السبت 2022/01/15

آخر تحديث: 17:35 (بيروت)

إغراء شتيمة السيد

السبت 2022/01/15
إغراء شتيمة السيد
increase حجم الخط decrease
لا شك في أن "التريند" يشكل إغراء لأي صحافي أو ناشط في مواقع التواصل الاجتماعي، ولا شك في أن أي مقال ينتقد زعيم "حزب الله" حسن نصرالله ويحمل صورته، سيجذب إليه آلاف القراء، بداية من جيوش إلكترونية وظيفتها الأولى الدفاع عن الصورة المقدسة للأمين العام والدفاع عنها حتى لا يتدنى مستواه إلى عامة الشعب ويصبح بالتالي، قابلاً للنقد والشتيمة.

يدرك الناشطون والصحافيون هذا الأمر جيداً، يستغلونه لجمع أكبر عدد من المتابعين والمشاهدات على موادهم المنشورة. في الوقت عينه هنالك المقدس الذي يجب كسره، والذي يشكل عائقاً أمام أي محاسبة للمسؤولين في لبنان.


والحديث هنا ليس عن محاسبة قانونية أمام المحاكم، بل أقل من ذلك بكثير، محاسبة فكرية، أي أن يجرؤ الشخص على القول بأن السياسي أو الزعيم قد أخطأ، بأنه بشر عادي مثله مثل الآخرين، من الآن وحتى يصبح هذا الأمر مكرساً، فإن نصرالله سيظل جاذباً لكل ناشط وصحافي يسعى من أجل "التريند".

كان يكفي داليا أحمد أن تضع صورة نصرالله، بين صور الزعماء الذين وصفتهم بالتماسيح، (وهو وصف قليل بالنظر إلى كل ما حل باللبنانيين) لتتحول إلى الشغل الشاغل لرواد مواقع التواصل، بداية من أجواء الممانعة بما فيها من مناصرين ومحبين وأيضاً جيوش إلكترونية، انبرت منذ يومين إلى الهجوم على أحمد وعلى قناة "الجديد" وصاحبها تحسين الخياط.

والحال أن "الجديد" تعتبر من بين القنوات المحلية الأكثر متابعة ضمن بيئة حزب الله الحاضنة. تتدهور العلاقة بين الحزب والقناة إثر حدث أو مقدمة نشرة أخبار أو تصريح لأحد ضيوفها، فيسارع جمهور الحزب إلى معاقبتها عبر قطع الارسال أو عبر القيام بحملة شرسة ضدها، فتسارع القناة إلى إعادة ترتيب العلاقة مع الحزب.


يفسر ذلك سبب الهجوم القاسي الذي يشنه الجمهور على القناة وعلى الإعلامية أحمد، لكنه خرج هذه المرة عن حدّه، حيث أخرج هذا الجمهور أسوأ ما فيه، مظهراً عنصرية مقيتة تجاه أحمد، معيراً إياها بلون بشرتها السمراء، من دون أي نقد للمحتوى والمضمون.

الهجوم على أحمد استدعى تدخل العديد من الاعلاميين والناشطين الذين أبدوا دعمهم لها ضد عنصرية مقيتة تستهدف شكلها ولون بشرتها، رداً على انتقاد من المفترض أن تكفله حرية الرأي والتعبير.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها