الإثنين 2022/01/10

آخر تحديث: 19:02 (بيروت)

السيرة اللبنانية للمتحرش مروان حبيب

الإثنين 2022/01/10
السيرة اللبنانية للمتحرش مروان حبيب
كان يلاحق النساء ويظهر عارياً أمامهن
increase حجم الخط decrease
في خبر يشبه حبكة مسلسلات الجرائم التقليدية، ألقي القبض على مروان حبيب، (لبناني - 32 عاماً)، في ميامي بيتش في الولايات المتحدة الأميركية. ومَن لا يعرف مروان حبيب، فهو من أشهر، إذا لم يكن أشهر المتحرشين والمعتدين في لبنان.

قُبض على مروان بسبب الاعتداء على سائحة في منتجع "ميامي بيتش"، ومحاولة اغتصابها، وقالت السائحة انها استيقظت من النوم لتجده في غرفتها، على طرف السرير، حيث قفز عليها وبدأ بالاعتداء. لكنها، لحسن الحظ، هربت منه وبلغت الإدارة، التي لاحقاً أقرت أنها لم تكن الشكوى الأولى ضد حبيب. إذ قال تقرير الاعتقال إن عدداً من النساء أبلغن أنه يلاحق النساء بهدف مواعدتهن أو ممارسة الجنس معهن حتى لو أبدين رفضهن لذلك.

وبعد الاستفسار عن كيفية حصوله على المفتاح، أخبرت الإدارة أنه استطاع خداعهم بامتلاكه معلومات شخصية عن المرأة، ثم جعلهم يتحدثون مع امرأة اخرى على الهاتف تزعم أنها السائحة لتعطيهم موافقتها لاعطائه المفتاح، ما يكشف عن نوايا ترصدية وخطة خبيثة للاعتداء عليها.

اعتقد مروان أنه، كما أفلت من العقاب كثيراً في لبنان، فسيكون الأمر كذلك هذه المرة، اذ سأل القاضية ماريسا تينكلر مينديز، قاضية دائرة ميامي: "هل أستطيع أن أدفع الكفالة وأغادر اليوم أم لا؟" لتجيبه: "أنت لن تعود الى منزلك اليوم"، فيجيب: "حسناً، كما تريدين يا قاضية".

بهذه الوقاحة، وبالطريقة نفسها، استطاع مروان حبيب التحرش والاعتداء على كل عشرات النساء عندما كان في لبنان، اذ تم الادعاء عليه من قبل أكثر من 50 امرأة، قوبلت كلها بالسخرية، والتجاهل، وفي أكثر الأحيان، تحقيق صغير مع الخروج بسند كفالة، رغم أن حبيب بث الرعب في النساء، خصوصاً في محيط الجامعة الأميركية في بيروت، والجامعة اللبنانية الأميركية، حيث تركزت حركته.

وقامت مجموعة من النساء في لبنان بتوقيع عريضة لمحاولة الضغط من أجل القبض على حبيب، حتى أنهن دَعَين  لمقاطعة بعض المطاعم والأماكن التي تستقبله وتقدم له الخدمات. ذلك أن وجوده يجعل النساء تشعر بالخطر الدائم، خصوصاً أن عشرات النساء قدمن شهادات ضده.  فقالت نساء كن يقطنّ معه في المبنى ذاته أنهن كن يسمعن أصوات صراخ نساء يومياً، وقالت أخريات إنه كان يتتبعهن وهو عارٍ تماماً، ويطرق أبوابهن، ويتبعهن إلى منازلهن، وكان ينتظر بعض النساء تحت بيوتهن، ويحاول خطف نساء أخريات، ويتتبع الفتيات القاصرات أيضاً. لا شيء كان يوقف حبيب، ولا حتى الشكاوى القانونية، إذ لم يُصدر رجال الشرطة اللبنانية قصص النساء عما كان يفعله حبيب على دراجته. أما أصحاب المبنى الذي يقطنه، فلم يطردوه لأنه كان قريباً من المالك، وكانت شكوى العشرات من النساء تذهب للفراغ.

سرعان ما نشطت حسابات تبلغ عن وجود مروان حبيب في مكان عام، وتنشر الخبر كي تحذر نساء المنطقة، وكان يتم إبلاغ الأجهزة الأمنية، لكنهم "لسوء الحظ، كل مرة يصلون عندما يرحل"، رغم أنه كان مطلوباً في عدد من الدعاوى.

وبعد العديد من الشكاوى، كانت مكافأة الإعلام اللبناني لمروان، بحلقة مع الإعلامي جو معلوف على شاشة "ام تي في" ضمن برنامج "لآخر نفس"، فأُعطيَ مروان فيها الهواء وتحدث عن غيرة الناس من نجاحه وكذّب كل ما قيل عنه، ثم تحدث عن طليقته وأنها اختطفت ابنه الذي لم يره منذ 10 سنوات. واعتبر حبيب أنه ضحية وسائل التواصل التي تشهر بالجميع "حتى رئيس الجمهورية شهروا به". واستمر مروان في هذه الحلقة بمسلسل المظلومية، ليقول انه شجرة مثمرة ترميها الناس بالحجارة.

ثم توالت اتصالات النساء على المحطة لعرض تجاربهن مع مروان وكيف تحرش بهن، وقام المحامي كريم مجبور بعرض فيديو لمروان يتحرش ببعض النساء، وما كان من جو معلوف إلا أن اعتبر هذا التصرف "سئيل يحدث في أي مكان، ليس تحرشاً، فهي كلمة كبيرة، وهذا الشخص لديه ولد ومهنة"،  كما قام صاحب "سكاي بار" بالاتصال للإبلاغ عن أن مروان ممنوع من الدخول هناك بسبب تصرفاته مع النساء.

بعد كل تلك الشكاوى، وبعد اعطاء المساحة لهذا الشخص، وبعد عدد من الدعاوى، وفي إحد المرات التي مثل فيها مروان حبيب أمام الأجهزة الأمنية، أخلي سبيله بسند كفالة، ثم غادر البلاد تاركاً وراءه العديد من النساء اللواتي لم يحصلن على العدالة، حتى الآن. ففي أميركا، تم القبض على المجرم الذي لم تعاقبه الأجهزة الأمنية اللبنانية، وحمته وساطته الحزبية وعلاقاته الشخصية وأمواله والإعلام والمجتمع والقضاء وكل مَن لم يصدق الناجيات وما زال ينتظر "وجهة النظر الأخرى"، وكل من شكك في روايات الناجيات وسأل عن سبب تأخرهن بالتبليغ، وكل من استخدم منصته للدفاع عن مروان أو لتسخيف خطورة  التحرش وتسطيحها.

أخيراً، فلنتذكر ان المغتصب ليس مريضاً يحتاج الى علاج، بل هو مجرم يجب سجنه وتنفيذ عقوبات بحقّه. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها