وكنفش المقرب من الأوساط السلفية بحسب وسائل إعلام ألمانية، حصل على أكثر من مليون يورو كمساعدات لمواجهة جائحة كورونا من "بنك التنمية البرليني" عبر أشخاص يعملون لصالحه. وذكرت الصحف المحلية أن المدعي العام في برلين أمر بتفتيش 57 شقة ومكتباً في ولايات اتحادية عديدة، 37 منها في برلين والبقية في براندنبورغ وساكسونيا وبافاريا وبادن فورتمبيرغ ونورد راين فيستفالن. وخلال حملات التفتيش هذه صادر المحققون ناقلات بيانات وملفات.
وذكرت صحيفة "تاغسشبيغل" أنه ألقي القبض على شاب يبلغ من العمر 24 عاماً يحمل جواز سفر ألمانياً في برلين. ومن المقرر أن يمثُل أمام القاضي، كونه مسؤولاً عن 7 أعمال احتيال والحصول على ما مجموعه 100 ألف يورو من مساعدات كورونا. وقال المحامي إحسان خزعلي، الذي يدافع عن أحد المتهمين للصحيفة: "يقال أن الأشخاص الذين عملوا لصالح كنفش حصلوا على عمولة صغيرة".
حتى الآن، تحقق النيابة العامة مع أكثر من 70 مشتبهاً فيه، ولم يُحدد العدد الدقيق، لاستخدام البعض هويات مزورة وعناوين غير واضحة. وكنفش نفسه استخدم التفاصيل الشخصية والبيانات الضريبية لأشخاص عملوا لصالحه. وتلقى مساعدة كورونا من خلال أنشطة تجارية مصطنعة. وأنشأ حسابات بريد إلكتروني لاستخدامها نيابة عن الأشخاص الذين يعملون لصالحه، حسبما أفادت
وسائل إعلام سورية تبث من ألمانيا.
وجاءت التحقيقات مع كنفش في تهم الاحتيال بشكل عرضي على هامش التحقيق مع اليوتيويبر البالغ من العمر 25 عاماً بتهم التحريض على الكراهية وتهديد السلم العام في مقاطع الفيديو التي كان ينشرها عبر قناته في "يوتيوب". ففي خريف العام 2020، نشر كنفش فيديو له متنكراً بهيئة رجل دين إسلامي يجر رجلاً مقيداً يرتدي قناع يمثل الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، عبر شارع زونن آليه في نويكولن، ثم أحرق القناع لاحقاً. وضرب كنفش الرجل بحزام داعياً الشباب لاتباعه وصارخاً "الله أكبر".
وأتى الفيديو بعد كلمة ألقاها ماكرون، في تأبين المعلم ساموئيل باتي، الذي قُتل على يد شيشاني يبلغ من العمر 18 عاماً بإحدى ضواحي باريس لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد في الفصل الدراسي. وقال كنفش: "إذا كانت حرية الكلام تسمح لك بإهانة نبينا فلا تنزعج إذا أهين قادتك". وفي براندنبورغ أيضاً، حققت السلطات بعد ذلك بقليل مع كنفش، بسبب مقطع فيديو عنيف، يظهر فيه هو ومشاركون آخرون يلاحقون رجالاً يرتدون زي الشرطة، متظاهرين بإطلاق النار عليهم بمسدسات فارغة. وبعدها تم الاشتباه بانتهاك قانون الأسلحة صيف العام 2021.
وذكرت "تاغسشبيغل"، أن كنفش مسجل لدى السلطات في ولاية براندنبورغ. وعاش وفقاً لتصريحاته الخاصة على المساعدات الاجتماعية، وفي الوقت نفسه حصل على دخل من خلال أنشطته في "يوتيوب". وفي تموز/ يوليو 2021 عاد إلى دمشق واحتفل بمقطع فيديو نشره على قناته بمناسبة حصوله على مليون متابع وكتب: "من برلين إلى دمشق بعد غياب دام 7 سنوات بكيت، لكنها دموع الفرح".
الآن تحقق السلطات الألمانية بفرضية ما إذا كان كنفش نقل الأموال التي تزيد عن مليون يورو إلى دمشق. ولا يوجد دليل على أنه يمول الجماعات الإرهابية الإسلامية بأموال المساعدات، لكن الأكيد أن قوات النظام السوري اعتقلته في أيلول/سبتمبر الماضي بتهمة "النشر من دون ترخيص والإساءة بشكل غير مباشر لبعض المواطنين والرأي العام"، رغم أنه وصف سوريا الأسد بأنها دولة تكفل حرية التعبير.
ونشر كنفش نشر قبل أيام من اعتقاله، مقاطع مصورة من دمشق وصفها المتابعون بأنها مهينة للشعب السوري. حيث يطلب في أحد الفيديوهات من بعض المارة تقبيل قدم فتاة مقابل الحصول على هاتف "آيفون".
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها