الأربعاء 2021/02/24

آخر تحديث: 20:38 (بيروت)

إيلي الفرزلي.. وليّ أمر النظام

الأربعاء 2021/02/24
إيلي الفرزلي.. وليّ أمر النظام
increase حجم الخط decrease
"أين الخطأ الذي ارتكب من قبل النواب الذين أقدموا على التلقيح؟".. "اذا كان هناك خطأ 3 او 4 ايام "بالزائد او بالناقص" في عملية تحديد الفئة العمرية، فهذا أمر متعلق بالوزارة وباللجنة"... 
بهذه العبارات، هاجم نائب رئيس مجلس النواب ايلي الفرزلي، منتقدي النواب الذين تلقوا اللقاحات في مقر المجلس. اعتبر أن هناك حملة سياسية على النواب.. وأوحى بمؤامرة يقوم بها معارضون للسلطة الآن.
 

والخطاب، ليس جديداً على الفرزلي الذي يُعدّ "ولي أمر النظام". فهو لم يفوّت فرصة لحماية الصيغة، وتقديم التبريرات والحجج الدستورية والميثاقية الآيلة للدفاع عنه. استنفر أخيراً دفاعاً عن النواب الذين تلقوا التلقيح، خلافاً لمحاولتهم التبرير أو الاعتذار أو التوضيح. كان الرجل حاسماً في المواجهة، وذلك بافتتاح معركة مع ممثل البنك الدولي في لبنان.
 

وليس التنمرّ على اسمه، أو التقليل من شأن المدير الإقليمي للبنك الدولي ساروج كومار عبر تسميته بـ"فروج مروش" الذي دفع ناشطي مواقع التواصل لشن حملة عليه، دليلاً كافياً على معركة افتتحها الفرزلي شخصياً معه، على خلفية تهديده بتعليق مساهمة البنك الدولي. اتهمه بتسييس القضية، وبلعب دور سياسي في لبنان.. وذهب أبعد من ذلك، الى المطالبة بإبعاده من لبنان، قائلاً: "ليذهب ويرسل ممثلاً يتمتع بصفات تكون بمستوى الصفات التي يجب ان يتمتع بها من يجب ان يكون مسؤولاً عن البنك الدولي في لبنان".
 

والحال ان هذه المواجهة التي فتحها الفرزلي، تمثل خط الدفاع الأخير عن النظام. ذلك أن اللبنانيين خسروا أموالهم نتيجة طريقة الحكم والعقلية الشائعة لدى أركان الحكم في لبنان.. وخسروا ثقتهم بالسلطة.. ولم يبقَ الا الجانب الصحي وسيلة لترميم الثقة وتثبيت الذات أمام الشعب. فتعليق القرض الدولي، سيحرم اللبنانيين من اللقاح، وهو أمر من شأنه أن يشعل الشارع، بالنظر الى أن هؤلاء النواب الـ26 مسؤولون عن هذه النتيجة. 

والسلطة، بعجزها عن المواجهة، أو انسحابها من المعركة مع الشعب، لم تجد سوى الفرزلي خط دفاع أمامي عنها، لما يمثله من موقع في مجلس النواب، فضلاً عن قدراته اللغوية والسياسية، وفهمه لكينونة النظام. وضع الفرزلي نفسه في موقع الدفاع، فيما انسحب الآخرون، اولئك الذين يغرقون رؤوسهم في الرمال عند اشتداد الأزمات. 

والحال أن الفرزلي شخص، يستطيع المواجهة وحده.. فإذا كسب، سيكسب الآخرون، وإذا خسر، سيخسر وحده. الآخرون، لا يمثلون أنفسهم فحسب. يمثلون أحزاباً وقوى سياسية تقاسمت اللقاحات واشتركت في معركة التلقيح في المجلس النيابي. 

تعبّر السلطة عن أنانية مفرطة، ولا ترتدع عن سحب الحق من أفواه أصحابه. ليس ما قال به النواب خطأ، بحسب ما أوحى بعضهم، وليس صواباً بحسب ما يتبجحون. ينتمي هؤلاء الى عقلية أنانية، لم تجد إلا حامي النظام مدافعاً عن صورتها. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها