الخميس 2021/08/05

آخر تحديث: 17:36 (بيروت)

لا أحد يصدّق حِداد سفارة لبنان في باريس..وتحرّك بالتوابيت

الخميس 2021/08/05
لا أحد يصدّق حِداد سفارة لبنان في باريس..وتحرّك بالتوابيت
increase حجم الخط decrease
في الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت، اتشحت واجهة السفارة اللبنانية في فرنسا بالسواد "حداداً على أرواح الضحايا"، وفقاً لما ورد في حساب السفارة في "فايسبوك".


خطوة لم تلق استحسان جميع أفراد الجالية اللبنانية، بدليل تعليقات عدد من متابعي الصفحة، حيث اعتبرها أحدهم ضرباً من ضروب النفاق، فيما طالب آخر بالكف عن "الاستخفاف بعقولنا"، فيما لم تخلُ التعليقات من نكهة هجومية ممن وصف السفارة تحديداً بأنها "سفارة الدم والعار".

السلبية التي قوبلت بها خطوة السفارة تشكل دليلاً إضافياً على انعدام ثقة اللبنانيين في مؤسساتهم الرسمية، وما البعثات الدبلوماسية سوى امتداد لتلك المؤسسات، وفقاً لناشطين لبنانيين مقيمين في فرنسا. تضاف إلى ذلك حالة السخط على آلية عمل السفارة، خصوصاً خلال عملية إجلاء الطلاب اللبنانيين أثناء جائحة كورونا، بعدما دخلت المحسوبية والواسطات على خط اعداد لوائح الأسماء، والكلام لطلاب لبنانيين مقيمين في فرنسا.



إلى ذلك، لم ينس أفراد الجالية اللبنانية في فرنسا البلبلة القانونية التي واكبت تعيين رامي عدوان، سفيراً إلى فرنسا قبل أربع سنوات. تضاف إليها ترقيته في الفترة ذاتها التي وصفتها أوساط صحافية بـ"الفضيحة"، خصوصاً أنه قبل تعيينه سفيراً، شغل منصب مدير مكتب جبران باسيل إبان تولي الأخير وزارة الخارجية. وهو لغط مازال حاضراً في أوساط الجالية اللبنانية رغم توضيح وزارة الخارجية للمسألة حينها.

من جانب آخر، تساءل ناشطون عما إذا كان السواد الذي اتشحت به السفارة خطوة استباقية لامتصاص نقمة اللبنانيين المقيمين في فرنسا. فالعديد من المجموعات الناشطة في باريس لم يعد يتردد في التصويب على السفارة، سواء عبر البيانات أو التحركات. وما يدعم تلك الفرضية هي عناصر الشرطة الفرنسية التي تم استقدامها إلى محيط مبنى السفارة الأربعاء، وظلت متمركزة هناك طوال النهار وحتى ساعة متأخرة من الليل، مسألة أثيرت بدورها في التعليقات الواردة في حساب السفارة الافتراضي.

أحد الناشطين اللبنانيين في باريس شبّه، في حديث مع "المدن"، هذه التعزيزات الأمنية بالعوائق الإسمنتية والحديدية التي وضعت في المنطقة المحيطة بمجلس النواب بعد 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019 وكأن عقلية السلطة هي ذاتها أكان في لبنان أو في الاغتراب، أي "تحويل مباني المؤسسات العامة إلى مناطق محمية من الشعب بدلاً من أن تكون مفتوحة له".

وإذا كانت تلك غاية بعثة لبنان في فرنسا، فإنها فشلت في تحقيق مبتغاها بعدما توجهت مجموعة من اللبنانيين، مساء الأربعاء، إلى محيط السفارة لإلصاق صور ومنشورات، مصطحبين معهم تابوتاً كرتونياً صنعوه بأنفسهم وألصقوا عليه صور عدد من الشخصيات السياسية والأمنية المطلوبة إلى التحقيق مصحوبة بعبارة "WANTED" (مطلوب للعدالة).



اختيار التابوت كرمز للتحرك كان رسالة تضامنية مع أهالي الضحايا، وفقاً للناشطين المشاركين في التحرك، مذكرين في هذا الإطار بما تعرض له الأهالي من اعتداء عقب توجههم إلى منزل وزير الداخلية محمد فهمي، حاملين توابيت تستحضر ضحايا انفجار مرفأ بيروت الذي جسد حجم الفساد والإهمال المستشري في الدولة اللبنانية والذي يدفع ثمنه اللبنانيون من حياتهم وأرزاقهم.

أما إلصاق مجموعة الناشطين لصور الشخصيات فليس إلا تأكيداً على الشبهات التي تحوم حول تلك الشخصيات، والتي تعززت بعد الامتناع عن رفع الحصانات عن بعضهم ورفض إعطاء الإذن بملاحقة البعض الآخر، علماً أن المجموعة انتظرت، لساعات، مغادرة عناصر الشرطة، تفادياً للاصطدام بهم، إذ أصرّ الناشطون على عدم تأجيل تحركهم الرمزي إلى وقت لاحق.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها