السبت 2021/11/27

آخر تحديث: 13:31 (بيروت)

منى واصف لـ"المدن":لولا وحدة سوريا ومصر...لما خرجت المرأة للفن!

السبت 2021/11/27
منى واصف لـ"المدن":لولا وحدة سوريا ومصر...لما خرجت المرأة للفن!
"أم جبل": "الهيبة" ليس أنجح أعمالي
increase حجم الخط decrease
يكفي اسم الممثلة السورية منى واصف، وحده، لإضفاء قيمة إلى أي عمل تشارك فيه، هي التي تجيد اختيار أعمالها وأدوارها بدقة عالية منذ ستينيات القرن الماضي، عندما كانت في طليعة النجمات السوريات اللواتي اشتغلن في مجال التمثيل، مشاركة في أعمال بارزة انطبعت في وجدان الناس مثل "الرسالة" و"الخنساء" و"أوراق الزمن المرّ" و"أسعد الوراق".

ورغم نجاحه الكبير، لا تعتبر واصف مسلسل "الهيبة" أنجح أعمالها، وتقول في حديث مع "المدن": "في السنوات الخمس الأخيرة شاركتُ في المسلسل الذي حقق صدى إيجابياً جداً وكتبت عنه الصحافة كثيراً، لدرجة أنه صار عالمياً، بينما غيري من الممثلات الكبيرات حتى في الولايات المتحدة مثلاً، واللواتي هن في مثل سنّي، ابتعدن عن الأضواء وقلّ عدد الأدوار التي يلعبنها، لكن تجربتي معاكسة لأن سنّي ساعدني وتقبلني الناس على ما أنا عليه. هذا ما أشعر به".

وتعلّق واصف على كلام بعض الممثلين المخضرمين، بأنهم يستكثرون على "الهيبة" نجاحاً لا يستحقه: "هي آراء  أسمعها ولا يمكنني إلا أن أحترمها"، كما رفضت تصنيف العمل ضمن لائحة أعمالها، مضيفة: "لا أحب كلمة تصنيفات. أنا مستمرة طوال الوقت، وهناك دائماً عمل أشارك فيه، ولم أتوقف أبداً. أنا أنتظر الأعمال بلهفة كما ينتظر الحبيب حبيبه. أنا في حالة حب دائمة والحبيب هو الدور الجميل".

ويُعرف عن واصف أنها تجيد التعامل مع مهنة التمثيل برقيّ وإحترام وحب وشغف، وترفض الفكرة السائدة بأنه لم يعد هناك جدية في الفن كما كان الحال في الماضي: "لستُ مع هذا الرأي، لأن كل وقت يفرض معطياته ولا يمكن أن نتحسّر على الزمن الجميل الذي كانت له خياراته ايضاً. لقد بدأت العمل في الستينيات، ويمكن القول أن جيل الستينيات كان مميزاً، لأننا استطعنا إثبات وجودنا".

وتكمل واصف: "بالحديث عن التجربة السورية، لولا الوحدة بين مصر وسوريا لما عملت المرأة في الفن. في العام 1958 صار عندنا مسرح وتلفزيون ووزارة ثقافة، وكان يفترض بنا أن نكون جديين كي نفرض احترام الناس لنا وللمهنة. لكني لا أعتقد أن الزمن الحالي ليس جدياً، هناك كثير من الفنانين الجديين، لكن أنواع التسلية هي التي اختلفت بسبب وجود مئات المحطات التلفزيونية، لذلك لا يمكن أن نظلم جيلاً فنياً لمصلحة جيل آخر لأن طريقة معالجة الفن هي التي اختلفت فقط".

وترى واصف، صاحبة التجربة العريقة في العمل المسرحي، أن الممثل لا تكتمل تجربته الفنية إلا من خلال التمثيل على الخشبة: "هذا الأمر يحصل في كل العالم. مثلاً، الممثلون البريطانيون عندما يقصدون الولايات المتحدة، يقولون أنهم في الأساس ممثلون مسرحيون. ممثلو المسرح يتمتعون بهيبة وطلة وكاريزما مختلفة تماماً. المسرح يُعدّ الممثل، والممثل المسرحي يتمتع بخلفية ثقافية ليست متوافرة عند الممثل الذي يبدأ من خلال السينما أو التلفزيون. وهذه الخلفية تمنحه بُعداً يساعده في دراسة شخصيته".

تعترف بانها شاركت في بعض الأعمال الفاشلة، لكن الندم لم يساورها على الإطلاق، بل تؤكد أن "هناك أعمالاً شاركتُ فيها ثم انسحبت منها وقلت أنها لا تناسبني، لكن هذا لا يعني أني ندمت عليها. النجاح والفشل صنعاني، وليس النجاح وحده. أنا أتقبل الفشل وهو ليس نهاية العالم، وكذلك النجاح".

وتضيف: "لقد استمتعت بنجاحي، لكن الفشل لم يقتلني بل تعاملت معه بشكل صحيح، لأني كنت ممثلة مسرح بشكل يومي، وتعاملت في التلفزيون مع مخرجين من مختلف المدارس، وكذلك في القطاع الخاص في السينما، أما في القطاع العام فاشتغلت في أعمال ناجحة مع مخرجين من مدارس مختلفة أيضاً. الفشل وارد دائماً، حتى في التلفزيون لم تنجح كل أعمالي، لكني اكتسبت شهرة على مستوى الوطن العربي من خلال تميزي في نوعية الأدوار التي أؤديها".

وتتابع واصف: "لم يجعلني النجاح أنتشي ولم يُشعرني بالغرور. وحتى لو كنت أشعر في داخلي بأني امرأة مهمة، فهذا لا يعني أن أي شيء يمكن أن يصيبني بالدوار. أنا واقعية لأني امرأة عاملة، وكنت أقول دائماً أن الممثلات اللواتي يشتغلن بشكل يومي في مسارح تابعة للدولة لسن نجمات مدللات. اسمي في التلفزيون والمسرح  كان يُذكر حسب الظهور، ولم تكن صورتي تظهر في الأفيشات، إلى أن اختارني مصطفى العقاد لفيلم الرسالة. كنا نقول في ذاك الوقت بأننا نجوم بروليتاريا. وما زلت أحتفظ بهذه الواقعية إلى اليوم".

وتشير واصف بأن واقعيتها لم يكن لها إنعكاس سلبي عليها، لكنها حملتها مسؤولية كبيرة: "تحملت مسؤولية أهلي وبيتي وزوجي وإبني. أنا امرأة مسؤولة، ولم أكن فنانة تهمل بيتها. حياتي كانت صعبة ولم تكن سهلة على الإطلاق، لكنها كانت جميلة، ومازالت جميلة حتى اليوم، رغم أنها أخذت مني الكثير من الأحباء، كزوجي وبعض أفراد عائلتي. وبالرغم من كل الظروف التي حصلت معي، كانت هناك لحظات جميلة في حياتي وهي مستمرة حتى الآن".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها