الثلاثاء 2021/08/17

آخر تحديث: 15:38 (بيروت)

مازوت "صقر" يريح العهد و"حزب الله"

الثلاثاء 2021/08/17
مازوت "صقر" يريح العهد و"حزب الله"
الجيش يدهم مزرعة وعثر فيها على 400 طن من المازوت مطمورة تحت الارض (مديرية التوجيه)
increase حجم الخط decrease


أزاح الكشف عن مئات آلاف الليترات من المازوت المطمورة في مزرعة في بلدة رياق في زحلة، أعباء كثيرة عن العهد وحزب الله، حيث نشبت حرب موازية في الاعلام مع حزب "القوات اللبنانية"، اتهم فيها بتخزين المحروقات، وبذلك، يتساوى مع الجميع، ما يدحض دعايته ضد العهد والحزب، بحسب ما قال ناشطون مؤيدون لـ"التيار الوطني الحر". 

ومنذ لحظة ضبط الجيش لكمية كبيرة من المازوت في مزارع تضاربت المعلومات حول ما اذا كانت تابعة لابراهيم صقر او لشقيقه أو شخص ثالث في محيط مطار رياق موضوعة داخل خزانات مطمورة تحت الارض، حتى شنت حملة على "القوات اللبنانية" بوصفها جزءاً من حملة تخزين المحروقات وتهريبها وبيعها. 
حاول صقر التنصل من الخزانات في بيان نشره، كما نفى "القوات" أن يكون ضالعاً في عملية تخزين المحروقات.. لكن كل تلك الايضاحات، لم توقف على الحملة، بالنظر الى ان صقر يعد واحداً من المقربين جداً من حزب "القوات"، وكان في فترة سابقة خصص تسهيلات في محطته لحاملي بطاقة عضوية في الحزب. 
والهجوم على "القوات"، اتخذ منحيين. أولهما ان تخزين صقر لهذه الكمية (بمعزل عن التضارب في المعلومة) البالغة 400 الف طن، يشير الى "هدف سياسي لدى الحزب وليس لاستفادة مادية هم لا يحتاجونها". يقول مؤيدون لـ"التيار" و"حزب الله" ان تخزين هذه الكمية "سيفقد المادة من المحطات، وبالتالي سيشرع الناس في شتم العهد والحزب باركسترا منظمة تتحدث عن فشل العهد، وعن ضلوع حزب الله بالتهريب الى سوريا". 

لا يتوقف هؤلاء عند سعر الكمية التي تناهز العشرين صهريجاً مكتملة الحمولة، ولا أرباحها التي تترتب على تخزينها وبيعها بعد رفع الدعم. "فمن يسعى للربح، يبيع الغالونات، وهي بكميات محدودة ويضطلع بها افراد"، إضافة الى ان صقر "لا يحتاج الى المال".. أما تخزين كمية هائلة "فيعني حجب المحروقات عن الناس، بغرض توظيف الازمة سياسياً بوجه العهد والحزب". 

وفي السياق، نزع ناشطون غير محزبين في مواقع التواصل أي براءة لـ"القوات" من تهمة تخزين المحروقات، شأنهم شأن جميع اللبنانيين الآخرين المتورطين في العملية. "لا فضل لأحد على آخر"، يقول البعض. ورغم أن جمهور "القوات" تبرّأ من "أي مرتكب"، مطالباً بمحاسبته، وقال ان الحزب "لا يغطي أي مرتكب"، لم تهدأ الحملة. بذلك، جرى ضرب خطاب "القوات" بأكمله الداعي لملاحقة المهربين والمخزنين، ووضعه في اطار المناوشات السياسية والحملات الانتخابية، في وقت يتورط جميع الافراد في محاولات جمع الاموال على حساب آلام الفقراء. 

لم تهدأ مداولات مواقع التواصل منذ مساء الاثنين حول صقر. مثّل الكشف فرصة جوهرية للانقضاض على حملة "القوات" ضد العهد و"حزب الله". لم يحتج الاخيران الى مادة اعلامية أكثر وقعاً من مادة فساد يتهم فيها "القوات" للعودة الى سياق التساوي في الارتكاب والفساد، وذلك ضمن حملة انتخابية مبكرة تُستخدم فيها كل الأدوات المرتبطة بمعاناة المواطنين وسبل معيشتهم لبناء خطاب قادر على حشد المؤيدين والناخبين..

وليس هناك أشد وقعاً من ملف التهريب والتخزين و"حرمان اللبنانيين من المحروقات"، وملف الكهرباء والدواء، لتشكيل الحملات الانتخابية. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها