الاستثمار السياسي في تفجير المرفأ، تحول الى مادة اتهامات بين القوى المدنية وأحزاب السلطة، كما باتت مادة اتهام بين "حزب الله" و"المستقبل" من جهة، و"القوات اللبنانية" من جهة أخرى.
تقف "القوات" التي تحشد للمشاركة في الذكرى، في منتصف الطريق بين أهالي الضحايا الذين يعتبرون أنهم وُلاة الدم، ويُمنع على أي طرف أن يستغل آلامهم لتحقيق نصر سياسي. وفي الضفة الثانية، ثمة أطراف سياسية تعتبر أن "القوات" تخوض معركة انتخابية، انطلاقاً من الذكرى.
وكلمة أهالي الضحايا والناشطين المدنيين، حاسمة لجهة منع الاستغلال. يخرجون ضد السلطة، بكل أركانها، رافضين مبدأ إبقاء الحصانات وتسويف التحقيقات.. كما يرفضون المشاركة المباشرة من قبل أحزاب السلطة، و"المزاودة على الآلام". عبّروا عن هذا الموقف، بعد دعوة "القوات" لمناصريها بالمشاركة. وازدادت الحيثيات قناعة، إثر الاعتداء على إحدى عائلات ضحايات الشهداء لرفضه رفع علم "القوات"، كما قال مغردون في مواقع التواصل.
في المقابل، واجه جمهور "حزب الله" الشعارات المرفوعة بالقول انها تستهدفه. حديث المؤامرة خرج، ليس من باب المطالب المدنية بالمحاسبة، بل من باب مشاركة "القوات" وخطابها في هذا اليوم. كان بيان الحزب واضحاً أنه موجه ضد "القوات" من غير تسميته، تماماً كما بيان "المستقبل" يوم الثلاثاء.
لا جدال في أن قضية المرفأ تسيست، وقضية الشهداء باتت عرضة للاستثمار والمؤامرة. وحدهم يدفعون الثمن، ويقاتلون وحدهم لتحصيل الحق، بمؤازرة مدنية.
حجم الخط
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها