السبت 2021/06/05

آخر تحديث: 19:30 (بيروت)

بعد اللحوم.. السوريون محرومون من زيت الزيتون

السبت 2021/06/05
بعد اللحوم.. السوريون محرومون من زيت الزيتون
increase حجم الخط decrease
ألزمت الأزمة الاقتصادية، السوريين، بالتقنين في استهلاك مواد أساسية لم تغب يوماً عن موائدهم، فباتوا يعتمدون على "كفاف يومهم" من زيت الزيتون، وهو ما لم يحدث من قبل في تاريخ البلاد. 
وفيما كان السوريون يشترون مونة "الزيت" بالغالونات الممتلئة بالزيت الأخضر في موسمه، باتوا يستهلكون 20 غراماً فقط، يستحوذون عليه من متاجر البقالة، بسعر 500 ليرة سورية. 
وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي صورةً لظرف زيت زيتون يباع في أسواق مناطق سيطرة النظام السوري. وقال مغردون ان هذا المظروف "وفرته شركة سورية لأصحاب الدخل المحدود".
 

لكن هذه المبادرة تنمّ عن تراجع خطير في تقاليد السوريين المتصلة بالاستهلاك الغذائي، وتظهر الفارق في القدرة الشرائية بين الأمس واليوم، واتساع مساحة الفقر ما دفع بشركة سورية لتلبية الاحتياجات بعشرين غراماً. 
ومع أن البعض تعامل مع الواقع بسخرية، إلا أن الأمر يظهر الفوارق الطبقية، وسوء حال السوريين في ظل حكم النظام القائم. فقد اتسعت مساحة الفقر بشكل كبير جداً، وحرمت السوريين من زيت الزيتون، بعد حرمانهم من اللحوم ومنتجات اساسية تميزت بها موائدهم اليومية. 
وتُعرف سوريا بأنها واحدة من أكثر منتجي زيت الزيتون في حوض المتوسط، وتميزت بجودة زيت زيتون حلب وعفرين. وصُنّفت في العام 2012 في المركز الخامس عالمياً بإنتاج زيت الزيتون في كمية بلغت 200 ألف طن سنوياً، وسبقها في الترتيب تونس واليونان وإيطاليا وإسبانيا.
لكن هذا الواقع تغير بعد عشر سنوات من الحرب. فقد ارتفعت تكاليف إنتاج المحاصيل الزراعية مع تضاعف أسعار الأسمدة والمبيدات، التي تتبع تسعير الدولار بالسوق السوداء، وارتفاع أسعار المحروقات في الأسواق بعد قرارات حكومية، مما زاد كلفة حراثة الأراضي وريّها.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها