الإثنين 2021/12/06

آخر تحديث: 17:37 (بيروت)

إطلاق النار في الضاحية.. هل يرفض الشيعة الآخر؟

الإثنين 2021/12/06
إطلاق النار في الضاحية.. هل يرفض الشيعة الآخر؟
increase حجم الخط decrease
موسيقى صاخبة، شبان عراة الصدور يرقصون على أنغامها، فتيات يصفقن ويرقصن، بعضهن محجبات.. هذا المشهد في ضاحية بيروت الجنوبية، التي يراها البعض مركزاً للتشدد الشيعي.
خلال حفلة افتتاح لمحل ماكياج وتصفيف شعر للنساء، بالأمس، كانت الضاحية تظهر وجهاً مختلفاً كلياً، الأمر الذي دفع بمغردين في مواقع التواصل إلى التساؤل: أين الاحتلال الإيراني الذي يتشدق به البعض ليلاً نهاراً؟ 
نشر هؤلاء الفيديو الراقص ليقول إن الضاحية فيها ما يكفي من الانفتاح والحرية ليعيش كل شخص فيها بالطريقة التي تناسبه، منطقة تضم المتدين وغير المتدين، المنغلق والمنفتح.
لكن الرد لم يأخذ الكثير من الوقت. لم تدم سعادة الضاحية بوجهها الجديد، حتى أتاها الرد فجر هذا اليوم، إذ قام مسلحون مجهولون بإطلاق النار على محل آية صبرا، على اوتوستراد هادي نصرالله في الضاحية، وتسببوا بأضرار مادية. قلب مطلقو النار الآية، ضد أنصار "حزب الله".
ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، مناوئون للحزب، رأوا أن "حزب الله" لا ينفك  يظهر وجهه الحقيقي، رغم كل الغزل الذي يقوم به لباقي مكونات المجتمع، ورغم إظهار نفسه كحزب يحترم الحريات ويعطي لكل شخص مساحته ليعيش بالطريقة التي يريدها.

لا شك أن شيئاً لا يحدث في الضاحية الجنوبية من دون معرفة "حزب الله" على الأقل، ولا شك أن سيطرته لا تقتصر على سياسة واقتصاد سكان الضاحية، بل يتعداهما إلى التأثير في نمط حياتهم وسلوكهم. يمكن للمراقب الذي عاصر فترات السبعينيات والثمانينيات، في الضاحية والجنوب، أن يرصد التغيير الحاصل في البيئة الشيعية قبل "حزب الله" وبعده.
لا شك أن البيئة اليوم أقل انفتاحاً، لكن وجود شبان عراة الصدور يرقصون أمام الفتيات يعتبر مشهداً مستفزاً لمشاعر المحافظين بشكل عام، سواء كانوا شيعة أو سنّة أو مسيحيين. ردّ الفعل الاجتماعي الذي رأيناه، لا يقتصر على سكان الضاحية، بل سنجده في القرى اللبنانية كافة، لكن مواجهة مثل هذه الحفلة بالرصاص والإفلات من العقاب، يجعل من الضاحية أقرب لأن تكون خاضعة لسيطرة المتشددين.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها