينهم.

View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)


في دقيقة واحدة، يقدّم فياض،  فيديوهات سردية في صفحاته في منصات التواصل الإجتماعي. يتسلح ببراعته السينمائية والإخراجية، ليروي حكايا الناس، ويقدم النصائح بعيداً من فكرة مدرب الحياة "اللايف كوتش"، أو التنمية الذاتية. فهو يجمع أفكاره وتجاربه الشخصية، ودراسته وقراءاته اليومية في الأدب والفن والفلسفة والسياسة والدين، ليصنع محتوى، قد يكون فريداً من نوعه في العالم العربي. 

يقول فياض لـ"المدن" إن فكرة المحتوى هي "لأتسلّى وأسلّي، أستفيد وأُفيد". إذ يهدف إلى مشاركة أفكاره و"حبّه للحكي"، برسائل سلسة تترك أثراً وتساعد الناس في مختلف البيئات الاجتماعية، بدءاً ّمن البيئة التي نشأ فيها، وصولًا إلى العالمية التي لامسها عبر نجاح فيلمه السينمائي "يوسف". 

ويحكي الفيلم قصة الشاب العشريني يوسف الذي يعاني أزمة نفسية ويصعب عليه التفريق بين الواقع والحلم، ويعيش حياتين منفصلتين، واحدة في الحلم وأخرى في الواقع. ويقرر يوسف وقف علاجه والإلتحاق بمجموعة مافيوية تتاجر بالأسلحة بين سوريا ولبنان، محاولًا إنقاذ أخيه المنغمس في تجارة الأسلحة. 

حصد الفيلم العديد من الجوائز، منها في مهرجان العالم الآسيوي للأفلام في لوس إنجليس، وجائزة أفضل أول عمل سينمائي في مهرجان الإسكندرية السينمائي السابع والثلاثين. 

يقدم فياض محتواه إلى جميع الفئات العمرية، معتمدًا التقنيات البسيطة في التصوير، وكأنها جلسة عفوية بينه وبين صديقه. يرفض أن يُقال عن محتواه بأنه "بسيط"، مصوباً: "هو حديث واضح ومباشر، بلغة الناس". ويحاول المخرج من خلال الفيديوهات أن يفكّك العادات والتقاليد التي يورثها المجتمع، تماماً كأحد الفيديوهات الذي حصد نسب مشاهدة ومشاركة عالية، متحدثاً خلاله عن ثقافة عدم البكاء التي تتم تنشئة الأطفال عليها، وتجعلهم يكبرون بخوف من التعبير عن مشاعرهم، وتُكرس لديهم نظرية أن "نظرة الناس أهم من شعوره".

View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)


يُبرز فياض من خلال الفيديوهات مواقف وأقوال لمؤثرين وعلماء في الدين والفلسفة والأدب، فهو يعمد إلى الإستناد إليهم لإيصال رسائله للناس. وقد وصّف البعض الفيديوهات "بأنه يُعرّب أقوال الكاتب البرازيلي باويلو كويلو، ويقدمها للمجتمع بقالب لبناني". فيردّ فياض قائلاً إن "المحتوى هو تجارب شخصية ويومية تصادفنا، ومحاولة لتقريب الثقافات للناس الذين يتململون من قراءة الكتب، أو الإستماع إلى نظريات أو محاضرات بطريقة جامدة. فالناس تحب أن ترسخ هذه المعلومات في رأسها بطريقة تشبه أحاديثهم اليومية". 

View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)


ينشر فياض فيديوهات بشكل يومي، ما جعل محتواه عرضة للإنتقاد من المتابعين الذين تساءلوا عن "هوية الشخص الذي يفهم في كل شيء". يوضح أن نشر الفيديوهات بشكل يومي "للدلالة على أن ما يقدمه هو من حكايا الناس اليومية التي يتم تناقلها يومياً"، ويضيف: "لا يمكنني أن أصنع فيلماً سينمائياً مدته ساعة ونصف الساعة كل فترة، لكن يمكنني أن أصور فيديوهات كل يوم".

ويضيف: "عملي هو أن أعرف من الناس وأستكشف منهم أكثر. فأنا شاب من جيل العشرينات، بإستطاعتي أن أصنع فرقًا وأقدم تجربة تجعلني أكبر في مجال صناعة الأفلام. التجارب هي التي تُكبرنا لا عمرنا على الهوية". 

ويشير فياض الى أنه لا يقدم نفسه كـ"لايف كوتش"، ولا سيحترف هذا العمل، بل يمكن أن يقدم تدريبات في مجال السرد القصصي. أما عن "ستايل" أو شكل الثياب والقبعة الدائمة التي يرتديها خلال الفيديوهات، وتلعب دوراً لافتاً، فيقول ممازحاً: "هذا لبسي اليومي، لا أخصص ثياباً للتصوير، بصوّر متل ما أنا، وحتى لا ألتفت لحلاقة لحيتي، أو ترتيبها بغرض التصوير".
 
View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)

View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)

View this post on Instagram

A post shared by Kazim (@kazimfayad)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها