الخميس 2021/04/15

آخر تحديث: 16:57 (بيروت)

سوريون يطلقون أول وسيلة إعلامية يديرها لاجئون في إسبانيا

الخميس 2021/04/15
سوريون يطلقون أول وسيلة إعلامية يديرها لاجئون في إسبانيا
فريق مجلة "بيننا" الرقمية (فرانس برس)
increase حجم الخط decrease
بعدما طوروا حسهم الصحافي خلال الحرب في سوريا، أطلق أربعة سوريين، إثر انتقالهم إلى إسبانيا، مجلة "بيننا" عبر الانترنت باللغتين العربية والإسبانية، وهي أول وسيلة إعلامية يديرها لاجئون في هذا البلد.

وتتراوح أعمار محمد وأيهم وموسى وعقبة، بين 22 و39 عاماً، وهم جميعاً من مدينة درعا في جنوب سوريا حيث اندلعت في آذار/مارس 2011 الانتفاضة على نظام الرئيس السوري بشار الأسد. وغادر الأربعة بلدهم وانتقلوا أولاً إلى تركيا، مطلع العام 2019، قبل أن يتوجهوا إلى مدريد في أيار/مايو من السنة نفسها، بفضل "لجنة حماية الصحافة" وهي منظمة غير حكومية مقرها في نيويورك.

وقال عقبة محمد، أصغر أعضاء المجموعة التي حققت خبرة اعتباراً من العام 2015 في وسائل اعلام محلية: "عندما بدأت الحرب كنت في الثانية عشرة، كنت أدرك جيداً ما يحدث لأن الكثير من الناس كانوا يخرجون للتظاهر قرب منزلي، في المسجد". وكان يصور "التظاهرات" و"القنابل"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

أما محمد سباط (31 عاماً)، فأوضح أن "إسبانيا كانت البلد المفضل لدي لأني شغوف بكرة القدم". وأضاف محمد الذي تعاون في سوريا وتركيا مع محطة "تلفزيون سوريا" المعارضة ومقرها إسطنبول: "لم أكن أتصور أني سآتي إلى هنا كلاجئ أو مهاجر، كنت أتصور نفسي سائحاً أو طالباً".

وتهدف المجلة الرقمية، التي انطلقت في السابع من نيسان/أبريل الجاري، إلى إظهار "الوجه الجيد للمهاجرين إلى إسبانيا" على ما يؤكد أيهم الغريب (32 عاماً) والذي أتى إلى مدريد مع زوجته وابنتيه الصغيرتين. وفي سبيل ذلك، اختار المراسلون الأربعة، من البداية، راوية "قصص نجاح"، مثل قصة أشرف كشاش، وهو ناشط عبر "يوتيوب" من أصل مغربي يكافح رهاب المسلمين، واللبنانية ملك زونغي التي تدرب اللاجئين على أن يصبحوا طباخين في إسبانيا. إضاف إلى لاعب كرة القدم المغربي، يوسف النصيري، مهاجم فريق إشبيلية، أحد أفضل أندية كرة القدم في البلاد، إذ يجسد النجاح في بطولة إسبانيا لكرة القدم التي يحلم بها شباب كثر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وتهدف "بيننا" كذلك إلى توفير "معلومات مفيدة" للجاليات العربية في إسبانيا. وأوضح الغريب: "لا تتوافر معلومات كثيرة بالعربية لإجراء معاملات رسمية" للحصول على تصريح إقامة مثلاً. وواجه الصحافيون أنفسهم هذه المشاكل، كطالبي لجوء، علماً أن أكثر من 20 ألف سوري تقدموا بطلبات لجوء في إسبانيا منذ 2011 وفق اللجنة الإسبانية لمساعدة اللاجئين.

وقال محمد: "أنا في إسبانيا منذ سنتين تقريباً، ولا يمكنني حتى الآن السفر أو رؤية عائلتي". وهو لم ير أقاربه اللاجئين في الأردن منذ 2014. وأضاف الغريب: "الحياة في إسبانيا آمنة جداً لكن ثمة عنصرية أيضاً تجاه المهاجرين واللاجئين"، وهو ما صادفه خلال التفتيش عن شقة للإيجار على سبيل المثال.

وتقدم "بيننا" نفسها على أنها أول وسيلة إعلامية يديرها لاجئون في إسبانيا. وحصلت مبادرة مماثلة في ألمانيا مع مجلة "أمل برلين" الرقمية. وتوقعت الصحافية أندريا أوليا، منسقة المشروع والمكلفة ترجمة وتكييف المحتوى إلى الإسبانية، أن يكون عدد المتابعين المحتمل "واسعاً جداً" في بلد يضم نحو مليون ناطق بالعربية. وتابعت أوليا أن هؤلاء يراوحون "بين المغاربة الذين يأتون للعمل في الحقول، واللاجئين الذين يتمتعون بمستوى اجتماعي ثقافي أعلى" لأنهم تابعوا دروساً جامعية، علماً أن قاعة تحرير مجلة "بيننا" متواضعة في مقر جمعية "بور كاوسا" الإسبانية التي تروج للصحافة الاستقصائية والعمل حول الهجرة ووفرت دعماً لوجيستياً للمجلة الوليدة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها