الإثنين 2021/05/17

آخر تحديث: 21:04 (بيروت)

تركيا تنافس "نتفلكس" بـ"دراماكس".. وتتعقب المهاجرين

الإثنين 2021/05/17
تركيا تنافس "نتفلكس" بـ"دراماكس".. وتتعقب المهاجرين
أبطال مسلسل "حرب الورود"
increase حجم الخط decrease
يتعزز قطاع الإنتاج التفزيوني التركي يوماً بعد يوم. تزدهر المسلسلات المنتجة محلياً وتنتشر في بلاد العالم على قدم وساق، وسط تزايد القدرة التركية على تعزيز الإنتاج وتنويعه وتسويقه في العالم خلال السنوات القليلة الماضية. 

تعمل تركيا على تعزيز قدرة كامل قطاعات البلاد. القطاع الطبي، القوة العسكرية البحرية، الطائرات المسيرة وشبكات البنى التحتية... كلها قطاعات تشهد إزدهاراً غير مسبوق في تركيا. فيما مفتاح النجاح هو التشارك بين القطاع العام المنظَم والقطاع الخاص الحيوي، فتنمو البلاد ويكبر حجم اقتصادها ورفاهية شعبها تبعاً لتلك الشراكة.

لا يشذ قطاع إنتاج المسلسلات التركية عن تلك القاعدة. الشراكة بين القطاع العام والخاص مفتاح النجاح. فلا الدولة قادرة على إنتاج المسلسلات، ولا القطاع الخاص قادر لوحده على تسويقها في العالم. يتبادل الطرفان الأدوار لتحسين أرباحهما المادية والمعنوية كما ظروف الانتاج التلفزيوني بشكل عام، تماماً كما يفعلان في معظم القطاعات الأخرى. 

ضمن هذا الإطار، أنشأت شركة "ديميرورين ميديا" منصة رقمية إلكترونية تحتوي على آلاف المسلسلات التلفزيونية التركية العام 2021، وأطلقتها للجمهور في شهر نيسان/أبريل الحالي. وتضم هذه المنصة المسماة "دراماكس" حوالى 5 آلاف ساعة من المسلسلات التركية، والمدبلجة بكاملها إلى اللغات العربية والإسبانية. 

وتهدف "دراماكس" إلى إيصال الإنتاج التلفزيوني التركي إلى كافة أقطار العالم، وبث المسلسلات المحلية مدبلجة في اللغات الإنكليزية والروسية وغيرها في المستقبل. كما تسعى، بحسب عضو مجلس إدارتها "مراد سايغن"، إلى "الوصول إلى 4.6 مليارات مستخدم، وليس إلى 550 مليون مشاهد فقط تمكنت المسلسلات التركية من الوصول إليهم من خلال استخدام البث التلفزيوني".

يتشابه "دراماكس" مع "نتفليكس" في التصميم والفكرة والأهداف، إلا أن الأول لا يقدم إلا الإنتاج التركي، ويسعى إلى تسويقه في العالم لغايات ثقافية. وذلك بالتوازي مع عمل الجهات الرسمية التركية على تسويق الإنتاج التركي في الدول المحيطة من أجل تعزيز التأثير التركي على الشعوب الأخرى، وجعل تركيا بلداً جاذباً للآخرين وذات مكانة معتبرة بين أمم العالم.

يوضح "سايغن" أهمية مشروع "دراماكس" من خلال التأكيد أنه سيعزز قطاع إنتاج المسلسلات التركية بشكل كبير عبر تأمين كميات ضخمة من المشاهدين الجدد والأرباح، كما سيعيد إحياء أعمال قديمة غفلتها المحطات التلفزيونية. ويرى أن "المشاهدين القاطنين في البلاد التي تتكلم العربية أو الإسبانية يمكنهم مشاهدة المسلسلات على شاشات التلفزة في بلادهم، إلا أن جغرافيا البشر تتحرك، والناس تهاجر إلى بلاد جديدة للعمل والحياة حيث لا إمكانية لمتابعة مسلسلاتنا، بينما بات بإمكانهم اليوم استخدام "دراماكس" في أي وقت وأي مكان".

في السنوات القليلة الماضية تنامى قطاع إنتاج المسلسلات التركية بشكل ضخم، وبات يتنافس، من حيث الحجم وكمية الأرباح، على المركز الثاني عالمياً في مواجهة مع الإنتاج الكوري الجنوبي، وذلك بعد الولايات المتحدة الأميركية التي تتربع على رأس لائحة الدول الأكثر إنتاجها وربحاً من إنتاج المسلسلات. 

على منصة "دراماكس" الإلكترونية، والتي يمكن الولوج إليها عبر الهواتف الذكية أو أجهزة الكومبيوتر والأجهزة اللوحية على حد سواء، طريقة واحدة للتمتع بإمكانية مشاهدة المسلسلات التركية في لغتها الأم أم اللغات المدبلجة، وذلك عبر دفع بدل رمزي يوازي 4.99 دولاراً للمشترك الواحد شهرياً أو 8.99 دولاراً للعائلات. بهذه الطريقة تستفيد شركة "ديميرورين ميديا" مادياً، وتستثمر في شراء حقوق بث مسلسلات إضافية، فيتعزز قطاع إنتاج المسلسلات التركية بشكل عام.

من ناحية أخرى، يمكن للمشاهدين الإستفادة من إمكانية مشاهدة مسلسلات لم تُبع يوماً إلى الخارج، ولم تُبث يوماً خارج الأراضي التركية، اذ تتضمن "دراماكس" مسلسلات جديدة لم تأخذ حقها في الإنتشار والشهرة.

أما الدولة، فتدعم هكذا مشاريع إعلامياً وتسويقياً، كونها تشكل مدماكاً آخر في مشروع إحياء الثقافة التركية وبثها في العالم، كما الإعلاء من قدرة تركيا على التأثير في الشعوب الأخرى. فتستفيد الدولة معنوياً من إنتشار الإنتاج المحلي في العالم، تماماً مثلما يستفيد العاملون في مجال التمثيل والإخراج والتصوير وغيرهم من الأرباح المادية المتأتية من التسويق، فيتعزز قطاع إنتاج المسلسلات التركية وينمو. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها