الجمعة 2021/09/24

آخر تحديث: 14:22 (بيروت)

إتاحة تقمّص نازيّين وعنصريين..أخطار جديدة تأتي من ألعاب الفيديو

الجمعة 2021/09/24
إتاحة تقمّص نازيّين وعنصريين..أخطار جديدة تأتي من ألعاب الفيديو
increase حجم الخط decrease
يستخدم المتطرفون ألعاب الفيديو الشائعة، ومنصات الدردشة في تلك الألعاب لنشر الكراهية عبر الإنترنت.

ووجد باحثون على مدى ثلاثة أشهر أمثلة لمعاداة السامية، والعنصرية، ورهاب المثلية الجنسية، على بعض المنصات، من بينها "دي لايف" و"أوديسي" حيث يبث المستخدمون ويدردشون خلال بعض الألعاب مثل "كول أوف دويتي" و"ماينكرافت".

ويقول ناشطون أن تضمين خطاب التطرف في الدردشات اليومية يمكن أن يكون طريقاً إلى التشدد، حيث تنتقل هذه الدردشات بعد ذلك إلى فضاءات إلكترونية أخرى، مثل قنوات "تيلغرام" الخاصة.

ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" عن جو مولهال، عضو منظمة "أمل لا كراهية" المناهضة للفاشية: "بمجرد دخولك هذا العالم يبدأ التطرف في الحدوث. عندما تبدأ في الانضمام إلى لقاءات إلكترونية أخرى، أو إلى مجموعات أصغر لا تمارس ألعاب الفيديو بالضرورة، يكون الحديث عن السياسة بشكل أكثر وضوحاً".

وقال موقع "تيلغرام" رداً على ذلك أنه يستخدم "مزيجاً من المراقبة الاستباقية للفضاءات العامة مع تقارير المستخدمين" لإزالة المحتوى الذي ينتهك شروط الخدمة، بينما لم تستجب منصتا "دي لايف" و"أوديسي" لطلبات التعليق، فيما تشير سياسات المنصتين إلى عدم التسامح مطلقاً مع الكراهية والتطرف العنيف، وتقولان أنهما سباقان في إزالة أي محتوى ينتهك التعليمات.

إلى ذلك، قالت "كول أوف ديوتي": "الإجراءات التي اتخذناها لمواجهة السلوك العنصري تشمل حظر اللاعبين بسبب الأسماء الموحية بالعنصرية والكراهية، واستخدام تكنولوجيا جديدة، وتسهيل الإبلاغ عن السلوك العدواني في اللعبة بالنسبة إلى اللاعبين".

لكن الباحثين وجدوا أيضاً أن سيناريوهات "لعب الأدوار" المتطرفة داخل بعض الألعاب على منصات مختلفة تتيح للاعبين إنشاء خرائطهم وبيئاتهم الخاصة ومشاركتها مع الآخرين. وشملت هذه معسكرات الاعتقال النازية، ومعسكر اعتقال الويغور في ألعاب مثل "روبلوكس" و"ماينكرافت".

ودعت إحدى ألعاب "روبلوكس" المنتشرة اللاعبين إلى "أن يصبحوا عنصريين"، وأن يحاكوا قتل الأشخاص المنتمين إلى أقليات عرقية عن طريق دهسهم بسيارة.

وقال جاكوب ديفي الذي يعمل في معهد الحوار الاستراتيجي: "هذه ألعاب صغيرة ولا يلعبها عدد كبير من الناس، لكن ما يفعلونه هو السماح للمتطرفين بخلق تجارب لعب الأدوار.. ليعيشوا خيالات متطرفة على الإنترنت".

وهنا، علقت منصة "روبلوكس": "نحن نعمل بلا كلل لضمان أن تظل منصتنا مكاناً آمناً ومدنياً، ونراقب السلامة بمزيج من برامج التعلم الآلي وفريق تقني يضم أكثر من 2000 مشرف، يعملون على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لاكتشاف أي محتوى غير مناسب أو سلوك والتصرف بسرعة بشأنه..

وقالت "ماينكرافت": "المحتوى الإرهابي أو المتطرف العنيف محظور تماماً وفقاً لمعايير مجتمعنا، ونتخذ إجراءات لإزالة هذا المحتوى إذا ظهر على أنظمتنا".

والحال أن المتطرفين ربما لجأوا إلى أماكن الألعاب بعدما زاد عمالقة وسائل التواصل الاجتماعي من تطبيق قواعدهم، حسبما يقول باحثون. وأفاد ديفي: "من المحتمل أن يجد اليمين المتطرف ملاذاً آمناً لبث أيديولوجيته، أو الانخراط في دعاية أكثر تقليدية، أو أي من الأشياء التي كانوا يفعلونها قبل بضع سنوات في فايسبوك ويوتيوب وتويتر".

وأضاف: "تشكل الألعاب عبر الإنترنت أساساً وسيلة للأشخاص للتواصل عبر ممارسة هواية مشتركة عبر الإنترنت، ويشمل هذا المتطرفين. إنها طريقة للتواصل مع الأفراد ذوي التفكير المماثل، وللتواصل الاجتماعي، وفي نهاية المطاف لتكوين روابط اجتماعية أقوى، وهي أمور قد تكون مهمة فعلاً، بالنسبة إلى تعزيز الحركات المتطرفة على مستوى العالم."

وأكمل مولهال: "تجلس في المنزل بعد المدرسة وتمارس الألعاب، وقد يخلق عنصر اللعب إحساساً بأن ما يحدث أمر طبيعي، وليس تطرفاً، أو خطيراً".

وكان "معهد الخدمات المتحدة الملكي"، وهو جزء من فريق خبراء مكافحة التطرف، بدأ تحقيقاً واسع النطاق بشأن الألعاب عبر الإنترنت. وقالت جيسيكا وايت، التي تعمل في مركز الأبحاث الدفاعي: "فضاءات الدردشة عبر الإنترنت التي يقل فيها الاعتدال، يتعدي المتطرفون عليها بشكل متزايد. لكننا بحاجة إلى الحصول على أدلة واسعة النطاق على حجمها".

وتجري الحكومة البريطانية محادثات مع الهيئات الصناعية لمناقشة خطوات معالجة استغلال المتطرفين لفضاءات الألعاب. وقال ممثل عن هيئة تجارة الألعاب في بريطانيا: "نستخدم أدوات معتدلة متطورة للذكاء الصناعي ومديري المجتمع المدربين لبناء فضاءات آمنة".

وأكمل: "نحن نعمل أيضاً بشكل وثيق مع الحكومة وأجهزة الشرطة لتوفير مزيد من الحماية للاعبين. ونعلم أن التحديات التي نواجهها تشترك فيها أشكال أخرى من الترفيه الرقمي، ونواصل اعتماد نهج إيجابي واستباقي لحماية اللاعبين".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها