الإثنين 2021/12/27

آخر تحديث: 13:20 (بيروت)

"حزب الله" يرفع جدارية سليماني..في موقع تفجير المارينز

الإثنين 2021/12/27
"حزب الله" يرفع جدارية سليماني..في موقع تفجير المارينز
increase حجم الخط decrease
على بعد أيام من ذكرى اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني، قاسم سليماني، رفع "حزب الله" على طريق المطار في ضاحية بيروت الجنوبية، جدارية ضخمة تخليداً للذكرى. 
الجدارية تنقسم إلى نصفين. في النصف الأيسر، صور لقاسم سليماني تمثل محطات من تاريخه ومواقفه، أما القسم الأيمن فيستعرض تأثير سليماني في المجتمع الايراني والأجيال التي تتربى على نهجه. هناك صورة طبيب يحمل طفلاً، صورة تلميذ المدرسة، صورة المهندس والمعلمة. 
وقد اختار "حزب الله" هذا العام شعار "نحن قاسم" لإحياء ذكرى الاغتيال، تعبيراً عن أن كل شخص من محبي سليماني هو قاسم سليماني، وكل الذين يظهرون في الجدارية يمثلون محبي سليماني من مختلف أطياف المجتمع وأعماره.

جمهور "حزب الله" في مواقع التواصل، احتفل بتعليق الجدارية معتبراً إياها تعبيراً عن الصمود والشموخ لمحور الممانعة، وعبّر عن استمراره في نهج قاسم سليماني عبر وسم "نحن قاسم"، مذكراً "بمزايا" سليماني وإنجازاته في الحرب والقتل على مدى عقود من العمل العسكري في الحرس الثوري وإلى جانب "حزب الله".
اللافت في الاحتفالية بالجدارية، انها تُرفع على طريق المطار، على مقربة من موقع تفجير قوات "المارينز" في بيروت في العام 1983، وهي رسالة من الحزب الى تبدل ولاءات العاصمة اللبنانية، وانتقالها من محور الى محور، وهو ما أشار اليه بعض رواد مواقع التواصل.

من جهة أخرى وجد ناشطون، في تعليق جدارية قاسم سليماني، استفزاراً للبنانيين، فالبلد يغرق في انهيار اقتصادي يعجز معه المواطن عن تأمين أبسط متطلبات الحياة ويعاني الجميع، أثرياء وفقراء، من رداءة خدمات الدولة، سواء الكهرباء أو الاتصالات أو غيرها. وعليه، رأوا أن تعليق جدارية لقاسم سليماني هي انفصال عن الواقع الذي يعانيه لبنان. 
من جهة أخرى تشكل الجدارية استفزازاً لباقي اللبنانيين الذين يقفون ضد النفوذ الإيراني المتزايد في لبنان وضد جر لبنان إلى صراعات إقليمية لا علاقة له بها، حيث تشكل هذه التباينات والخلافات الداخلية أحد أهم أسباب الأزمة. 

في ذكري مقتل قاسم سليماني السنوية، يحاول "حزب الله" استغلال صورة القائد الميداني المتواضع لشد عصب جمهوره، وإقناعهم بأنهم يقاتلون من أجل قضية تسمو فوق همومهم المعيشية اليومية ومشاكلهم، وتصبح أمور مثل تأمين الكهرباء واستعادة الودائع والتعليم والطبابة، ثانوية لا تستحق الوقوف عندها.
وإذا كان القائد العظيم سليماني، كما يصوره الحزب، قد "ضحى بحياته" من أجل هذه القضية، فماذا تساوي حياة بقية اللبنانيين؟ وماذا تساوي همومهم؟ لا شيء، ويحاول الحزب من أجل ترسيخ هذه الفكرة، تعظيم صورة سليماني ودوره. ليس أكثر دلالة على ذلك، من رسم انتشر في مواقع التواصل يظهر قاسم سليماني يتقدم كلاً من هيوغو شافيز، سيمون بوليفار، إرنستو تشي غيفارا وفيديل كاسترو. نعم صدّقوا، هؤلاء جميعاً يسيرون خلف قاسم سليماني.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها