الأحد 2022/03/06

آخر تحديث: 19:08 (بيروت)

فرنسا تواجه الخطر النووي الروسي في الاعلام..والصيدليات

الأحد 2022/03/06
فرنسا تواجه الخطر النووي الروسي في الاعلام..والصيدليات
increase حجم الخط decrease
أصيب الشارع الفرنسي بالهلع، إثر سيطرة روسيا على محطتي "زابوروجيا" و"تشرنوبيل" النوويتين في أوكرانيا. تساءل معها الفرنسيون عما إذا كانت ستؤدي الحوادث المذكورة إلى تسرب اشعاعي.

ولم تتوقف الأمور عند هذا الحد، بل شهدت الصيدليات زيادة في الطلب على حبوب اليود، كما تحولت وسائل التواصل الاجتماعي إلى ملجأ للتعبير عن الهواجس أو لإطلاق النكات. 

وسعى الإعلام إلى طمأنة الفرنسيين لناحية عدم رصد أي تغير في مستويات الاشعاع. صحيفة Libération تناولت تفاصيل ما جرى في زابوروجيا لحظة بلحظة ولم تتردد حتى في خوض المسائل التقنية للتأكيد على أن الأمور باتت تحت السيطرة. من جهتها فتحت المحطات التلفزيونية والإذاعات الهواء للخبراء والسياسيين للحدّ من انتشار الأخبار المضللة. 

ورغم انتفاء أي خطر إشعاعي، لم يكن بوسع السلطة الرابعة تجاهل ما وقع في زابوروجيا على وجه التحديد، أو التعامل معه باستخفاف. فاستهداف المحطة النووية الأكبر في أوروبا ليس عملاً مرتجلاً، بعدما سبق ووضعت موسكو قواتها النووية في حالة تأهب، ما يعني أن الخطر لا يزال قائماً. 

تجنبت جميع وسائل الإعلام سياسة التهويل. على سبيل المثال لم يُعثر على أي مقالة صحافية أو مقابلة تلفزيونية/إذاعية تتناول آلية الاحتماء إذا ما وقع تسرب إشعاعي. استمرت جميعها في استراتيجية الطمأنة تلك من خلال تشريح الاستراتيجية العسكرية - الدبلوماسية الروسية. 

عبر مقابلة مع أحد الباحثين في الشأن الاستراتيجي، أكدت صحيفة Le Monde  أن تلويح موسكو بالخطر النووي ليس إلا لتحسين شروط التفاوض أو لردع خصومها عن الدخول في مواجهة عسكرية مباشرة معها. 

وفقاً للباحث، عمد بوتين إلى تحديث قواته المسلحة منذ العام 2010 وهو ما تجلى في "نجاحاته" أكان في القرم أو في سوريا، بالتالي ليس بحاجة للجوء إلى القوة النووية. وختم كلامه بالإشارة إلى استبعاد موسكو للأسلحة النووية من مناورات زاباد الشهيرة منذ العام 1999.

صحيفة L’express  كانت على الموجة مع Le Monde فاعتبرت أن الغاية الروسية من التلويح بالسلاح النووي أو وضع اليد على المفاعلات هي بثّ الرعب في نفوس الشعوب الغربية لتحويلها إلى أداة ضغط على الحكومات، فالذاكرة الجماعية لم تنس كارثة تشرنوبيل.

لكن صحيفة Le Figaro لم ترَ في "العراضات النووية الروسية" سوى دليل ضعف ووسيلة تعتيم على الهوة العسكرية التي تفصل بينها وبين الدول الغربية. وأضافت الصحيفة أن التهديد بكارثة نووية بات حاجة عسكرية عقب الفشل في احتلال كييف خلال يومين وعجز موسكو عن الدخول في حرب طويلة الأمد. 

ما نشرته الصحف وما بثته المحطات والإذاعات الفرنسية، يشير إلى أن تهديدات بوتين لن تجد طريقها إلى التنفيذ. وعليه رأت صحيفة Ouest France أن سيطرة الجيش الروسي على المحطات النووية ليس بغرض إثارة الذعر بقدر استخدامها كورقة تفاوض.

فمن جهة يمكن لموسكو تعطيل العمل بالمحطات النووية المنتجة للكهرباء للضغط على الجانب الأوكراني. ومن جهة أخرى، ضرورة ضمان سلامة المواقع التي ستتحول بدورها إلى مدخل لإبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع المجتمع الدولي بدليل استعداد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية رفائيل غروسي لزيارة المرافق النووية لهذا الغرض. 
انطلاقا من تلك الوقائع الميدانية، اعتبرت Le Figaro أن الحاجة للجهود الدبلوماسية الفرنسية تضاعفت في اليومين الماضيين. فماكرون هو الرئيس الأوروبي الوحيد القادر على التعامل بندية مع الجانب الروسي. من بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تمتلك سلاحاً نووياً إلى جانب عضويتها الدائمة في مجلس الأمن الدولي.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها