الثلاثاء 2021/02/23

آخر تحديث: 15:48 (بيروت)

لبنانيون للنواب الملقحين و"الصليب الأحمر اللبناني": عيب عليكم!

الثلاثاء 2021/02/23
لبنانيون للنواب الملقحين و"الصليب الأحمر اللبناني": عيب عليكم!
(أرشيف: عباس سلمان)
increase حجم الخط decrease
تصدر هاشتاغ #NoWasta (لا واسطة) لائحة المواضيع الأكثر تداولاً في "تويتر" بين اللبنانيين، الثلاثاء، في أحدث مشاهد الغضب الشعبي من الطبقة السياسية الحاكمة عموماً، بعد الكشف عن تلقيح عدد من النواب في مجلس النواب، من دون موافقة اللجنة الوطنية للقاح كورونا، ومن دون المرور بالدور عبر المنصة الالكترونية للتسجيل واستدعاء المسجلين.


وكشف الصحافي في وكالة "رويترز" تيمور آزهري عن القضية عبر حسابه الشخصي في "تويتر"، ما أثار عاصفة من الجدل، فرغم أن النواب الحاصلين على اللقاح طاعنون في السن وتتجاوز أعمارهم الـ75 عاماً، إلا أن العملية كانت انتهاكاً للشروط والأحكام المتفق عليها مع البنك الدولي للتطعيم العادل والمنصف. وهو ما دفع مدير دائرة المشرق في البنك الدولي ساروج كومار جاه، للتغريد بها الخصوص متحدثاً عن ضرورة أن يسجل الكل أسماءهم وينتظروا دورهم للقاح، من دون واسطة.


وحذر المسؤول الدولي من أنه في حال تأكد حصول انتهاك للاتفاق، فإن البنك الدولي قد يوقف تمويل اللقاحات والدعم للبنان في إطار مواجهة فيروس كورونا، ما يشكل بالطبع كارثة بالنسبة للبنان الذي يعاني تحت وطأة الجائحة ويعيش إغلاقاً عاماً في محاولة لتفادي انتشار مزيد من الإصابات، علماً أن البنك الدولي خصص 34 مليون دولار لمساعدة لبنان في شراء اللقاحات والمباشرة بحملة تلقيح وطنية تغطي مليوني شخص، ما يجعله البلد الأول الذي يستفيد من مبادرة البنك.


ومن أكثر النواب الذين انقض عليهم المغردون بالتساؤلات والهجمات، النائب إيلي الفرزلي الذي غرّد في البداية قائلاً: "أنا تلقيت اللقاح من ضمن الفئات العمرية المحدّدة ووفق الأصول وفد تسجلّت منذ الأسبوع الأول على منصّة وزارة الصحّة. الله يبعد الضرر عن الجميع"، مع صورة "سكرين شوت" لتسجيله في المنصة. ليضيف لاحقاً تغريدة أخرى فيها صورة عن رابطَي التسجيل له ولزوجته. ولاحظ المعلقون أولاً أن سنّه لا يتجاوز 72 عاماً، لافتين إلى أن هناك آلاف اللبنانيين ممن هم أكبر منه سناً ومسجلين ولم يستدعهم أحد لتلقي اللقاح، كما أشاروا إلى أنه لم ينشر رسالة استدعائه لتلقي اللقاح، بل فقط صورة التسجيل. 

والدي، الطبيب احمد مراد من مواليد العام ١٩٤٣، يقوم بواجبه الطبي والإنساني منذ بداية الجائحة. يعمل تطوعا في الصفوف...

Posted by Ali Ahmad Mourad on Tuesday, February 23, 2021


وفي السياق، أوضح الأمين العام لمجلس النواب عدنان ضاهر أن عدد النواب الذين تلقوا اللقاح 16 بوجود فريق من وزارة الصحة والصليب الاحمر اللبناني، مضيفاً أن "كل أسماء النواب الذين تلقوا اللقاح موجودة على المنصة الرسمية وحسب الفئة العمرية وقد حان دورهم. وهذا ما فعلناه باعتبار ان النواب هم الاكثر عملاً في القوانين واجتماعاتهم دائمة وخوفاً من أن ينقلوا العدوى الى المجتمع اذا ما أصيبوا".

وفيما عمد بعض الناشطين في "تويتر" إلى نشر لائحة الأسماء من أجل فضح النواب، فند آخرون السبب الذي تحدث عنه ضاهر في تبريره لتجاوز اللجنة الوطنية، بالقول أن النواب هم أكثر الفئات التي لا تستحق الحصول على اللقاح، فهم يتمتعون بحياة مريحة ويستطيعون عزل أنفسهم ولا يعملون أصلاً بالمعنى الحقيقي لكلمة عمل مقارنة ببقية شرائح الشعب اللبناني، ولا يشكلون بالتالي أولوية للحصول على اللقاح بهذه الطريقة الخارجة عن القوانين.


وقال أحد المعلقين في "فايسبوك": "معيب جدا على الصليب الأحمر اللبناني (وهم ممثَّلون داخل اللجنة اللجنة الوطنية) أن يكون شاهد زور في هكذا قضية! هذه المؤسسة تخالف اليوم مبادئ الانسانية وعدم التحيز، وتقف إلى جانب الجلادين في مواجهة الضحايا!"، وقالت مغردة في "تويتر": "والدي يبلغ من العمر 80 عاماً ويعاني من أمراض مزمنة ولم يتلق بعد رسالة بشأن اللقاح.. أهلاً بكم في لبنان".

في ضوء ذلك، لوح رئيس اللجنة الوطنية للقاح كورونا عبد الرحمن البزري، بالاستقالة، في مؤتمر صحافي سيعقده عصر الثلاثاء، فيما تشوب عملية التلقيح التي بدأت في 14 شباط/فبراير علامات الاستفهام مع انتشار لمظاهر الفوضى في المستشفيات. مع تضارب في المعلومات حول توزيع اللقاح والشفافية بشأنه، حيث رصد مرصد الأزمة في الجامعة الأميركية ببيروت، أرقاماً مختلفة عن أرقام وزارة الصحة بهذا الشأن موضحاً أن "أكثر من 50 في المئة؜ من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح لم تكن أسماؤهم مسجلة في المنصة" ما يطرح أسئلة حول الشفافية، ومعايير الوصول إلى اللقاح، مشيراً إلى أن العدد المسجل على المنصة يبقى منخفضاً نسبياً.


وبحسب المرصد أيضاً، برزت تحديات عديدة خلال حملة التلقيح، حيث "ظهرت بعض الشوائب التي لا تبشر أن نهاية انتشار كورونا أصبحت قريبة، فوتيرة التلقيح بطيئة، وحصل 25 ألف شخص على اللقاح في الأسبوع الأول حسب وزارة الصحة، وهم يشكلون 0.52 في المئة من السكان المستهدفين اذا قدرنا ان 70% من السكان المستهدفين"، مشيراً إلى أن لبنان "لن يتمكن من الوصول إلى تلقيح 70 في المئة من السكان قبل 15 حزيران/يونيو 2025".

وكان لبنان بدأ الأسبوع الماضي عملية التلقيح، مع بدء وصول لقاحات فايزر وأعلن أن لقاحات من شركات أخرى ستجد طريقها في المرحلة المقبلة.

من دون موافقة اللجنة الوطنية المشرفة على لقاحات كورونا، جرى تلقيح ١٦ نائبا حاليا (ويُحكى عن تلقيح عددا من الموظفين...

Posted by Hussein Mehdy on Tuesday, February 23, 2021
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها