الخميس 2022/01/20

آخر تحديث: 21:02 (بيروت)

هل يشكل النبي المزعوم خطراً على الطائفتين السنية والدرزية؟

الخميس 2022/01/20
هل يشكل النبي المزعوم خطراً على الطائفتين السنية والدرزية؟
تبين أن نشأت كان طبالاً في فرقة موسيقية (تويتر)
increase حجم الخط decrease
لم يأخذ أحد من اللبنانيين، نشأت مجد النور، على محمل الجدّ، منذ أن أطل الرجل حاملاً صولجاناً يشبه نارجيلة إلى جانب "الفلكية" كارمن شماس، مقدماً نفسه على أنه مُرسَل من السماء والنبي الجديد.

بدأ رواد مواقع التواصل بالسخرية منه، وتبادل فيديوهاته التبشيرية كنكات ينسون عبرها واقعهم المرير، حتى أن هشام حداد خصص حلقته الأخيرة من برنامج "لهون وبس" للسخرية من "النبي" نشأت. لم يمتعض أحد، لم يشعر أي شخص، مهما كان متديناً، أن نشأت يمسّ بحرية معتقده.

السخرية من نشأت لم تقتصر على اللبنانيين، بل تعدتهم إلى أشقائهم العرب الذين وجدوا في نشأت مادة جيدة للتندّر. وقد "نكش" بعض المغردين صورة لنشأت، تظهر أنه كان طبّالاً في إحدى الفرق الموسيقية.
 

هذا الواقع لم يعجب نشأت بطبيعة الحال، لا أحد يأخذه على محمل الجد، وربما غزت رأسه فكرةُ اعتزال النبوة والعودة إلى صفوف البشر العاديين، إلى أن لاح في البعيد أمل يعطي نشأت مجد النور بعضاً من الاعتبار ويأخذه على محمل الجد. 

فقد تقدم أمين دار الفتوى، الشيخ أمين الكردي، بناء لتوجيهات مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بإخبار للنيابة العامة التمييزية ضد المدعو نشأت منذر الذي يدعي انه "رسول مُرسَل من السماء"، وطلب من النيابة العامة التمييزية اتخاذ الإجراء القانوني اللازم بحق نشأت منذر وكل من يظهره التحقيق، سنداً لأحكام المادتين 317 و474 من قانون العقوبات. وفي المادة 317 أن "كل عمل وكل كتابة وكل خطاب يقصد منها او ينتج عنها اثارة النعرات المذهبية أو العنصرية أو الحض على النزاع بين الطوائف ومختلف عناصر الأمة يعاقب عليه بالحبس من سنة الى ثلاث سنوات وبالغرامة من مئة الف الى ثمانماية الف ليرة وكذلك بالمنع من ممارسة الحقوق المذكورة في الفقرتين الثانية والرابعة من المادة ال 65 ويمكن للمحكمة ان تقضي بنشر الحكم". أما المادة 474 فتقول: "من أقدم على تحقير الشعائر الدينية التي تمارس علانية أو حث على الازدراء بإحدى تلك الشعائر، عوقب بالحبس من ستة اشهر الى ثلاث سنوات". فهل فعل نشأت ذلك فعلاً؟

بالموازاة، استنكر المكتب الاعلامي في مشيخة العقل إدّعاء نشأت النبوة، ودعا الجهات القضائية للتدخل. 
ادعاء نشأت للنبوة ليس بجديد، فبين الحين والآخر يظهر للناس شخص يدعي التنور وأنه مرسل من السماء ليهديهم إلى صراط مستقيم. وهذا الادعاء تكفله حريات التعبير والاعتقاد، إلا أن دار الفتوى أصرت على وضع نفسها في موقع المنافس لنشأت مجد النور كما يسمي نفسه، معتبرة أنه يشكل خطراً على الدين الإسلامي.. فهل تخاف من ارتداد متابعيها والالتحاق به؟
امتعضت دار الفتوى، في حين أن الوحيد الذي يحق له الامتعاض من النبي نشأت هم أصحاب الملاحم الجزارين، الذين دعا نشأت إلى مقاطعة لحومهم لأن في داخلها شيطاناً كما يدعي. 

في النتيجة خسرت دار الفتوى، بعدما تحولت اليوم إلى موضوع للسخرية والتندر في وسائل التواصل، وسط استغراب البعض من اهتمام دار الفتوى بالتفاهات وابتعادها عن المشاكل الحقيقية للبنانيين، بل وبعدما رسمت "خطوطاً حمراء" أمام استدعاء مسؤولين لبنانيين للتحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت، لتظهر بمظهر المعيق لمسار العدالة، بصرف النظر عن المسؤولية القانونية الجزئية أو الكاملة للمُستَدعين للتحقيق عن الانفجار. وها هي اليوم "تتصدى" لمدّعي نبوة لم يفعل أكثر من تسلية اللبنانيين والعرب والترويح عنهم بهزل فيديوهاته في هذا الزمن الصعب، بالإضافة إلى أن الدستور يفترض أن يحمي حرية المعتقد والتعبير طالما أن هذه الحرية، مهما كانت هزلية، لا تضرّ أحداً ولا تحقّر أي فئة طائفية أو دينية في لبنان المتعدد.

وفي المقابل، حقّق نشأت مجد النور نصراً صغيراً، بعدما جمع المزيد من المتابعين والشهرة، وبعدما أخذته على محمل الجد جهة رسمية تمثل ثلث اللبنانيين على الأقل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها