الإثنين 2021/03/01

آخر تحديث: 15:42 (بيروت)

"تلفزيون سوريا": ثلاث سنوات غنية.. ودورة برامج جديدة

الإثنين 2021/03/01
"تلفزيون سوريا": ثلاث سنوات غنية.. ودورة برامج جديدة
استديو الأخبار (أرشيف)
increase حجم الخط decrease
لا تطرح شاشة "تلفزيون سوريا" نفسها منافساً، لكنها تتحدث إلى السوريين من زاوية تستوعب ما حدث لهم بعد الثورة، وتتمحور برامجها حول تلك النقطة، سواء كانت إخبارية أو حوارية أو حتى ترفيهية، وتقرأ ماضي سوريا القريب بأخذ الأحداث والتغيرات التي جرت في هذا البلد، في الاعتبار، وتحاول أن تختار ما يناسب كل من يحلم بوطن معافى.

في كل يوم من ساعات الإرسال، هناك سبع ساعات من البث الحي المباشر، تتخللها نشرات إخبارية تغلب عليها الأخبار المحلية بحيث تغطي الحدث السياسي والعسكري الراهن، مع إطلالة إخبارية عربية وعالمية. ولإشباع الحدث السوري هناك ساعة في "سوريا اليوم" مفرغة لتحليل الخبر المُلحّ أو الراهن بواسطة متخصص أو أكثر، ولمزيد من التحليل يقدم برنامج "ما تبقى" خلفيات الأحداث في قوالب مختلفة تتخللها تعليقات بأسلوب جذاب ومميز.



يحتوي البرنامج المتجدد "لمّ الشمل" على دائرة معارف مصغرة مخصصة لتقديم المعلومات الثقافية والقانونية والخدمية كذلك، تركيزها ينصب على الإضاءة على ظروف السوريين في الداخل وفي كل مكان يتواجدون فيه، يتحدث فيه متخصصون ومتابعون وأصحاب آراء مفيدة.

ومع الذكرى الثالثة لانطلاق التلفزيون، يقدم القسم الإخباري برنامجين جديدين أسبوعيين، هما "منتدى دمشق" بشكل ندوة حوارية تطرح قضايا مرتبطة بالحياة السورية بمختلف جوانبها وتناقش ضمن محاور بحث معمقة رؤىً مبنية على دراسات ومعلومات رصينة. ويحاول البرنامج إحياء روح المنتديات السورية التي خلقت في ما مضى بيئات مفكرة ومثقفة سياسياً.

أما البرنامج الثاني "المؤشر" فسيكون مساحة أسبوعية تقدم التعليق والتحليل للأخبار الإقليمية والعربية والدولية التي تؤثر في الوضع السوري. وهو جرعة تحليلية مضافة يقدمها ضيوف على درجة عالية من الكفاءة والمقدرة، حيث يضيف البرنامج رافداً جديداً لمزيد من التعليق مقلّباً الخبر حتى يستوفي التعليق والتحليل كل أغراضه.

وفي هذه البرامج المختارة يحاول قسم الأخبار توخي الموضوعية ويصدر الخبر الأول والحصري للسوريين. إلى جانب باقة متنوعة من البرامج تحاكي في الإنسان السوري ذاكرته ومجتمعه وثقافته وصحته ووضعه الاقتصادي، حيث تتوزع هذه الحقول على طيف يحتوي كل ذلك، فبرنامج "الذاكرة السورية" يحاور ويوثق ويبحث في الماضي، وينقل عن ألسنة شهود عايشوا حقباً وتقلبات ليقدموا شهادات ومعلومات عن البلاد والشخصيات والعلاقات الدولية وألعاب السلطة. أما المجتمع فيهتم به برنامج "طوق نجاة"، وهو اسم يحمل معاني عديدة ويناقش ظواهر اجتماعية يعيشها السوريون في دول اللجوء والإقامة والمنافي، ويركز على الحالات الخاصة والشائكة والتي تثير الجدل أو اللغط مع هامش غير محدود من الحرية.

وللثقافة والفن حضور أساسي في برنامج "ضمائر متصلة"، ففي كل أسبوع يناقش البرنامج القضايا المتصلة بهما مع مساحة محجوزة للمبدعين الشباب، من دون أن ينسى جيل الرواد. أما الاقتصاد، فموعده يوم الثلاثاء في "الثلاثاء الاقتصادي" الذي يقدم خبراً وتحليلاً ويعرض بعض المفاهيم المبسطة للمشاهد ليبقى على مقربة من حقل كان السوريون بعيدون عنه مدة طويلة من الزمن. وللصحة برنامجها الخاص أيضاً فيقدم "راشيتة" وجبة شافية من المعلومات والوصايا الطبية الملحة عبر أطباء ومتخصصين. ولمنصات التواصل الاجتماعي عنوان أيضاً هو "فيك بوك"، يبحث في السائد ضمن منصات التواصل ويدقق النظر ويفند الأخبار والمعلومات التي يتم تداولها، ليميز الصحيح والمزيف منها، من خلال البحث والاستقصاء.



للمراسلين برنامج أسبوعي خاص بعنوان "عين سوريا"، يعرض ما يرد عبر شبكة مراسلين ومتعاونين في كل مكان يوجد فيه السوريون، ويروي قصص نجاحاتهم ومعاناتهم وحكايات اللجوء الكثيرة.

وتحتل الوثائقيات حيزاً واسعاً لما لهذا الباب من أهمية، ومن الوثائقيات التي يعرضها التلفزيون "هذا البحر لي"، وفيه يكثف الوثيقة على شكل حكاية، تخبر المشاهد عن دورب الهروب ومصاعب الطرق وأهوال البحار، ويفرد مكاناً للذاكرة وللمستقبل.

هناك أيضاً "حكاية صورة" الذي يعرض خلفيات صورة مميزة التقطت زمن الثورة ويحكي ظروف التقاطها والمشهد الذي تخلده وما جعلها مميزة في عين من رآها. وللمخيمات حضور في "قطعة وطن"، وهو برنامج يعرض حياة المخيم ومعاناة من يعيش فيه وأفق ساكنيه مع نظرة إلى مستقبلهم وآمالهم.

وربما نلاحظ زيادة مضطردة في أعداد زوار الموقع الرسمي للتلفزيون، وفيه إلى جانب البرامج مقالات الرأي السياسي وأخرى ثقافية وتاريخية عن سوريا في جميع أزمانها، مع أخبار حصرية، وسيتم الاعتماد على 18 مراسلاً منتشرين في كل بقاع العالم بما فيها الداخل السوري وفي عواصم القرار العالمي، إلى جانب فريق واسع من الصحافيين والمصورين المتعاونين داخل سوريا وخارجها، يقدر عددهم بنحو خمسة وستين متعاوناً، بعضهم يعمل بشكل سري في مناطق سيطرة النظام والإدارة الذاتية، تغذي هذه الشبكة جميع البرامج كما ترفد الموقع الإلكتروني والصفحات الخاصة بالتلفزيون على كافة منصات التواصل الاجتماعي.

وعبر منصتها الرقمية "سوريا ستريم" تقدم المؤسسة محتوى إعلامياً رقمياً متجدداً، بعرضها فيديوهات وتقارير سريعة وقصيرة وكثيفة المعلومات، إلى جانب الإنفوغراف والاستبيانات التي تغطي الشأن السوري والعربي والدولي بكافة الاهتمامات والتوجهات.



والحال أن مواد قسم "النيوميديا" حققت مشاهدات وتفاعلاً ومتابعات بمعدلات كبيرة عبر منصات "تلفزيون سوريا" و"سوريا ستريم" في "فايسبوك" و"يوتيوب" و"انستغرام" و"تويتر" و"تيك توك"، وفي بعض الأحيان تخطت من حيث التفاعل منصات عربية شهيرة. كما أن كثيراً من فيديوهات "سوريا ستريم" تمت إعادة نشرها في عدد من المؤسسات الإعلامية العربية الكبرى، كذلك نشرتها المنظمات والمؤسسات الاغاثية السورية والدولية، وصفحات جماهيرية محلية وعربية، وتم تحميل مئات المواد على الحسابات الشخصية لسياسيين وإعلاميين وناشطين وفنانين وغيرهم.

وانفردت مواد "سوريا ستريم" بعشرات القصص والمواضيع الخاصة، عبر فقرة "تلك حكايتي"، التي تسلط الضوء على القصص الانسانية من الداخل السوري ودول اللجوء، وعلى صعيد البرامج، أنتج قسم "النيوميديا" العام 2020 برامج متنوعة وغنية ومتجددة، منها "ديستوبيا عربي" و"copy paste" و"نيوزجي" و"فيلمجي" و"سوريا ريفيو"، إلى جانب برنامج رمضاني حمل اسم "رمضان بخيمة".


ومن المقرر أن ينتج قسم النيوميديا خلال العام 2021 برنامج "وكنت شاهداً" الذي يروي من خلاله الناشط الإعلامي هادي العبد الله، قصصاً وأحداثاً جرت في الثورة تحمل أبعاداً إنسانية وثورية، وعبراً ومعانٍ مؤثرة في الضمائر والوجدان، إلى جانب إنتاج برنامج بصيغة "Puppet" تحت اسم "وطي الصوت"، وهو برنامج كوميدي اجتماعي ساخر، يطرح ويناقش المشاكل المعيشية والاجتماعية والاقتصادية اليومية التي تعترض المواطن السوري، بأسلوب بسيط يعتمد على الكوميديا السوداء ويوظف الدراما في عرض المواضيع عبر سكيتشات قصيرة، كل ذلك باستخدام الدمى. ولدى القسم أيضاً خطط لتقديم برامج أخرى على مدى العام.

يعمل هذا القسم بالتعاون مع باقي الأقسام، وخصوصاً قسم السوشيال ميديا الذي يبذل طاقات ملفتة ويبلغ نتائج مهمة، رغم القيود المفروضة على بعض مواده الإخبارية التي لا تعجب إدارة "فايسبوك"، حيث ازداد عدد المتابعين خلال العام الفائت وحده 1.5 مليون متابع على الصفحات التابعة للتلفزيون، بعدد مشاهدات على منشوراته وصل خلال العام الماضي إلى 464 مليون.

وينتشر متابعو منصات التلفزيون في مختلف دول العالم التي يتواجد فيها السوريون وبدرجة عالية في: سوريا وتركيا ولبنان وألمانيا والعراق وفلسطين والأردن. كما سجلت منصة "يوتيوب" مشاهدات ملفتة لـ"تلفزيون سوريا" بعدد متابعين تفوق على جميع المنصات السورية الأخرى.

تدعوكم هذه الشاشة لتبقوا معها، وهي في المقابل تعد ببذل جهود قصوى لتقدم الأفضل، وستبقي نوافذ كثيرة وأبواباً لجعل الحوار مفتوحاً وجميع الآراء مسموعة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها