الإثنين 2022/11/28

آخر تحديث: 17:47 (بيروت)

"اللبنانية" ترعى ملتقى AARCS: التحديات الرقمية أبرز هواجس الإعلام

الإثنين 2022/11/28
"اللبنانية" ترعى ملتقى AARCS: التحديات الرقمية أبرز هواجس الإعلام
increase حجم الخط decrease
يمثل بعض التوصيات التي صدرت عن الملتقى الثامن لـ"الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال" في بيروت، تقدماً ملحوظاً في مستوى مقاربة واقع الاعلام أكاديمياً ومهنياً في العالم العربي، لجهة الاعتراف بالمشكلة التي تحتاج تطويراً في القطاع الرقمي، ولجهة الإقرار بترهل المؤسسات القائمة، التي تحتاج الى اجسام حقوقية تناصر الصحافيين وتواكب قضاياهم وتحمي الرأي العام ضمن الثوابت الحقوقية، مثل مواثيق الشرف وطروحات متصلة بالمجالس الصحافية تكون بديلا عن وزارات الاعلام ذات "الطابع الرقابيّ".


واختتمت "الرابطة العربية للبحث العلمي وعلوم الاتصال"، أعمال ملتقاها الثامن بعنوان "استراتيجيات الإعلام والاتصال في الحروب الراهنة، من الحرب الناعمة إلى المواجهة العسكرية"، الذي اقيم برعاية الجامعة اللبنانية ومشاركة كلية الإعلام-الفرع الأول، بعرض باقة من الأوراق البحثية لباحثين وباحثات من لبنان والعالم العربي.


الصحافي كفاعل اجتماعي

عشرات الباحثين العرب من حملة الماجستير والدكتوراه، شاركوا في هذا الملتقى بدورته الثامنة، إما حضوراً وإما عرضاً لأوراق بحثية عملوا عليها وخرجوا منها بتوصيات للملتقى، كان أبرزها: اعتبار الحرب السيبرانية لا تقل خطورة عن الحرب العسكرية، والتأكيد على أن الإعلام يلعب دوراً مميزاً كقوة ناعمة، لذلك وجب توجيهه لصناعة الرأي العام بما يخدم المصالح الوطنية، إضافة الى تعزيز مستويات الثقة بالشبكات الاجتماعية.

والباحثون من لبنان، اليمن، المغرب، العراق، مصر، سلطنة عمان، الجزائر، جيبوتي، السعودية، الأردن وفلسطين، قدّموا قرابة 50 ورقة بحثية تمحورت بغالبيتها حول تغطية الأزمات والحروب، ويهدف الملتقى بنسخته الثامنة لجعل الصحافي العربي "فاعلاً اجتماعياً وليس مجرد ناقل للأحداث" في زمن الحروب والأزمات، وكذلك لجعل حركة المعلومات في زمن الحروب، لا تجرّه للوقوع في فخ إنتاج "الأخبار الكاذبة" Fake News.

وعن الحروب السيبرانية، كان للحرب الروسية-الأوكرانية نصيب وافر من الأوراق البحثية، كما كان للتحول الرقمي حصة سواء كتحد للمهنة في بحث بعنوان "تأثير منصات التواصل الاجتماعي في التغطية الاعلامية"، أو كمؤثر في الحرب نفسها في دراسة بعنوان "خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي والحروب الرقمية".

أما لبنانياً، فلم يتم إغفال الأزمة اللبنانية في بحث بعنوان "الإعلام والحرب الاقتصادية: نموذج أزمة الانهيار المالي في لبنان"، كما تم التطرق لدور الصحافة اللبنانية في مفاوضات ترسيم الحدود تحت عنوان "دور الإعلام المكتوب في المفاوضات غير المباشرة مع دولة عدوة".

البحث العلمي: اللبنانيون في الطليعة
والملتقى الذي يضم ثلة من الأساتذة وفي طليعتهم أساتذة من الجامعة اللبنانية، على رأسهم رئيسة الملتقى الدكتورة مي عبدلله، تم تحميله توصيات من قبل المشاركين أبرزها: السعي للمشاركة في تدريب الكوادر الإعلامية الوطنية وإنتاج الرسائل الإعلامية والمشاركة في صياغة استراتيجية إعلامية-اتصالية وطنية.

الجامعة اللبنانية ومكانتها الريادية
وفي معرض تعليقه على استضافة الجامعة اللبنانية حدثاً بهذا الحجم، يعلّق مدير كلية الإعلام في الفرع الأول، الدكتور رامي نجم، مشيراً إلى أنه "من أوائل المؤتمرات التي تحصل في الجامعة اللبنانية بعد عودتها للتعليم الحضوري"، في إشارة إلى "استعادة الجامعة لنشاطها، وهي رسالة أساسية بعودتها بحيوية واستقطابها للعقول والباحثين والباحثات من كل الدول العربية".

ويرى نجم، في تصريح لـ"المدن"، أن "دورنا كإعلام أساسي، فالاعلام إذا ما تخلى عن القيام بدوره كما يجب في الأزمات والحروب، يكون مساهماً بها بطريقة سلبية ما يؤدي لنتائج أكثر سوءاً من نتائج الحرب بحدّ ذاتها"، من هنا "نحاول بمشاركتنا بهذا الملتقى، توجيه رسالة إعلامية إيجابية لتقريب وجهات النظر ووأد الفتن، سيما وأننا في لبنان أكثر من يعاني من الخطابات التقسيمية".

وعن التوصيات التي تصبّ في خانة تطوير المناهج الإعلامية، يشير إلى أننا "عدّلنا المناهج بالفعل العام الماضي، وأدخلنا مواد متعلقة بالإعلام الجديد new media بهدف تخريج صحافيين وصحافيات لديهم القدرة الكاملة على القيام بمهمتهم الصحافية ونشر أخبارهم على جميع الوسائط والمنصات الرقمية التي قد تتطلبها وظيفتهم.

ويؤكد نجم أن كلية الاعلام اللبنانية ليست بعيدة الطروحات المتقدمة المتصلة بالتطوير، ويقول: "لسنا مستعدين لتلقف توصيات تطوير المناهج وحسب، بل أننا استبقناها منذ 3 سنوات بإطلاقنا اختصاص "علم البيانات"، وقد تفردنا به لبنانياً". واشار الى ان خريجي الدفعة الاولى جميعهم دخلوا سوق العمل ما يؤكد صوابية مواكبتنا لتطور المهنة.

أما عن مجالس الصحافة، فلا ينكر أن "نقاباتنا بحاجة لتطوير لتضم جميع العاملين والعاملات فيها عوض اقتصارها على الصحف الورقية".

هواجس مشروعة
"لا نريد أن نخرّج طلابنا فلا يجدون وظائف بعدما استحوذ عليها غير الاختصاصيين من مؤثري السوشال الميديا". بهذه العبارة عبّرت احدى دكاترة الجامعة اللبنانية عن هاجس بقاء المهنة في زمن التحول الرقمي والسوشال ميديا، فيما عبّرت زميلة لها عن أسفها بتحول مهنة الاعلام الى "وظيفة" مكبلة بالرايتينغ، طارحة فكرة جائزة مالية سنوية للصحافيين المهنيين علّها "تقلّص من الأخطاء التي يسببها استباق نشر المعلومة قبل التحقق منها".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها