الثلاثاء 2022/10/04

آخر تحديث: 16:04 (بيروت)

صفحات "تيلغرام" سوداء في مناطق المعارضة...تشهير جنسي بحجّة الأخلاق!

الثلاثاء 2022/10/04
صفحات "تيلغرام" سوداء في مناطق المعارضة...تشهير جنسي بحجّة الأخلاق!
الجيش الوطني (غيتي)
increase حجم الخط decrease
يشكل انتشار قنوات التشهير تحت رداء الرقابة الأخلاقية في "تليغرام"، والتي تستهدف مناطق سيطرة المعارضة بريف حلب مثلاً، تعبيراً عن حالة الفوضى وغياب القانون التي يعيشها عشرات آلاف السكان في المنطقة الخاضعة لسلطة "الجيش الوطني" وبإشراف تركي مباشر.

وفيما يحتج القائمون على هذه القنوات التي تقود حملات تحريض، تستهدف عشرات الضحايا، بأنهم يسعون لممارسة نوع من الرقابة المجتمعية على الأخلاق العامة، تشمل لائحة الضحايا المستهدفة عدداً كبيراً من الفتيات والشبان، وصولاً إلى قياديين ومسؤولين ضمن المنظمات الإنسانية. ويصل مستوى ما تعرضه بعض هذه القنوات إلى القاع، حيث تستهدف النساء في المقام الأول، مع عرض تسجيلات مرئية وصور لممارسات جنسية.

وتطلق القنوات السوداء على ما تعرضه، من فضائح يغلب على معظمها الطابع الجنسي، اسم "إصدارات"، وهي عبارة عن مقاطع مرئية مسربة من أجهزة الضحايا المحمولة. كما تتابع طلاب جامعات المعارضة وتنشر معلومات وصوراً عمّا تسميه "قلة الحشمة" لدى بعض الطلاب.

وخلال الأشهر الماضية بدأت قناة "احتيملات نيوز" التي يتابعها عشرات الآلاف في "تيلغرام" بما أطلقت عليه "حملة مكافحة الانحلال الأخلاقي لدى طلاب وطالبات الجامعات في الشمال المحرر"، وهي عبارة عن تدوينات تحريض وتهديد طاولت طلاباً و طالبات في جامعتي "الشام" و"حلب الحرة" وأدت في بعض الأحيان إلى مصير مجهول لضحاياها.

ولا تختص الصفحة بممارسة الرقابة والتشهير ضد طلاب الجامعات فحسب، بل تستهدف أيضاً قياديين في "الجيش الوطني" ومسؤولين ضمن الحكومة المؤقتة والمنظمات الإنسانية، والذين خصصت لهم إصدارات جنسية تعرض ضمن قناة مخصصة تدعى "احتيملات نيوز - الإصدارات".

ومن بين من طاولهم هذا النوع من الإصدارات: القيادي في فرقة "سليمان شاه" مالك الجاسم أبو سراج، وهو شقيق قائد الفرقة أبو عمشة. والمهندس محمود البري أبو فيصل، وهو موظف في المجلس المحلي لمدينة اعزاز. إضافة إلى قائد أركان الجيش الوطني هيثم عفيسي.

توازياً، تستهدف قنوات سوداء أخرى، أشخاصاً عاديين، أكثرهم من السيدات تحت مزاعم ممارسة الدعارة السرية في تركيا أو منطقتي المعارضة والنظام. وهنا تغدو الصفحات أكثر ظلامية بسبب ما تعرضه من تسجيلات لا تختلف أبداً عما تعرضه المواقع الإباحية من مواد تخص "الجنس الانتقامي"، وذلك كله مع تسميات صريحة للشخصيات المستهدفة ووعود بمزيد من الإصدارات الأكثر جرأة!

ويلجأ القائمون على الصفحات السوداء لوسائل عديدة تضمن لهم الاستمرار في حملات التحريض والتشهير، منها إنشاء صفحات بديلة تحسباً لإغلاق الصفحات الأصلية، والنشر بشكل مؤقت ثم حذف "الإصدارات" بعد ربع ساعة من نشرها خوفاً من أي إبلاغات قد تستهدف القناة.

وفي قناته المخصصة لإصدارات التحريض يعرض "ز.م. 18+"، تسجيلاً مرئياً لفضيحة تستهدف ما يسميه "مدير منظمة كبير جداً" لمدة قصيرة. وهي وسيلة تلجأ إليها هذه القنوات لتلافي الحظر بسبب الإبلاغات وانتهاك الخصوصية. كما تخصص قناة "احتيملات نيوز" صفحات للإصدارات يتم الترويج لها عبر الصفحة الرئيسية.

ولا يمكن التأكد من استخدام هذه القنوات لحملات التشهير والإصدارات الجنسية كفرصة لابتزاز الضحايا قبل عرضها، إلا أن تدوينات عديدة تنشرها القنوات تهدد شخصيات عادية أومسؤولة بتجهيز إصدارات خاصة، تدلل على إمكانية ممارسة الابتزاز ضد الضحايا.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها