الإثنين 2022/04/18

آخر تحديث: 15:50 (بيروت)

رمضان: كريسماس الإسلام؟

الإثنين 2022/04/18
رمضان: كريسماس الإسلام؟
رمضان 2018 في وسط بيروت (غيتي)
increase حجم الخط decrease
لا يمكن أن يمر شهر رمضان، من دون أن أردّد في المنزل والسيارة، أناشيد وأغنيات عديدة تتعلق بالشهر. فهي أغنيات طُبعت في الذاكرة منذ أيام الطفولة، وبدأنا نورثها لأطفالنا.. كأغنية "علّوا البيارق علّوها وغنّوا للعيد وضووا الشوراع خلوها تغني من جديد"، للفنان أحمد قعبور. والأغنية الطفولية "رمضان السنة دي" المنفذة في العام 2007 من كلمات مروان فرعون. إضافة إلى الأناشيد الإسلامية التي ما زالت لها مكانتها في الشهر، مثل "رمضان تجلى وإبتسم، ويا نسيم السحر يا ضياء البدر".


الزينة والفوانيس والمأكولات، والمسحراتي الذي "انقرض"، والسهر حتى ساعات الفجر، هي طقوس رمضانية. والمناسبة ليست حكراً على المسلمين، بل يشارك فيها المسيحيون الذين ينتظرون الموسم الرمضاني، لتذوق الحلويات، ومتابعة المسلسلات التي تغزو الشاشات.

ومع حلول رمضان، تُفتح الجِدالات نفسها، من قبيل: "هل تحول رمضان من ثلاثين جزء (قرآني)، إلى ثلاثين حلقة؟"، للدلالة على تحريف المعنى العِبادي لرمضان، وإكسابه عادات إعلانية، وإستهلاكية بعيداً من التعبد. فالزينة الرمضانية التي ختفت من العاصمة بيروت، بسبب الأزمة الإقتصادية، حضرت بشكل خجول في الأحياء السكانية بمبادرات من سكان الأحياء، أو الأحزاب الدينية. وهو شيء يبعث على الفرح، وسط القلق الجماعي الذي يكتنفنا منذ بدء الإنهيار الإقتصادي.

شجرة الهلال والنجوم الذهبية
إلا أن الزينة البسيطة في الشوراع، تقابلها زينة منزلية وتصاميم وديكورات "فاحشة" في المحلات التجارية والمطاعم، وبعض المستشفيات. فقد حُوّل رمضان، مع التحضيرات للعيد، إلى سلعة إستهلاكية. لا نتحدث هنا عن زينة الفوانيس، والإضاءة التي تزين الشرفات، ولا عن صحون ممتلئة بالتمر والمكسرات، فهي ما تتناقله الأجيال والشعوب منذ سنين. بل نتحدث عن "كريسماس الإسلام" في مواجهة "كريسماس المسيحيين". فـ"تريند" زينة رمضان لهذا العام، عبارة عن شجرة الميلاد في شكل هلال مُزيّن بنجوم ذهبية وآيات قرآنية. وبمحاذاة الهلال، مجسمات لخواريف العيد، وللفوانيس الضخمة وسلال الحلويات.


وللأزياء الرمضانية وستايل "العبايات"، حصة كبيرة، فباتت لها عروض أزياء مخصصة، ولايقل سعرها في المحلات الشعبية والتجارية عن 50 دولاراً أميركياً، وتحلق أسعارها في المراكز التجارية ولدى مصممي الأزياء. فلم يعد في الإمكان تلبية دعوة للإفطار دون إستعراض بالعبايات، وهي ليست حكراً على المحجبات، بل تشمل السفيرات والممثلات والفنانات.

View this post on Instagram

A post shared by Rym Saidi (@rymsaidi)

View this post on Instagram

A post shared by Haifa Wehbe (@haifawehbe)


رمضان العصر
لطالما تميز رمضان بالروحانية الإيمانية البسيطة، كمائدة الطعام المتواضعة، وإجتماع العائلة حولها، والإستمتاع "بالعجقة، وشراء ثياب العيد، وإنتظار الأطفال للعيدية". لكن مع إجتياح وسائل التواصل الإجتماعي لحياتنا، بات الشهر فرصة لإستعراض موائد وزينة مبالغ فيها، فيما الصور تُرفق بوسوم من قبيل#ramdanvibes #ramdannight #ramdandecoration #iftar #ramdancollection

وبات "رمضان العصر" أيضاً "مظهراً إحتفالياً وروحانياً.. ببركة اللايف كوتش (مدرّب الحياة)"، حيث تقدم إحدى المدرّبات على "الحياة السعيدة" سلسلة ورش عمل تحت عنوان "تطهير العقل والروح في رمضان"، وهي عبارة عن "30 جلسة يومية من النشاطات ومعلومات متكاملة وروحانية طاقية علمية وتمارين حسية جسدية وعقلية". والورشة مقدمة، "لمن يود التحرر من أنماط عالقة وطاقة راكدة وعادات مؤذية..."، وفيها شعارات تجمع بين اليوغا والتنمية الذاتية والنصائح التي لا تمت بصِلة إلى فكرة روحانية رمضان. وبذلك، يصبح الشهر فرصة لجمع الأموال وحصد اللايكات والانتشار. فكيف تحولت بساطة الإحتفالات الشعبية في الشوارع والجوامع، وفي ليالي القدر، إلى منابر لنصائح التنمية الذاتية؟

View this post on Instagram

A post shared by TheMaya (@mayataher)

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها