الخميس 2021/12/30

آخر تحديث: 13:24 (بيروت)

إيران:ما بين حجاب المرأة ودوس عمامة رجل الدين..محاكمة!

الخميس 2021/12/30
إيران:ما بين حجاب المرأة ودوس عمامة رجل الدين..محاكمة!
increase حجم الخط decrease

كل ما يتعلق برجال الدين في إيران يعتبر مقدساً وخطاً أحمر منذ الثورة الإسلامية في البلاد العام 1979، حيث باتت المظاهر الدينية إلزامية في البلاد إلى جانب الاحترام الواجب تقديمه لرجال الدين عموماً، وليس من الغريب بالتالي أن يواجه مدنيون تهماً غريبة مثل "إهانة لباس رجال الدين".

وهذا الأسبوع، اعتقلت امرأة في محافظة قم، بتلك التهمة بعدما داست على عمامة رجل دين احتجاجاً على نصيحة مزعجة قدمها لها حول مراعاة الحجاب الصحيح، حسبما كشف محمد تقي حسيني، نائب سكرتير لجنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المحافظة ذات المكانة الدينية في البلاد.

وقال حسيني أن المرأة التي انتشرت صور ومقاطع فيديو لها، تواجه اتهامين هما: "إهانة الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر"، و"إهانة لباس رجال الدين"، مضيفاً أن عملية استكمال ملف هذه المرأة جارية حالياً ليتم إحالته لاحقاً إلى المحكمة، ورفض هذا المسؤول الأمني الخوض في مزيد من التفاصيل بخصوص تاريخ ومكان اعتقال المرأة، لكنه قال أن هذا الحدث ليس بالجديد، ولكن مقطعه انتشر حديثاً في مواقع التواصل فقط.


ووصف حسيني المدنيين الذين يحتجون على "الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر"، بـ"الهتّاكين"، وشدد على ضرورة "التعامل بجدية مع هؤلاء الأشخاص، لأنه إذا لم يتم التعامل معهم" فقد تُنسى قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمع. وأضاف أن المرأة لم "تهن أحد الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر فحسب، بل أهانت أيضاً لباس رجال الدين المقدس وهما قضيتان يجب إدانتهما على حد سواء وبشكل خاص".

وأظهر مقطع فيديو نشرته الناشطة الإيرانية مسيح علي نجاد، قبل يومين أحد ملالي إيران بمدينة قم يضرب امرأة على رأسها بعصاه بعد نصحها بالحجاب. وردت المرأة بدهس عمامته التي سقطت على الأرض. ويظهر مقطع فيديو من زاوية أخرى أن رجل دين آخر سقطت عمامته أثناء هروبه من المكان.

وتعليقا على دهس عمامة رجل الدين، كتب حسين إبراهيمي، رجل الدين الإيراني الناشط في "تويتر": "يجب أن نلوم أنفسنا على تلك العمامة التي تُداس على الأرض، هذا نتيجة أدائنا، إذا لم نأخذ هذا الحدث بجدية ونستمر في خداع أنفسنا، فقد نشهد مراحل أخرى". وقبل أقل من شهر، قال وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي إنه "ليس هناك ما هو أهم من معالجة قضية المرأة والأسرة في المجتمع الإسلامي"، وأضاف: "أعتقد أنه إذا أرادت الثورة أن يتم طعنها فسيكون ذلك من قبل النساء".

ومنذ الثورة الإسلامية في البلاد العام 1979، يشترط القانون الإيراني على النساء ارتداء ملابس "إسلامية" متواضعة. وفي الممارسة العملية يعني ذلك أن النساء يجب أن يرتدين "الشادور" وهو عباءة تغطي كامل الجسم، أو غطاء للرأس ومعطفاً طويلاً يغطي أذرعهن.

وشهدت العديد من المدن الإيرانية، منذ كانون الأول/ديسمبر 2017، موجة اعتصامات واحتجاج عدد من الفتيات ضد الحجاب، فيما كشف استطلاع أجراه مركز الأبحاث التابع لمجلس الشورى الإسلامي (البرلمان الإيراني)، عن وضع الحجاب في البلاد، في 29 تموز/يوليو 2018، أن 70% في المئة من النساء الإيرانيات يرفضن ارتداء الحجاب.

وذكر الاستطلاع الذي نشرته وسائل إعلام رسمية حينها، أن "الحجاب التقليدي العرفي أصبح هو الحجاب المتبع وليس الحجاب الديني الشرعي، وأن معظم الناس في المجتمع أصبحوا ينظرون للحجاب بنظرة تقليدية وليست شرعية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها