الإثنين 2021/07/05

آخر تحديث: 20:14 (بيروت)

مجلة أميركية تسوّق لباسيل.. بطل وضحية

الإثنين 2021/07/05
مجلة أميركية تسوّق لباسيل.. بطل وضحية
increase حجم الخط decrease
"أن تكون نائباً أو وزيراً في لبنان، ليس أمراً يدعو للفخر". صَدَق رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل في هذه الخلاصة. قالها لمجلة أميركية، من باب الشكوى، لكنه في الواقع، يظهر نفسه ضحية، تماماً كما في جميع لقاءاته الاعلامية وإطلالاته التلفزيونية، شاكياً النظام والأداء السياسي والخصوم، وكأنه ليس جزءاً منه.
 
والاستنتاج، واحد من عشرات الكليشيهات المكررة التي وردت على لسانه في إطلالته الأخيرة على غلاف مجلة "ستارز إلاسترايتد"-نيويورك، والمعدة للنشر في شهر سبتمر/أيلول المقبل ضمن مقابلة أجرتها كبيرة مراسلي المجلة ميراي سابا ريدفورد في منزله. 

فتحت المجلة منفذاً دولياً له، ليقول ما لا يقنع خصومه في لبنان، ولا السلطات الأميركية التي أدرجته في لائحة العقوبات، العام الماضي، بتهمة الفساد، فيما وجد في الإطلالة نافذة ليقول انه مدرج على العقوبات بسبب علاقته بحزب الله. وبذلك، أتاح لجمهوره الاحتفال بهذه الاطلالة، رغم أن المجلة غير معروفة الى حد كبير، لكن "كل فرنجي.. برنجي". 

لا تنفي المجلة أن جبران شخصية مثيرة للجدل، لكنها تعطيه "كريديت" بالقول انه شخصية "صلبة". بررت لقاءه بتوصيفه بأن وسائل الاعلام تتتبّع أخباره، وتم استهدافه في احتجاجات 17 تشرين 2019. 


لم تقدم المجلة جديداً في وصفه. هو بالفعل كذلك، وقد أقرّ بأن "الاغتيال الأخلاقي أصعب بكثير من الاغتيال الجسدي"، وأن "الفاسدين محميون بطوائفهم". وذلك واحد من علل لبنان، بتوصيف كل الجهات الدولية، لكنه لا يبرر التقاعس في محاربة الفساد، لرجل في السلطة، أو اضفاء مسحة شفافية اضافية في أدائه. فاللبنانيون كما العالم، لا ينظرون الى المبررات، بقدر ما يهتمون بالنتائج. 

وباسيل، في معرض التسويق الاعلامي الدولي، لا يهم انتقاده، ولا دفاع جمهوره عنه بوصفه غير فاسد، ويقارع الفساد. ما يهم لتسويقه دولياً، هو القول انه رجل "لا ينام"، وهو ما ورد في تقديم المجلة له. كما اظهاره في وسيلة اعلام اميركية على أنه تعرض لمؤامرة جراء إدراجه في لائحة العقوبات، وأنها جزء من عملية اغتيال سياسي له. فذلك، يحشد التضامن معه، ويلمّع صورته، ولو ذُكر ذلك كله في معرض سرد الوقائع لإتاحة المجال لنفيه.
 

في إطلالته، تجد المجلة المبررات لفشل وزارات تعاقب عليها باسيل أو كان وصياً سياسياً عليها، بتحقيق الانجازات. تربط العجز عن حل أزمات الطاقة واستكشاف النفط والغاز، بالخلافات السياسية، والعرقلة من قبل خصومه. وذكرت أنه واجه احتجاز الرئيس سعد الحريري في العام 2017، وواجه رئيس مجلس النواب نبيه بري، في محاولة لإظهاره "بطلاً" يستطيع مقارعة الخصوم في الأزمات. 

وإلى جانب البطولة، يلعب دور الضحية، فهو "بطل" لجهة "اختيار العقوبات" الأميركية، و"ضحية" تحميله وزر الفساد من قبل الفاسدين، بقوله إن "الحريري وبري لا يحبونني لأنني أحارب الفساد، لذلك علّقوا خطاياهم عليّ". وبينما دعا القادة المسيحيين للقاء في بكركي، قال إن "النظام العلماني هو النظام المثالي للحفاظ على وحدتنا وحماية تنوعنا". وقال إن "سياسات الولايات المتحدة جعلت المسيحيين في الشرق يهربون ويكادون يختفون". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها