الإثنين 2021/08/23

آخر تحديث: 17:11 (بيروت)

طارق المجذوب.. وزير التربية في جمهورية "لالا لاند"

الإثنين 2021/08/23
طارق المجذوب.. وزير التربية في جمهورية "لالا لاند"
تشبه الانتقادات الى حد بعيد الهجمات على قرارات اتخذها، وتعرضت للنقض
increase حجم الخط decrease


منذ لحظة اعلان وزير التربية في حكومة تصريف الاعمال طارق المجذوب قراره بالعودة الى التدريس الحضوري في المدارس والثانويات والمعاهد والجامعات، حتى ثار اللبنانيون على قرار وصفوه بـ"غير المدروس"، معتبرين أن الوزير "يعيش في لالا لاند"، متسائلين: "كيف سيتأمن الوقود للتدفئة؟ والحبر للطابعات؟ والورق والقرطاسية؟ وهل سيتمكن الاهالي من دفع فاتورة نقل أولادهم مع ارتفاع اسعار المحروقات؟"

والقرار الذي اتخذه الوزير، على قاعدة "اعتماد 4 ايام تعليم في المدارس والثانويات الرسمية كحد ادنى وترك اليوم الخامس للتعليم عن بُعد للكفايات بسبب أزمة المحروقات"، عرّضه لهجوم وانتقادات، هي ليست الاولى في تجربته، وتشبه الى حد بعيد الهجمات على قرارات اتخذها، وتعرضت للنقض، بل لم تُنفذ لاستحالة تنفيذها. 

والمجذوب، عُرف في الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي منذ تسلمه موقعه، بحماسته. تحمّس لدى تسلمه الوزارة من سلفه أكرم شهيب فزلّ لسانه يوم حفل التسلم والتسليم، قائلاً: "انشالله بكون عملنا أقوال وليس أفعال". 

والى جانب الحماسة، تعاطى مع القرارات الحكومية على أنها ثوابت. أخذ المنهاج العام من الحكومة وطبقه بحذافيره. لم يكن ديناميكياً بما فيه الكفاية لمواكبة المتغيرات والتحولات.. وحين يتعرض للنقض من زملائه، كان يبرر بأنه "يتبع سياسة الحكومة".

وزير "دفتري" من هذا النوع، لا يرضي الناس الذين يغرقون في الأزمات. تفجعه على وطن يهوي في حسابه في "تويتر"، وعبارات المحبة التي ينشرها، لا تكفي لبحثه عن الحلول.

أصدر قراره اليوم في مؤتمر صحافي عقده، فتمت مواجهته بوقائع لبنانية لا جدال فيها: لا مازوت، لا بنزين، لا مال يكفي المدارس لشراء الورق والمحابر، ولا مال يكفي الاهالي لدفع تكاليف التعليم الحضوري.. ولا رواتب كافية تحفز الاساتذة على مواجهة الصعاب. صورته هنا، قادت الى الجزم بأنه رجل تربوي، أستاذ ليس له في السياسة. اقتلع من ملعبه التربوي وزُرِعَ في وزارة التربية، من دون أن  يعطى قدرة  حقيقية على اتخاذ قرارات.

في إحدى تغريداته التي تعود إلى يناير / كانون الثاني من العام الحالي، يستغرب المجذوب الظلم اللاحق بالأساتذة والموظفين حين لم يجد زيادة للرواتب في مشروع الموازنة، محذراً من خسارة القطاع العام. إذاً قرأ المجذوب مشروع الموازنة من دون أن يشارك بإعدادها كوزير تربية، فوجىء أن الرواتب بقيت على حالها، تفجع لأجل الموظفين والأساتذة لكنه لم يقدم على محاولة إنصافهم. 
استغراب المجذوب ووقوفه إلى جانب الأساتذة في تغريدته، حقيقي وصادق. لكنه في الوقت نفسه، وكما قال حين تسلم  الوزارة "رجل أقوال لا أفعال". أستاذ مدرسة يدرس المنهاج بحذافيره. 

هكذا قيل له منذ أيام أن العام الدراسي القادم سيكون حضورياً. وهكذا خرج المجذوب في مؤتمره الصحافي الأخير ليبلغ المواطنين قراره. هو العارف جيداً لمعاناة الأساتذة والأهل والطلاب، أزمة الوقود والنقل والكهرباء والمياه، بحسب ما قاله أهالي الطلاب. مع ذلك يصر على تطبيق المنهاج، حتى لو كان تطبيقاً بالقول لا بالعمل، ما يعني أنه سيتخذ  القرار، لكن تطبيقه لن يكون سهلاً. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها