الأحد 2021/11/28

آخر تحديث: 17:35 (بيروت)

باسيل بين ناري "حزب الله" وخصومه

الأحد 2021/11/28
باسيل بين ناري "حزب الله" وخصومه
increase حجم الخط decrease
تحول "الاحتلال الايراني" الى مادة سجالية بين أنصار "حزب الله" ومعارضيه، دخل عليها النائب جبران باسيل من باب استعراض القوة، محاولاً طمأنة المسيحيين الى أنه ضمانتهم، وطمأنة حليفه "حزب الله" الى أنه رأس حربة في مواجهة خطاب الخوف المسيحي من التدخل الايراني في البلاد. 

وباسيل، في هذه المعادلة، يلعب دورين، وحاول الوقوف في نقطة وسطية بين حلفائه وأخصامه، لكنه في هذه المعادلة السياسية المعقدة، خسر الطرفين. فحلفاؤه، لم يقتنعوا  بتبريره، خصوصاً وأنه ربطه بمواجهة "الاحتلال الاسرائيلي والاحتلال السوري". أما خصومه، فأشاروا الى تحالفه مع "حزب الله"، ورضاه بتدخل طهران عبر الحزب، في الشؤون السياسية اللبنانية. 


يبدو باسيل اليوم كعاجز بين محورين، لا نقطة تلاقٍ بينهما. بقدر ما يسعى رئيس "التيار الوطني الحر" لاسترضاء حلفائه الذين يتقاطع معهم في الكثير من الملفات السياسية والتحالفات الانتخابية، واسترضاء الشارع المسيحي، بقدر ما يريد الرد على حملات خصومه المسيحيين الذين يرفعون شعاراً يمكن أن يقوّض امتداداته الشعبية في الشارع المسيحي، بالنظر الى ان المسيحيين يهتمون اليوم الى أمرين، أمن المناطق المسيحية، والحفاظ على المكتسبات المسيحية في النظام القائم أو في أي تحول سياسي داخلي، وهو ما لن يتم تثبيته الا بضمانة النفوذ الغربي. 

وليس من السهل أن يقف أي طرف سياسي، سواء باسيل أو سواه، في نقطة وسطية بين القوى السياسية المتصارعة، ونزاع المحاور الاقليمية على الساحة اللبنانية. هذا الصراع الذي يتغذى بتصريحات خارجية، يتنامى قبل الانتخابات النيابية، ويتصاعد في عملية شد العصب الانتخابي لدى القوى الطائفية. ليس هناك من شعار أكثر جدوى الآن لشد العصب، من رفع شعارات مثل "التدخل الايراني" و"التدخل الاميركي". وهي نقطة نقاش محتدمة في مواقع التواصل الاجتماعي، تجددت مع تصريح باسيل، بعد اشتعالها السبت على خلفية رفع "لوحة جلاء التدخل الايراني" الذي قامت بها المعارضة، ونشر صور بناء المقر الجديد للسفارة الاميركية في لبنان. 

والتصورات عن التدخل الاجنبي، هي تعويض سياسي عن غائب. ليس هناك من شعار سياسي يمكن أن يحفز الناخبين على الاقتراع، أكثر من التدخل الدولي. تم تغييب جميع الشعارات الاخرى في زمن التوافق بين القوى السياسية على حماية النظام السياسي، وتجنب التطرق الى ملفات اقتصادية ومعيشية لا يمكن صرفها في لحظة تخلٍ دولي عن لبنان، ونضوب الخزينة اللبنانية من مشاريع مقنعة للناخب باعادة اختيار الطبقة السياسية.

وعليه، يتصاعد الشحن السياسي، ويتشظى الشارع المسيحي بين شعارين متضاربين، وخيارين صعبين، أولهما محاولة الحفاظ على التحالف مع "حزب الله" الذي بات يتعاطى مع باسيل "على القطعة"، ومع المشاعر المسيحية والخيارات التقليدية، ولن يكون لباسيل أي حظوظ فيها. 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها