الخميس 2022/04/28

آخر تحديث: 13:11 (بيروت)

إعلام "حزب الله" إلى الهجوم.. بالمنصات الافتراضية

الخميس 2022/04/28
إعلام "حزب الله" إلى الهجوم.. بالمنصات الافتراضية
increase حجم الخط decrease
"أميركا دولة قوية.. وما بيهمها الا أمن وسلامة لبنان".. بهذه العبارات، تنطلق مُعدة الفيديو للسخرية من التقديمات الأميركية، ومن ضمنها الصحية، للبنانيين. تُرفق العبارات بصور و"غرافيكس"، ساخرة من الشعارات المرفوعة في زمن الانتخابات. كل صورة تدحض النص الذي تتلوه معلقة على الفيديو، لم يُذكر اسمها. 

في الفيديو الأخير، تمر صور نعوش وجرائم ناتجة عن تفجيرات وضربات إسرائيلية في حرب تموز، على وقع نص يقول إن الولايات المتحدة تهتم لأمن واستقرار لبنان.. كما تمر صور لكمّامات تم تقديمها في زمن كورونا، على مسمع مُعلّقة تقول إن واشنطن أغدقت على لبنان بالمساعدات الطبية، وذلك في إطار ساخر. وينتقد الفيديو الوعد الأميركي باستجرار الكهرباء والغاز من الأردن ومصر. 


هذا الفيديو، هو واحد من سلسلة تنشرها يومياً منصة "افتراضية"، تستهدف الرد على الشعارات الانتخابية التي تقول إن "حزب الله" يسيطر على البلاد. تتناول الفيديوهات أساس النظام اللبناني، والميثاقية القائمة، وتذهب الى معضلة ترسيم الحدود البحرية، وأخيراً الى انتقاد سياسيات الولايات المتحدة، لتختم بعبارة: "أميركا لا تريد إلا مصلحتها.. وضحت؟"

والحال ان المنصة، تنتقل من الدفاع الى الهجوم ضمن سلّم زمني للفيديوهات المنشورة. لم تكن المنصة التي تحمل اسم "افتراضية" معروفة على نطاق واسع قبل الآن، ولا يعد العاملون فيها معروفون. هي واحدة من منصات كثيرة تتبنى شعارات الحزب وخطابه الإعلامي، وتركز أخيراً على الخطابات الانتخابية، لا سيما التي يطلقها مرشحون معارضون للحزب، في محاولة لإيضاح موقفه، وتوازنات النظام اللبناني. 


تمر عبارات في التعليقات على الفيديوهات، تتحدث عن "عزل طائفة بأكملها"، وهي واحدة من شعارات الحزب. وتتحدث عن الصيغة اللبنانية الطائفية القائمة على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين في مجلس النواب والحكومة، والميثاقية في حكم الأغلبية. هذه الإيضاحات، تتبنى التصريحات الأخيرة لمسؤولي الحزب في ردهم على الاتهامات من قبل خصومهم بأن ايران تحكم البلاد، وأن سلاح الحزب يقود الحيز السياسي في لبنان. 

تتبنى المنصة هجوماً مضاداً على خصومه، بموازاة الدفاع عن خطاب الحزب في منصات أخرى. بنمط ساخر، تقدم محتوى لا يخرق سياسات فايسبوك. فعلم الحزب لا يمر ضمن الفيديوهات، ولا صور مسؤوليه. النص وحده يكشف عن هوية مشغلي المنصة. 

منذ مطلع العام، وبعد ظهور منصات افتراضية تنشر محتوى معارض للحزب في مواقع التواصل الاجتماعي، بدأت منصات أخرى بالظهور تتبنى خطاب الحزب. في الغالب، تدحض روايات، تهاجم محتوى الخصم، توضح، وتذهب الى الملفات القضائية. يتحرك الحزب ضمن اطار افتراضي، وهي الساحة التي يلعب فيها خصومه، وبدا أن تأثيرهم فيها قوي وكبير. 

كانت هذه الساحة، منذ عامين فقط، مِلكاً للخصوم فقط. انكفأ الحزب عنها، بعد اجراءات "فايسبوك" و"تويتر" و"يوتيوب" ضده. حتى أناشيد الحزب التي حققت ملايين المشاهدات في "يوتيوب"، حُذفت.. فاضطر المنشدون لاستبدالها بأناشيد جديدة لا تتضمن أعلام الحزب ولا صور صواريخه. انحصرت مواجهته في المنابر ووسائل الاعلام المحلية، رغم أن مسؤوليه لا يظهرون في وسائل اعلام الخصوم، لا في مناقشات ولا حوارات، ويكاد يقتصر ظهورهم على قناة "المنار" وإذاعة "النور". وفي الوقت نفسه، يضبط الأرض، بحيث يحاذر كثيرون من خصومه ارتياد الأماكن العامة التي ينشط فيه جمهوره، منعاً للاحتكاك. 

اليوم، وإثر المعارك الافتراضية المحتدمة، ذهب الى المواجهة في شكلها الافتراضي. تكثر المنصات التي تصادف مستخدمي "فايسبوك" و"تويتر". ربما لها وظيفة محددة، نشر المعلومات التي يتبناها الحزب في زمن الانتخابات.. وما بعد الانتخابات، لكل حادث حديث.
 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها