الجمعة 2022/10/07

آخر تحديث: 16:09 (بيروت)

مخرج فرنسي ينجز وثائقياً عن "حماية" النظام السوري للآثار

الجمعة 2022/10/07
مخرج فرنسي ينجز وثائقياً عن "حماية" النظام السوري للآثار
increase حجم الخط decrease
تعاونت وزارة الثقافة التابعة للنظام السوري، مع مخرج فرنسي، لتقديم فيلم "وثائقي" عن حماية النظام المزعومة للآثار في البلاد بعد الثورة السورية العام 2011.

وفي دمشق، الأربعاء، عرض الفيلم الذي يحمل عنوان "قسم سيرياكوس" (The Oath of Cyriac) عن عملية "إنقاذ" آلاف القطع الأثرية السورية ونقلها خلال الحرب، وذلك للمرة الأولى بعد عام تقريباً من عرضه الافتتاحي الأول، حسبما نقلت وكالة "رويترز".

والفيلم من إخراج الفرنسي أوليفييه بورجوا، الذي تم إيفاده إلى سوريا العام 2015 لتوثيق عمل البعثة الأثرية الطارئة التي شهدت نقل القطع الأثرية من متحف حلب إلى مكان آمن في دمشق. وأجرى بورجوا في وقت لاحق مقابلات مع المسؤولين عن البعثة الذين أدلوا برواياتهم عن العملية.

وقال بورجوا: "إنها قصة أناس عاديين يقومون بشيء غير عادي، وهو إنقاذ 24 ألف قطعة، 24 ألف قطعة أثرية تمثلنا جميعاً، ليس فقط تاريخ سوريا، وإنما تاريخ العالم بأسره".

وقال مأمون عبدالكريم، المدير السابق للآثار والمتاحف السورية: "كنت أعيش شعور ذاكرة صعبة، ذاكرة مأسوية، كأنك تطلب من شخص أن يروي حكاية من حكايات لا تريد أن ترويها لأنك عشت المأساة. كمدير عام للآثار والمتاحف السورية، أن تكون في هذا المنصب وأن تفقد آثارك، شاحنات كاملة دفعة واحدة في الطرق أثناء عمليات الإنقاذ، ماذا سيكون موقفك أمام التاريخ؟ أمام شعبك؟ أمام العالم؟ هذه اللحظات كانت صعبة علي".

ومنحت لجنة تحكيم الدورة 33 لمهرجان "رام" السينمائي جائزة للفيلم، الذي فاز بالمركز الأول في السينما الأثرية. ونال الفيلم في دمشق استحسان الجمهور الذي حضر حفلة الافتتاح في القلعة التاريخية بالمدينة، بحسب توصيف "رويترز".

وقال أحمد ديب، المدير السابق للمتاحف السورية أنه يشعر بالسعادة لاستذكار اللحظات العصيبة والجميلة في وقت واحد. وذلك لأننا "استطعنا حماية البلد واستطعنا أن ننتصر".

وظل مصير التراث السوري القديم رهن الصراع الدائر في البلاد في معظم فتراته إذ اندلع القتال في مواقع رئيسية مثل مدينة حلب القديمة وغيرها، مثل أطلال مدينة تدمر في الصحراء، التي سيطر عليها تنظيم "داعش". ونُقلت مئات الآلاف من القطع الأثرية إلى أماكن آمنة خلال الحرب في محاولة للحفاظ على التراث الإنساني.

بعكس تلك الدعاية التي لا تخلو من التضليل، لأن نظام الأسد لم يكن يوماً حريصاً على الآثار في البلاد، بل كانت قبل سنوات الثورة مهملة وكئيبة وتملأها القمامة حتى في الأماكن الأشهر، كقلعة حلب أو قلعة الحصن أو مدينة تدمر، إضافة إلى دوره في تدمير وقصف أماكن أثرية بما في ذلك في محافظة إدلب، بحسب تقارير ذات صلة.

وبحسب "معهد دراسات الشرق الأوسط" فإن التدمير المنهجي من قبل تنظيم "داعش" للمواقع التاريخية البارزة في أنحاء سوريا والعراق، غذى رواية الأسد منذ بداية الثورة بأنه وحده المدافع الحقيقي عن البلاد وتراثها، لكن هذه السردية تتطلب تمحيصاً دقيقاً، حيث تحتفظ العديد من المنظمات بسجلات صور وفيديوهات مفصلة للأضرار التي لحقت بالآثار الثقافية، ناهيك عن التورط في بيعها وتهريبها خارج البلاد. وبفضل جهود هذه المنظمات تم الآن تجميع قاعدة بينات ضخمة تثبت مدى الدمار الذي لحق بالآثار التاريخية في سوريا، والذي يتحمل النظام المسؤولية الأكبر عنه.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها