الخميس 2021/09/16

آخر تحديث: 17:35 (بيروت)

استشهدوا من أجل صهريج وقود

الخميس 2021/09/16
استشهدوا من أجل صهريج وقود
increase حجم الخط decrease
واكبت دخول صهاريج المازوت الإيراني إلى لبنان عبر الحدود السورية، حملة إعلامية في مواقع التواصل الاجتماعي، قادها جمهور "حزب الله"، ترحيباً بالصهاريج واحتفالاً بكسر حصار أميركي وغربي متوهم على لبنان والمقاومة، في ما اعتبروه وفاءً بما وعد به الأمين العام للحزب بتوفير المحروقات للبنانيين. 

ما زال جمهور الحزب يحاول استغلال كل مناسبة لتبرير خيار الدخول في غمار الحرب السورية وإضفاء المعنى على تضحيات آلاف الشباب الذين سقطوا فيها أو جرحوا. وحدث اليوم، شكل مناسبة جديدة رأى جمهور الحزب فيها أن الصهاريج ما كانت لتصل الأراضي اللبنانية لولا "تضحية الشهداء الذين  مهدوا الطريق لها". هكذا، امتلأت مواقع التواصل بصور قتلى حزب الله في سوريا ووجه الجمهور تحية شكر لهم على ما قدموه لأجل لبنان. 


يكاد الواقع يكون عبارة عن ديستوبيا مطعمة بالكثير من الكوميديا. لم يتخيل أحد يوماً أن يشاهد في مواقع التواصل وشاشات التلفزيون احتفالات بوصول صهاريج مازوت. هؤلاء ليسوا أناساً بسطاء في مسلسل "ضيعة ضايعة" أو "مرايا ياسر العظمة" يحتفلون بوصول المحروقات إلى قراهم. فالحزب الأقوى لبنانياً والمسيطر على جميع مفاصل الحياة السياسية اللبنانية، يختصر جمهوره دماء ضحاياه بوصول الصهاريج، بعدما انخفضت مطالب هذا الجمهور وطموحاته من حياة مزدهرة وكهرباء دائمة تقدمها الدولة وخدمات جيدة، إلى بضعة صهاريج من الوقود تكاد لا تكفي السوق المحلي لأيام معدودة.


يعرف الحزب جيداً أن الحصار الأميركي وهمي إلى حد بعيد، وأن أزمة المحروقات في لبنان تكمن في مكان آخر مختلف. في الوقت عينه، يجيد الحزب استخدام الإعلام لصالحه وهو عبر استقدام النفط الإيراني إلى لبنان وإحداث ضجة إعلامية حوله، يؤكد لجمهوره أنه ما زال يتمتع بالقوة الكافية لتحدي الولايات المتحدة، ويعيد لملمة ما خسره من شعبية منذ بداية الأزمة وحتى اليوم، إلا أن العبرة تبقى في كيفية توزيع المحروقات وما إذا كان حزب الله سيجيد استغلالها على الأرض كما استغلها إعلامياً. 

اللافت في وصول الصهاريج عبر سوريا هو تأكيد الحزب ومحور الممانعة من خلفه، سيطرته على الساحل السوري وصولاً إلى لبنان، حيث أصبحت مناطق خاضعة له بشكل شبه رسمي، وكما هو قادر على إدخال المحروقات، فإنه قادر بالتالي على إدخال السلاح وغيره. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها