الأربعاء 2021/02/03

آخر تحديث: 19:09 (بيروت)

حرب أمنية بين "حزب الله" وإسرائيل.. المسيّرات جزء منها

الأربعاء 2021/02/03
حرب أمنية بين "حزب الله" وإسرائيل.. المسيّرات جزء منها
increase حجم الخط decrease
لا يعبّر التسرّع الإعلامي في التعاطي مع أخبار مرتبطة بالمسيّرات الإسرائيلية، عن واقع المعركة التي يكتنفها الكثير من الغموض الذي يدخل في إطار الحرب الأمنية ذات التفاصيل المحجوبة عن وسائل الإعلام، وهي مرتبطة بالرسائل التي يفكك الطرفان شيفرتها. 
فالحرب على المسيّرات التي أطلقها "حزب الله" في آب/أغسطس 2019، لم يظهر أنها حاسمة، بقدر ما تلفها الأسئلة والخطوط الحُمر وتدخل في إطار الأسرار العسكرية. 

ويعزز هذا الاستنتاج، ما يعلنه "حزب الله" في بيانات إعلامية مقتضبة، أو يحجم عن إعلانه، ويترك أمر توضيحه لشخصيات قريبة منه، مثل مراسل قناة "المنار"، علي شعيب، الذي تولى نشر صور المسيرة الأولى التي أسقطها الحزب، يوم الإثنين الماضي، في منطقة حدودية في الجنوب، بينما وضع حداً للتداول الإعلامي في شأن المسيرة الثانية التي أعلنت اسرائيل اعتراضها بصاروخ، اليوم الأربعاء، فوق منطقة الزرارية في قضاء الزهراني في صيدا. 

وبعد التداول الإعلامي على نطاق واسع، تحليلاً وافتراضاً حول الانفجار في الجو في الجنوب اليوم بالتزامن مع تحليق طائرات استطلاع، قال شعيب في تغريدة في "تويتر: "عندما تُسقط المقاومة طائرة معادية في أجوائنا ستعلن ذلك في بيان رسمي، غير ذلك مجرد تواتر أخبار غير مؤكدة". 


وكان موقف "حزب الله" واضحاً بعد الإعلان عن اعتراض الطائرة التي لم تسقط. تكفل مصدران أمنيان لبنانيان بالكشف عن إطلاق صاروخ باتجاهها، في تصريحات نقلتها وكالة "رويترز". وعليه، يبرز السؤال عن ملابسات هذا التضارب والتخفّي.
 

ثمة احتمالان للحدث، وهما ضمن الحرب الأمنية التي لا يفك رموزها إلا الطرفان. أولهما، أن الصاروخ بالفعل قاصر عن اعتراض الطائرة، وهو ما لا يريد الحزب الإعلان عنه، وكان ليعلن لو أنه أسقطها بالفعل ضمن استراتيجية ملاحقة المسيرات التي أعلن عنها قبل عام ونيف. وقد جدد شعيب تأكيده بالقول: "قرار المقاومة بمحاولة منع تمادي العدو بخروقاته الجوية قائم ودائم".

أما الاحتمال الثاني، فيتمثل في قرار الحزب بعدم إسقاط طائرة مسيرة من النوع المتطور والقادر على التحليق خارج المنطقة الحدودية وعلى ارتفاعات معينة، والقادر أيضاً على تنفيذ عمليات عسكرية. وهذا الاحتمال يفترض سببين، الأول سياسي مرتبط بالخطوط الحُمر التي تفرضها المعركة، ومنعاً لانزلاقات باتجاه حروب واسعة. والثاني ينطوي على رسالة أمنية لتقييد حركة المسيّرات فوق مناطق معينة، وهو احتمال يندرج في إطار الأسرار الأمنية التي تتلقى إسرائيل رسائلها بالتأكيد. 

فاللافت في المعركة الأمنية، أن الحزب يعترض مسيرات من نوع معين يحلق لمسافات بعيدة، من دون إسقاطها. فهذه هي المرة الثانية التي تُسجل على هذا النحو، بعد اعتراض مسيرة لم يسقطها فوق منطقة النبطية، قبل أشهر، بالطريقة نفسها، بحسب جيش إسرائيل. لكنه في المقابل، يسقط بالفعل المسيرات الصغيرة التي تندرج ضمن أنواع طائرات الاستطلاع في المناطق الحدودية، وآخرها ما حدث يوم الإثنين الماضي. وعليه، لماذا يُسقط الحزب طائرة هنا، ولا يسقط طائرة هناك؟
 

الواضح أن إسقاط الطائرات على الحدود، يُراد منه فرض حظر جوي في منطقة محددة، خصوصاً أن المسيرات الصغيرة فوق المناطق الحدودية تنطلق من مواقع عسكرية مقابلة للحدود اللبنانية، بحسب قناة "المنار" في تغطية الخبر مساء الإثنين. يترك الأمر للطائرات المكلفة، والتي يتطلب تسييرها جهازاً خاصاً بسلاح الجو الاسرائيلي، وليس أفراد المشاة المقيمين في المواقع المقابلة للحدود. 

هي رسالة أمنية، تشبه الى حد بعيد حظر التجول الذي فرضه الحزب على المشاة والدروع ضمن مسافة تناهز الثلاثة كيلومترات وراء الحدود اللبنانية، عبر الإعلان عن استعداده للثأر لأحد مقاتليه الذي قُتل في غارة جوية في سوريا. ومن دون إعلان الهدف، يبدو الأمر واقعاً، وينطوي على رسائل أمنية بين الطرفين. أما ما يتداوله مغردو مواقع التواصل، فهو لا يتخطى الأوهام. فمن يخوض المعارك الأمنية، لا يكشف أسراره لناشطين غير مؤثرين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها