الثلاثاء 2021/09/21

آخر تحديث: 01:01 (بيروت)

الحكومة تنال ثقة المجلس و"لا ثقة" اللبنانيين

الثلاثاء 2021/09/21
الحكومة تنال ثقة المجلس و"لا ثقة" اللبنانيين
جلسة مجلس النواب لمنح الحكومة الثقة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease
نالت الحكومة ثقة مزعزعة من مجلس النواب. فحتى أولئك الذين منحوها ثقتهم، فعلوا ذلك بتردد، في أعماقهم يعرفون أن احتمالات الفشل أكبر بكثير من احتمالات النجاح وأن اللبنانيين ضاقوا ذرعاً بكل ما ينتج عن نظام متهالك.

حتى جبران باسيل، المتهم بأنه المهندس الأول للحكومة من خلف الكواليس، لوح بمعارضة شرسة إن لم تكن الحكومة عند حسن ظنه. "تيار المستقبل"، بدوره، أعطى الثقة رحمة باللبنانيين. أما باقي النواب في مداخلاتهم، فقد أظهروا الكثير من التململ بسبب الأوضاع القائمة محاولين التملص من المسؤولية في حال حال الفشل. 

إلا أن الصوت الأعلى كان في مواقع التواصل حيث عبّر الناس، ومن ضمنهم المؤيدون للأحزاب الحاكمة، عن قلة ثقتهم بالحكومة، وبأنها لن تكون أفضل من سابقاتها. "لا ثقة" في الشارع هو العنوان الأبرز اليوم، سواء تم التعبير عنها بالنكات والسخرية أو بالغضب والشتائم أو بانتقاد رصين. وقلّما تجد تغريدة واحدة تعبر عن دعمها للحكومة أو عن لمح صاحبها لبارقة أمل تلوح في البعيد. 

لا يعود سبب الـ"لا ثقة" إلى يأس مزمن أصاب اللبنانيين بعد كل ما حل بهم، بل لأن الحكومة أتت من خارج كل الأطر التي نادوا بها منذ 17 تشرين وحتى اليوم، بعيداً من كل الطموحات والشعارات التي نادى بها سياسيون مشاركون في تشكيل الحكومة. ليست حكومة اختصاصيين، ولا حكومة خارج المنظومة السياسية والمحاصصة التي تفرضها في كل مرة. حكومة محاصصة بامتياز هدفها استكمال النهج القديم ومحاولة إعادة إحياء النظام القائم. 

تأتي حكومة نجيب ميقاتي لاستكمال ما بدأته حكومة حسان دياب. المرحلة الثانية من إدارة الانهيار، استثمار انجازات تحققت بأسوأ الطرق الممكنة. فما نتج عن حكومة حسان دياب هو ما كان يطالب به صندوق النقد الدولي إلى حد بعيد: تحرير سعر الصرف حيث بات اللبنانيون يتعاملون مع سعر صرف محرر ولم يبق لسعر 1500 سوى حيز ضيق لن يلبث أن يختفي قريباً.

ثم هناك تقليص حجم القطاع العام الذي تحقق بعدما ترك الموظفون وظائفهم بالاضافة للأسلاك الأمنية التي شهدت هروباً كبيراً لعناصرها من الخدمة، كذلك رفع الدعم عن المحروقات والكهرباء الذي بات أمراً واقعاً بالنسبة للمحروقات وسيكون كذلك في حال عادت كهرباء الدولة إلى الوجود، تحقق أيضاً خفض الرواتب أو على الأقل قيمتها بالنسبة للدولار ما سيقلص العجز في ميزانية الدولة. 

ومما تحقق كذلك، خفض خسائر القطاع المصرفي، إذ سحب الكثير من اللبنانيين ودائعهم على سعر 3900 ليرة، أو شيكات مصرفية اشتروا بها عقارات أو سددوا فيها ديوناً متراكمة لدى المصارف. 

كل شيء جاهز إذاً لإعادة انتاج النظام القديم نفسه، ومَن أفضل مِن نجيب ميقاتي ليفعل ذلك؟ سيتفرج عليه سعد الحريري، وجبران باسيل يقوم بالعمل الشاق كله لأجلهما. يتلقى شتائم الناس وكرههم في حين يجلس الآخرون في مقاعد المعارضة، يساهمون في النقد ويحصدون مزايا النظام الجديد الذي سيتشكل لاحقاً على أنقاض الوطن والشعب.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها