السبت 2022/02/19

آخر تحديث: 14:15 (بيروت)

النظام يعتقل يوسف قباني: مسرحية لا تخدع أحداً

السبت 2022/02/19
النظام يعتقل يوسف قباني: مسرحية لا تخدع أحداً
قباني في أحد فيديواته حيث تنكّر في زيّ عربي ثري يوزع المال على الفقراء
increase حجم الخط decrease
اعتقلت سلطات النظام السوري "اليوتيوبر" يوسف قباني لساعات قبل الإفراج عنه إثر توقيعه بعدم التصوير في سوريا إلا بموجب ترخيص رسمي من وزارة الإعلام.

ونشر اليوتيوبر الآخر، فايز كنفش، مقطع فيديو تداوله ناشطون سوريون، كشف فيه أنه في الواقع الأخ غير الشقيق لقباني، موضحاً تفاصيل عودتهما المثيرة للجدل من بريطانيا وألمانيا حيث كانا لاجئين طوال السنوات الماضية، بعد دفعهما البدل الخاص بالخدمة العسكرية وإجراء معاملات رسمية مطلوبة لعدم الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية.



ولاحقت كنفش بالتحديد تحقيقات من الشرطة الألمانية منذ العام 2020 بعد نشره مقاطع فيديو تحرض على العنف حمل فيها أسلحة مزيفة لقتل رجال الشرطة الألمان "دفاعاً عن الإسلام" ومقاطع أخرى يظهر فيها وهو يضرب رجلاً يرتدي قناعاً يمثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إثر حادثة مقتل الأستاذ الفرنسي سامويل باتي. أما قباني فكان ينشر مقاطع فيديو راديكالية تظهره بصورة "العربي المسلم التقي" الذي يلاحق "الأوروبيين الكفار" أو يكشف "المسلمين المزيفين" عبر تحديات لكسر الصيام أو شرب الكحول مقابل هاتف "ايفون".

ويتابع كنفش 1.2 مليون شخص في "يوتيوب" مقابل 2.4 مليون آخرين يتابعون قباني. وظهرا مؤخراً في مقطع فيديو من العاصمة دمشق وهما يوزعان الأموال على الفقراء ما اعتبره معلقون إهانة لكرامة الشعب السوري فيما استاء إعلاميون موالون للنظام مثل سامر يوسف مدير إذاعة "شام إف أم" شبه الرسمية من التصاريح التي تعطى لهذه الشخصيات مقابل منع الإعلام الموالي من العمل بحرية وإجراء تقارير مصورة في الشوارع.

وأكد كنفش في مقطعه كل الشكوك السابقة حول تبعيته وشقيقه للنظام السوري، بحديثه عن الديموقراطية المتواجدة في سوريا وتوافر العدالة والحرية في البلاد واصفاً البلاد التي تتواجد في قعر مؤشرات الحريات الصحافية وحقوق الإنسان بأنها "سوريا العز". وبالطبع لن يطول اعتقال أي منهما مثلما يحصل مع شخصيات أخرى، موالية تحديداً، تنتقد الأوضاع المعيشية في البلاد، لأن ما يقدمانه يصب مباشرة في خطاب النظام حول الحياة الآمنة في البلاد وإمكانية عودة اللاجئين وطي ملفاتهم الإنسانية نهائياً وتعميم خطاب الانتصار على الإرهاب. 

وتعمل هذه النماذج من الأشخاص، بكل شهرتها وتفاهتها، على نقل صورة مزيفة عن الواقع في سوريا، فترفد خطاب اليمين المتطرف والخطاب المعادي للاجئين السوريين في الدول الأوروبية، بقصص تروج لمقولة أن سوريا باتت بلداً آمناً يمكن العودة إليه، وهو ما بدأ في الدنمارك منذ العام 2020، رغم أن التقرير الرابع والعشرين للجنة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق في سوريا، الصادر في أيلول/سبتمبر الماضي، أكد أن البلاد غير صالحة لعودة اللاجئين الآمنة والكريمة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها