الجمعة 2021/08/20

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

مراسلو المحطات:تمردّ في 'الجديد' وتسهيلات في LBCI..وحلول في MTV

الجمعة 2021/08/20
مراسلو المحطات:تمردّ في 'الجديد' وتسهيلات في LBCI..وحلول في MTV
increase حجم الخط decrease
"استدُعي المراسل لتغطية حدث طارىء لكنّه اعتذر بحجّة أنّه محبط". هذا السيناريو بدأ يتكرّر بكثرة في الآونة الأخيرة في المحطات اللبنانية، وفي تلفزيون "الجديد" على وجه الخصوص.

يقول مصدر داخل "الجديد" أنّ قسم الأخبار لم يعد "يمون" على المراسلين، وأنّ كلمة "لا أريد أن أغطي" لا تحتاج إلى حجج من عيار "ليس لديّ بنزين"، بل تكفي كلمة "أنا مُحبَط.. لا طاقة لي على العمل".

يقول المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "الزملاء في قسم الأخبار محبطون، رواتبهم لا تكفيهم حتى منتصف الشهر".

عندما اندلعت ثورة 17 تشرين وانقطع الدولار من الأسواق، تحوّلت الرواتب إلى الليرة، وظلّت عند سعر صرف 1500، إلى أن ارتفع الدولار بطريقة جنونيّة، وبدأ الموظفون يشتكون ويهدّدون باستقالات جماعيّة، فزادت رواتبهم 50 بالمئة. ويقول المصدر إنّ معظم المراسلين يتقاضون 4 ملايين ليرة، وهو ما يعتبره كثيرون، وتحديداً الموظفون القدامى في المؤسّسة، مجحفاً.

وبعد انتشار أخبار عن بدء العديد من المؤسسات الإعلامية والمصارف والمؤسسات التجارية الكبرى بإعطاء جزء من الراتب بالدولار الفريش، هدّد الموظفون باستقالات جماعيّة للضغط على الإدارة للذهاب في هذا الاتّجاه.

ويقول المصدر إنّه بعد أن خرجت هذه الاحتجاجات إلى الإعلام، غضبت الإدارة وطلبت من الموظفين عدم الإدلاء بأي تصريح لأي وسيلة إعلاميّة، باعتبار أنّ ما يجري داخل المحطّة يبقى داخلها، وأنّ أزمة الرواتب أزمة داخليّة يتمّ حلّها دون تدخّل أطراف خارجية. ويشير المصدر إلى أنّ الإدارة وعدت الموظفين بأنّها ستنظر في مسألة إعطاء قسم من الرواتب بالدولار، وأنّ هؤلاء لا يزالون في حالة ترقّب وانتظار.

وكانت الأمور في الأسابيع الأخيرة في قسم الأخبار لا تسير على ما يرام بسبب رفض المراسلين النزول إلى الأرض لتغطية الأحداث، ما دفع بالإدارة إلى الاستعانة بمذيعي الفقرة الصباحيّة ليحلّوا مكان المراسلين، الأمر الذي أخرج الأزمة إلى العلن، وأكّد ما يُشاع في الكواليس عن استفحال الأزمة لأسباب مالية، وهو ما تعاني منه جميع الشركات في لبنان اليوم، إلا أنّ الأمور تبقى داخليّة في حين أنّ أزمات المؤسسات الإعلاميّة سرعان ما تطفو إلى السطح وتصبح حديث مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً في ظلّ الاتهامات التي تتعرّض لها المحطات بأنّها تتلقّى تمويلاً بالدولار من الخارج، وتحجب عن موظفيها أبسط حقوقهم.
LBCI

في "المؤسّسة اللبنانية للإرسال" LBCI، يبدو الوضع أفضل بعد أشهر من التأزّم، وصل العام الماضي حدّ التهديد بالاستقالات.

فمع اندلاع ثورة تشرين، وتوقّف البرامج، ومعها الإعلانات التجاريّة، أبلغت المحطّة موظّفيها أنّها ستقوم بإعطائهم نصف راتب، وكان الراتب يحتسب بالليرة على أساس سعر صرف الدولار الرسمي.

ومع انتشار كورونا، اتّخذت الإدارة قراراً بأن يداوم الموظّفون من منازلهم، منذ شهر آذار 2020، باستثناء من يتطلّب حضوره شخصياً إلى المؤسّسة.

يقول مصدر داخل المؤسسة في اتصال مع "المدن" إنّ الإدارة لم تعد عن قرار العمل من المنزل، رغم أنّها كانت تفرض على موظّفيها دواماً صارماً، ويعزو السّبب إلى الأزمة الاقتصاديّة، وقطع الطرقات، خصوصاً أن الموظفين يأتون من مختلف المناطق اللبنانيّة إلى مقر المحطّة في أدما، وقد تعذّر وصول الكثيرين خلال ثورة تشرين إلى مقر المحطة، وبعدها اتخذ قرار العمل عن بعد، ورأت الإدارة أنّه أشبه بترشيد النفقات، وأنّ العمل عن بعد أثبت فعاليّته، ما جعل قرار العودة للدوام من المكاتب أمراً غير مطروح، أقلّه حالياً في ظلّ استفحال أزمة البنزين.

وعن أوضاع الموظّفين والعاملين في قسم الأخبار على وجه الخصوص يقول المصدر: "كان ثمّة تململ كبير العام الماضي بسبب تقاضيهم نصف راتب، إلا أنّ الإدارة عادت ودفعت كل المكسورات، كما أنّها اليوم تدفع راتباً إضافياً لكل موظّف".

ويقول المصدر إنّ المحطّة لم تبحث في إمكانيّة تحويل قسم من الراتب إلى الدولار الفريش، إلا أنّها تساعد موظّفيها من خلال إعطائهم بونات بنزين من محطّة تابعة للمؤسسة، بمعدل 30 ليتر لكل سيارة أسبوعياً، يدفع الموظف ثمنها أقل من ثمنها الفعلي في السوق، ما يعفيهم من الوقوف في الطوابير".

ومع تأمين البنزين والسماح بالعمل من المنزل، وزيادة الرواتب، يبدو الموظفون اليوم أفضل حالاً بانتظار حل جذري يحصّن رواتبهم في ظلّ الانهيار المتسارع لليرة.


MTV

موظّفو MTV "مرتاحون على وضعهم"، يقول مصدر داخل المحطّة، مؤكداً أن الإدارة منذ اليوم الأوّل للأزمة كانت حريصة على زيادة رواتبهم، كما أنّها قامت منذ بداية شهر تموز الجاري بتقسيم الراتب على ثلاثة أقسام، واحد يدفع بالدولار الفريش، وواحد باللولار يتم سحبه من المصرف على سعر المنصة 3900 ليرة، والثالث بالليرة اللبنانية على سعر 4500 للدولار.

كما قامت MTV منذ بداية الشهر الجاري بإعطاء بونات بنزين مجانية للموظفين بمعدل 20 ليتر لكل موظف من محطة بنزين تابعة لها، فضلاً عن بونات للكافيتريا لتأمين الطعام للموظفين مجاناً.

وطلبت المحطة من الموظفين الذين لا يملكون حسابات فريش دولار بفتح حسابات لتحويل رواتبهم بالعملة الصعبة.

ويؤكد المصدر إنّ الموظفين راضون وإنّ العلاقة مع الإدارة جيّدة وإنّ قبض جزء من الراتب بالدولار يشعرهم بالأمان في ظلّ تقلّب سعر الصرف، ويقول إنّ الإدارة تقوم بتأمين المبلغ من خلال تأجير مبنى "استوديو فيزيون" لشركات عربية وأجنبية لتصوير برامجها فيها. 

إذاً كل الحلول اليوم تبقى رهناً بتقلّبات سعر صرف الدولار، والانهيار المستمر لليرة، الأمر الذي انعكس على أداء مراسلي الأخبار على وجه الخصوص، الذين يرى بعضهم أنّ لا حافز لديهم للاستمرار في العمل، لا مادياً ولا معنوياً بانتظار فرصة من الخارج يحزمون فيها حقائبهم ولا يعودون.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها