الأربعاء 2021/12/08

آخر تحديث: 20:05 (بيروت)

..وقد شيَّعنا دوروثي شيا

الأربعاء 2021/12/08
..وقد شيَّعنا دوروثي شيا
increase حجم الخط decrease
لم تمر زيارة السفيرة الأميركية إلى المجلس الإسلامي الشيعي، اليوم، مروراً عادياً في مواقع التواصل الاجتماعي. وليست فحوى الزيارة ودلالاتها هي ما استوقف الناشطين، بقدر ما استوقفتهم زيّ دوروثي شيا التي سترت شعرها بمنديل، وارتدت ثياباً يكسر "احتشامها" حذاؤها الأحمر اللافت للنظر خلال جلوسها مع نائب رئيس المجلس، الشيخ علي الخطيب. 

على مدى أشهر وأعوام، تناقل أنصار "حزب الله" صور دوروثي شيا خلال زياراتها لقائد الجيش، للبطريرك الماروني بشارة الراعي، وخلال لقاءاتها مع وليد جنبلاط وسمير جعجع. وكل من تقابله شيا، من وجهة نظرهم، هو بحكم العميل. لا داعي لأن يطّلع الممانعون على فحوى اللقاء وما دار فيه وما صدر عنه. فبالنسبة إليهم، أهداف اللقاء واضحة، توزيع الأدوار، إعطاء التعليمات والأوامر، البحث في كيفية التآمر على "حزب الله" وسلاحه. 
اليوم وجد مناصرو الحزب شيا في عقر دارهم، وهو ما علق عليه ناشطون معارضون لحزب الله في مواقع التواصل. 

حاول أنصار حزب الله التخفيف من وقع الزيارة، أو التهوين على أنفسهم، معتبرين أن المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى لا يغلق أبوابه في وجه أحد، واللقاء مع السفيرة الأميركية إنما هو من باب إيصال رسائل الشيعة لها، وربما يشطح بعضهم ليقول "كنا نعطيها التعليمات"، أو أنها كانت "تتسول توقف حزب الله عن دعم الحوثيين في اليمن". 

أما البعض الآخر من جمهور المقاومة، فرأى أن حضور السفيرة الأميركية هو انتصار جديد يضاف إلى انتصارات المقاومة، فمَن في لبنان لا يتمنى مقابلتها؟ الجميع يقف في الدَّور أمام بابها، وهي بطبيعة الحال لن تقابل إلا من لديه قوة التأثير في مجريات الأمور. وأكثر ما يدعم نظرية هؤلاء هو أن السفيرة ارتدت الحجاب لدى دخولها المجلس الشيعي، دلالة على "انصياعها التام" للمشيئة الشيعية.

من الطبيعي أن ترتدي السفيرة الأميركية في لبنان، ثياباً محتشمة وتغطي شعرها لدى زيارتها لأي مقام ديني إسلامي، أو في حضرة أي عالم دين مسلم خلال لقاء رسمي. سبق أن فعلت ذلك في كل لقاءاتها بمفتي الجمهورية لدى الطائفة السنية. وما حدث في المجلس الشيعي ليس خارج العادة، لكن ليس بالنسبة لجمهور حزب الله الذي رأى، على سبيل السخرية التي تعكس ما يدور في لاوعيهم، أن دوروثي شيا ومن خلفها الولايات المتحدة، خضعت لإرادة الحزب!
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها