يستضيف "برلمان الشعب" المؤلف من 13 عضواً، بينهم صحافيون وناشطون من دول عربية مختلفة، شخصيات برلمانية وسياسية عربية لمناقشتها في قضايا المنطقة، ثم يطرح اسمه على التصويت فإما أن ينال الثقة أو لا ينالها.
خلال استجوابه، أجاب قرداحي رداً على سؤال: "هل تتمنون حصول انقلاب عسكري في لبنان؟"، فقال: "يا ريت"، مطالباً بانقلاب عسكري مؤقت، لمدة خمس سنوات لتنظيم الأمور والدفاع عن حقوق الناس.
تعكس إجابة قرداحي مدى ثقته في الحكومة التي يشارك فيها كوزير إعلام، بل وهو الناطق الرسمي باسمها، وفي قدرة هذه الحكومة على معالجة مشاكل المواطنين! ناهيك عن تأييد الحكم العسكري، بدلاً من الدفاع عن القيم المدنية الأهم كالديموقراطية وحرية التعبير وتداول السلطة.
ولا يبتعد تمني قرداحي للانقلاب العسكري عن فكر ومبادئ الرجل. فخلال الحلقة أيضاً أعاد قرداحي دفاعه عن الرئيس السوري بشار الأسد ونظامه، معتبراً أن هناك مؤامرة كونية على سوريا وأن ما فعله نظام الأسد كان دفاعاً عن النفس بمواجه "أكَلَة الأكباد" كما سمّاهم. أما الضحايا المدنيون من أطفال ورجال ونساء، وكل التهجير الذي حصل على مدى عقد من الزمن، فوضعه قرداحي تحت خانة ضحايا الحرب التي لا بد منها لمواجهة الإرهابيين، رافضاً وصف بشار الأسد بالمجرم.
في حديثه، ظهر جورج قرداحي ممانعاً من الدرجة الأولى، متأثراً بشخصيات مثيرة للجدل وبعيدة كل البعد من أي قيمة أخلاقية أو سياسية أو قيادية نبيلة، مثل بشار الأسد وفلاديمير بوتين وميشال عون، فيمت مَدَحَ مقاومة "حزب الله" ودوره "الوطني" في الدفاع عن لبنان.
مواقف قرداحي أثارت استياء ناشطين عرب في مواقع التواصل، ووصفه بعضهم بالمنافق، مستغربين من الرجل الذي قدم برنامج "المسامح كريم" على شاشة سعودية، والذي لطالما ظهر في صورة الرجل المثقف والواعي، كيف يبني مواقفه على أخبار تنقلها وسائل إعلامية غير ذات صدقية وكيف يدعم شخصيات ديكتاتورية على حساب المعاناة الإنسانية التي تسببوا فيها؟
حجم الخط
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها