السبت 2021/09/18

آخر تحديث: 15:19 (بيروت)

ملكات الجمال واختبار التمثيل..من جورجينا رزق إلى نادين نجيم

السبت 2021/09/18
ملكات الجمال واختبار التمثيل..من جورجينا رزق إلى نادين نجيم
نادين نجيم في أحدث مسلسلاتها "صالون زهرة"
increase حجم الخط decrease
لطالما شكل الجمال عنصراً أساسياً في عالم التمثيل، والمُطّلع على سِيَر الكثير من الممثلات العربيات، يجدهن آتيات من خلفيات جمالية، سواء كعارضات أزياء أوكحاملات لألقاب جمالية، كالممثلة السورية منى واصف التي بدأت مسيرتها المهنية كعارضة أزياء، والفنانة العالمية داليدا التي انتخبت ملكة جمال مصر العام 1954 ثم عملت في مجال السينما والأفلام والغناء.

في لبنان تفتحت عيون المنتجين باكراً على أهمية الجمال، وكانت جورجينا رزق أول ملكة جمال لبنانية تقتحم مجال التمثيل، من خلال مشاركتها في أعمال لبنانية ومصرية وعربية، فمثلت في ثلاثة أفلام، بمشاركتها إلى جانب صباح وعمر خورشيد في فيلم "غيتار الحب"، ولعبها دور البطولة في "الملكة وأنا" مع محرم فؤاد ووحيد سيف، و"باي باي يا حلوة" مع رشدي أباظة، وكذلك كانت بطلة مسرحية "سنكف سنكف" لروميو لحود، ومسلسل "أنت أنا" مع فهد بلان.


(جورجينا رزق مع عمر خورشيد في "غيتار الحب")

على أن مسيرة رزق الفنية لم تستمر، لأنها فضلت الزواج والاستقرار، على الفن، وقالت مراراً بأنها لم تحب السينما والتلفزيون، ورأى بعض النقاد أنها لم تنجح كممثلة بالرغم من جمالها. وفي مرحلة لاحقة، اقتحمت مجموعة كبيرة من ملكات جمال لبنان مجال التمثيل، لكنهن لم يوفقن أيضاً، لعدم توافر الموهبة الكافية لديهن، رغم أن منهن مَن أتيحت لها فرصاً نادرة بحيازة أدوار البطولة، وهي فرص مهمة قد تحتاج ممثلة متخرجة من معهد للتمثيل إلى سنوات طويلة كي تحصل عليها.

ومن خلال التجربة، يتبيّن أن الجمال وحده لا يكفي للعمل في مجال يتطلب بالدرجة الأولى الكثير من الموهبة، كما الجمال. فصاحبة الشكل الجميل يمكن أن تُشرّع أمامها الأبواب، لكنها سرعان ما تخسر بالضربة القاضية إذا لم تكن على قدر التحدي والمسؤولية.

وهنا، تُعتبر نادين نجيم، ملكة الجمال الوحيدة لبنانياً، التي كان الرهان عليها كممثلة في مكانه، فهي اليوم نجمة عربية أولى بامتياز، حتى أنها استطاعت أن تفرض نفسها في مصر، مكتسحة الشارع المصري بأعمال مشتركة. ويعتبر ذلك حالة فريدة من نوعها، لأن كل الممثلات اللبنانيات اللواتي فرضن أنفسهن في مصر، شاركن في أعمال مصرية بحتة.

ومن بين ملكات الجمال اللبنانيات اللواتي دخلن مجال التمثيل، جويل بحلق (ملكة جمال لبنان 1997) التي شاركت في عمل واحد عندما لعبت دور البطولة النسائية في المسلسل البدوي "آخر الفرسان" للمخرج السوري نجدة أنزور، ودينا عازار (ملكة جمال لبنان لعام 1995) التي اقتصرت تجربتها على المشاركة في مسلسل "رماد وملح" من بطولة نضال الأشقر وأنطوان كرباج وعمار شلق وكتابة جوزف حرب وإخراج هيثم حقي، ولم تكرر التجربة. أما كريستينا صوايا (ملكة جمال لبنان 2001) فشاركت في مسلسلين هما "وأشرقت الشمس" العام 2013، و"غزل البنات" العام 2014، كما لها تجارب غنائية محدودة.


(دينا عازار ظهرت في مسلسل واحد)

من جهتها، حصلت نادين ولسون نجيم (ملكة جمال لبنان للعام 2007) على فرص في أكثر من مشروع درامي، آخرها مسلسل "الشحرورة" الذي لعبت فيه دور هويدا ابنة الفنانة صباح، كما شاركت بديع أبو شقرا في مسلسل "جود" وأيضاً في مسلسل "صبايا 5" و"الغالبون 2" و"غزل البنات" و"بلا ذاكرة".

رهف عبد الله (ملكة جمال لبنان للعام 2010) خاضت تجربة التمثيل في 3 مسلسلات لبنانية هي "أهل الوفا" و"صمت الحب" و"رصيف الغرباء"، وقالت أن عملها الثالث هو الذي سيحدد ما إذا كانت ستستمر في التمثيل أم تنسحب من الساحة. أما فاليري أبو شقرا (ملكة جمال لبنان 2015) فشاركت حتى الآن في 5 أعمال آخرها مسلسل "لا حكم عليه"، لكن تجربتها التمثيلية لا تخلو من الإنتقادات، وهناك من يعتبر أنه من المبكر أن تلعب أدوار البطولة، لأنها تحتاج الى المزيد من الخبرة والتجربة.


(فاليري أبو شقرا مع معتصم نهار في "ما فيّي")

ويعلّق الناقد الفني، جمال فياض، بأن هناك عنصرين أساسيَين يقفان وراء تعامل المنتجين مع ملكات الجما،ل وهما الجمال والشهرة، موضحاً: "هو يحاول الاستفادة من هاتين الناحيتين، وعندها تصبح ملكة الجمال أمام امتحان، فإما أن تنجح فيه وتستمر وتصبح نجمة وتحقق نجاحات غير متوقعة لأنها موهوبة وتعرف كيف تطور قدراتها التمثيلية، وإما أن تقتصر تجربتها على دور أو دورين، ثم تعود إلى بيتها وتتزوج وتنسى موضوع التمثيل، وهو ما حصل مع عدد كبير من ملكات الجمال. وهذا الأمر يُعمل به في كل دول العالم حتى في هوليوود".

ويرى فياض أن نادين نجيم هي الوحيدة التي عرفت كيف تطور تجربتها وقدراتها كممثلة، مضيفاً: "لم تعد تلك الفتاة الجميلة التي دخلت مجال التمثيل لمجرد كونها جميلة. نادين تتمتع بالجمال والكاريزما، وأجادت التمثيل فاستمرت، بينما الأخريات، إما لم يُجدن الاستفادة من الفرصة وإما لا يملكن موهبة التمثيل. وهذا الأمر ينطبق أيضاً على بعض الممثلين الرجال الذين تتاح أمام الفرصة للعمل في التمثيل لأنهم يتمتعون بالجمال، لكنهم ينجحون ويصبحون نجوماً، كما حصل في تجربتيّ رشدي أباظة وعمر الشريف، بينما الآخرون لم يستمروا لأنهم لم يقنعوا الجمهور بسبب عجزهم عن تأدية الأدوار كما يجب".

وأكد فياض أن المنتجين يهربون من ملكات الجمال، إذا لم يثبتن أنفسهن بعد دور أو دورين، وأوضح: "الجمال ليس معياراً للعمل في مجال التمثيل، وهناك ممثلات موهوبات ومقبولات شكلاً ويؤدين أدواراً ثانوية، وهذا لا يعني أن الجميلات يسرقن الفرص من غير الجميلات، لأن الجميلة تحتاج إلى الموهبة لكي تستمر، حتى لو كانت ملكة جمال الكون".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها