الثلاثاء 2021/06/01

آخر تحديث: 21:47 (بيروت)

قيادي عَوني يُحيي سرديات المارونية السياسية

الثلاثاء 2021/06/01
قيادي عَوني يُحيي سرديات المارونية السياسية
increase حجم الخط decrease
أحيا قيادي في "التيار الوطني الحر" خطاب "الكمية" و"النوعية"، التي سقطت بعد الحرب اللبنانية، ضارباً بعرض الحائط فكرة المساواة بين اللبنانيين في الواجبات والحقوق، مع مراعاة الفوارق الطبقية، وهو تمهيد لتكريس الفيدرالية وإقناع المجتمع المسيحي بها. 


في معرض مقارنته بين العائدات الضريبية في كسروان وطرابلس، ثبت القيادي ناجي حايك سردية التمييز المناطقي، واستطراداً، الطائفي، في بلد مقسوم طائفياً بشكل عمودي. فالحديث عن ضريبة الدخل، مع الفارق في العدد السكاني، بين كسروان وطرابلس، يريد به الاثبات بأن المسيحي يخدم الدولة ويحملها على كتفيه، مادياً، بينما المسلم يستفيد من العائدات المسيحية، وهي سردية قديمة، تغفل حقيقتين. 

أول الحقائق ان المركزية التي ظهرت بعد فترة الاستقلال وحتى نهاية الحرب اللبنانية، أنتجت واقعاً إقتصادياً تمييزياً، صنعت هذه الفوارق بالنشاط الاقتصادي بداية والعائدات الضريبية في المقام الثاني. 

أما الحقيقة الثانية، فهي أن الإنماء غير المتوازن بحكم المركزية، همّش الأطراف، وفرض واقعاً تعليمياً وثقافياً واقتصادياً مختلفاً عما يجب عليه أن يكون الحال. ولم يتمكن التعويض اللاحق في الجانبين، من إعادة التوازن، ذلك أن قانون الوكالات الحصرية وغيره أقفل السوق، وما زال القانون حائلاً دون تطوير نشاط اقتصادي في الأطراف، ساهم حصاره على مدى السنوات في خلق فوارق تعليمية، وبالتالي اقتصادية، ومعها الإمكانات المادية لدى أبناء الأطراف.


هذه الوقائع تجاهلها مؤيدو التيار الذين شاركوا حايك تقديره، مدافعين عما اقترفه من تمييز، علماً أن حايك أصرّ على مقاربته متجاهلاً كل الوقائع المؤسسة لفرضيته، في معرض انتقاد من اتهمه بالطائفية، قائلاً إن الـ32% (المسيحيين) يدفعون ضرائب خمس مرات اكثر من الـ68% الآخرين (في إشارة الى المسلمين).
 

فتحت تغريدة حايك سردية الكمية والنوعية، حين شارك جمهوره في الحديث عن التعليم. تلك السردية التي راجت في حقبة الحرب اللبنانية، ويفترض أن تكون قد انتهت بنهايتها. أعاد حايك احياءها لشد العصب المسيحي، ولتبرير عرقلة تياره لتشكيل الحكومة في معرض حرب الصلاحيات وحرب تمثيل المسيحيين، خصوصاً مع السنّة. هو خطاب طائفي جاهز للاشتعال كلما اشتدت حرب الصلاحيات. وليس للتيار ما ينطق به غير إعادة احياء سرديات المارونية السياسية، وهو ما ردّ به المغردون على حايك.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها