فقد نشرت الزميلة سناء الخوري، عبر حسابها في "تويتر"، صورة قالت إنها وصلتها من حساب طالبة طب في الجامعة اللبنانية، وحولت حسابها الى "خاص" بعد تعرضها لهجوم.
ويقول مقرر مادة "علم الأخلاق" في كلية الطب بالجامعة اللبنانية: "ليس من الضروري أن تكون طالبة الطب شنيعة فيها الكثير من الرجولة وقلة الحياء، كما كانت صفات الطبيبات الاوائل، فقد دخلت لدراسة الطب منذ فترة فتيات ذوات جمال تقف له العيون". ويقول أيضاً إن "جمال الطبيبة اذا كان باهراً فتاناً يسبب لها بعض الازعاج، وتخطئ اذا لبست ثيابها بحسب الزي المستهوى".
|
أبشع ما في هذا الوصف، هو التنميط لصورة المرأة العاملة في مجال الطب. بنى كاتب المقرر الجامعي، تصوراته على صورة نمطية بُنيت في الحقبات الماضية عن أن المرأة العاملة "مسترجلة". يرى الطبيبة في السنوات الماضية، ذات ملامح ذكورية، أما في الطبيبة الحالية فجميلة، ويدين ذلك أو يحذّر منه!.. كأن الطب يجب أن تكون له صورته المستقلّة، الخاصة، لا قبح ولا جمال!
وذهب المقرر الى ما هو ابشع، حين اعتبر أن لباس المرأة يعرضها للإزعاج، فهو بذلك، يبرر للمتحرشين، ويريد تصوير المرأة الطبيبة على أنها خارج أي معادلة انسانية متصلة بحياتها الواقعية، وكأن عليها أن تلتزم بما يرسمه لها الاستاذ الجامعي، أو ما يطلبه المجتمع، وإلا فإنها مسؤولة عن النزق الذي يعاني منه المتحرشون.
والحال ان المقررات التي تحتوي على مضمون مشابه، مسيء بحق المرأة في أن تنفذ عملها بسلاسة بلا تصورات ذكورية، لا تخضع لأي رقابة وتوجيه واشراف جامعي، ويعود ذلك الى ضعف ارادة المنظومة التربوية عن التوجيه الحقوقي، والى فشلها في القيام بعملها المفترض. وإلا، كيف يمكن أن يظهر مضمون مشابه في مقررات تربوية؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها