السبت 2021/02/27

آخر تحديث: 18:59 (بيروت)

الراعي مُجاهراً برفع الغطاء المسيحي عن حزب الله

السبت 2021/02/27
الراعي مُجاهراً برفع الغطاء المسيحي عن حزب الله
لم يرفع الكاردينال يده ليُسكت هتافات "حزب الله إرهابي" أو الدعوات لإسقاط ميشال عون (عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
أراد البطريرك الماروني، الكاردينال بشارة بطرس الراعي، من الحشد الجماهيري في بكركي، تأمين غطاء شعبي لدعوته إلى حياد لبنان وإلى مؤتمر دولي يساعد على الخروج من المأزق اللبناني، كما يساعد الدولة على بسط سلطتها على كامل أراضيها، كما قال في كلمته، تمليحاً إلى نزع سلاح "حزب الله" أو وضعه تحت سلطة الدولة، معتبراً أن لبنان يواجه "حالة انقلابية"، ولا يجوز، بحسبه، وجود دولتين ولا جيشين على أرض واحدة.

استشعر الراعي خطراً على الكيان اللبناني، في حال استمرت الأزمة على مسارها الحالي، على المسيحيين خصوصاً، فـ"حزب الله" ليس متأثراً بالأزمة مع استمرار الدعم الإيراني المالي له، إضافة إلى الموارد و"النشاطات" المدرة للأرباح التي يمارسها الحزب، لا سيما تلك العابرة للحدود. وهو الذي قال أمينه العام، حسن نصر الله، في خطابات سابقة أن سبب الأزمة هو "الحصار الأميركي على الحزب". وعليه، وجد الراعي أن المسيحيين يدفعون ضريبة  صراع  لا يد لهم فيه. وتهدد الأزمة ودعوات التوجه شرقاً، وجودية الكيان اللبناني الذي نشأ، بحسب البطريرك، ليكون كياناً حيادياً يشكل صلة وصل بين الشرق والغرب.

لقيت دعوة الراعي ترحيباً من الأحزاب المسيحية المعارضة لحزب الله، وعلى رأسها حزب "القوات اللبنانية" الذي انطلق مناصروه إلى بكركي من مناطق لبنانية متفرقة دعماً للراعي ومبادرته، كما انتشرت في مواقع التواصل الإجتماعي، منشورات داعمة تحت وسوم متعددة، منها "بكركي بتجمع" و"لكل احتلال بطريرك". وأمام السقف العالي الذي تحدث به البطريرك الراعي، لم تكن هتافات "حزب الله إرهابي" من قبل الجماهير، غريبة، ولم يُبد الراعي أي امتعاض أو ردّ فعل عليها.

بعكس ذلك، أتى اعتراض المجتمع المدني على دعوة الراعي، من باب رفض تدخل الدين في السياسة، على اعتبار أن المؤسسات الدينية لطالما كانت داعمة للنظام اللبناني الطائفي وجزءاً منه. نظرية يدعمها الغطاء الذي أعطاه الراعي لحاكم مصرف لبنان رياض سلامة إبان تظاهرات 17 تشرين الأول/أكتوبر 2019.

وفي حين التزم جمهور "حزب الله" والناشطون التابعون له، الصمت، بانتظار خطبة البطريرك، ونظراً لحساسية موقع الراعي، إلا أن "التيار الوطني الحر" اعتبر أن التحرك نحو بكركي، موجه ضده بالدرجة الأولى، قبل أن يكون موجهاً ضد حزب الله. فالتيار هو الداعم الرئيسي للحزب، وهو الذي أمّن له غطاء شعبياً مسيحياً، بينما ساعد الحزب التيار في التغلغل في إدارات الدولة، وصولاً إلى رئاسة الجمهورية. واعتبر العونيون إن المسيرات إلى بكركي هدفها التصويب على تحالف الحزبين والفصل بينهما.

على عكس المجتمع المدني، رأى الناشطون العونيون أن السياسة تتدخل في الدين، على اعتبار أن بكركي، بالنسبة إليهم، ترزح تحت ضغط "القوات اللبنانية" وتنصاع لمطالبه.

رفع الراعي سقف خطابه بوجه "حزب الله"، وقابل دعوات الجمهور المحتشد في بكركي إلى إسقاط الرئيس ميشال عون، وهتافات "حزب الله إرهابي"، بابتسامة. لم يحرك يده ليُسكت الجمهور، ويبدو أن الغطاء المسيحي لحزب الله بدأ ينزاح شيئاً فشيئاً، مبشراً بمرحلة مقبلة يُخشى أن تكون أخطر من الوضع الراهن.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها