الثلاثاء 2021/10/26

آخر تحديث: 22:54 (بيروت)

العونيون يستثمرون "حاجة جعجع لحماية بكركي".. ويصيبون الراعي

الثلاثاء 2021/10/26
العونيون يستثمرون "حاجة جعجع لحماية بكركي".. ويصيبون الراعي
increase حجم الخط decrease
أحيت جولة البطريرك الماروني بشارة الراعي لحل الأزمة السياسية القائمة، احتقاناً بين جمهور "التيار الوطني الحر" وبكركي، استثمره التيار لاستهداف رئيس حزب "القوات اللبنانية"  سمير جعجع بوصفه "ضعيفاً" و"يحتاج الى دعم ديني للخروج من مأزقه"، بموازاة انتقاد للراعي بوصفه "يساوم بقضية المرفأ بهدف انقاذ جعجع من المثول أمام القضاء".
 

ويقرأ جمهور التيار هذا التحرك بإطاره القانوني، من غير النظر في الإطار السياسي للأزمة الأخيرة، تلك التي دفعت "حزب الله" إلى استدراج جعجع الى ملعبه القانوني، بما يضرب مصداقيته أمام جمهوره وأمام مؤيدي إجراءات المحقق العدلي القاضي طارق البيطار لجهة استدعاء المطلوبين الى المحاكمة، وذلك حين رفض المثول أمام القضاء أولاً، وثانياً في الآلية التي اعتمدها مع القضاء لجهة المطالبة بتنحي مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، بما يشبه مطالبة النواب المدعى عليهم في ملف المرفأ بتنحية البيطار.
 

استثمر التيار في تلك الوقائع، فظهر جعجع في نظر التيار "ضعيفاً"، واتهموه بأنه "يستجدي تدخلاً من بكركي ليمنع عن نفسه المثول أمام القضاء"، وأنه "يكيل بمكيالين". وفي الوقت نفسه، انتقدوا الراعي بوصفه "اضطر للتنازل في ملف المرفأ كرمى لعيون جعجع". بنوا على التحرك سرديات سياسية، قد لا تنتهي مع نهاية الانتخابات النيابية المقبلة.
 

والهجوم على جعجع، من الواضح انه ينطلق من خلفيات سياسية مرتبطة بتخاصم الطرفين، ويسعى إلى إحراجه أمام الرأي العام المسيحي ليظهر التيار منتصراً في معركة المرفأ، بينما يظهر جعجع مطلوباً يساوم القوى السياسية الأخرى بقضية المرفأ في مقابل قضيته. استثمر التيار في الملف حتى النهاية. يتطلع من خلاله الى تسجيل انتصار على خصمه، في ملف المرفأ أولاً، وفي ملف إظهار جعجع كأنه يحتاج الى حماية من أعلى سلطة دينية، وأجبرها على التنازل في قضية بحجم قضية المرفأ. 


لا تخرج هذه المقاربة التي انتهجها التيار عن سياسته القائمة على المزاودة، بهدف اطلاق حملة انتخابية تقوم على تسجيل نقطة في مرمى جعجع. يجد التيار نفسه اليوم معزولاً، وتظهر أرقامه الانتخابية متزعزعة في ظل خلافات مع "تيار المردة"، و"القوات"، و"الكتائب"، ومستقلين آخرين ومنشقين عن كتلته النيابية في الساحة المسيحية.
أما في ساحة الأحزاب الاسلامية، فلا هو قادر على ترميم علاقته مع "المستقبل"، ولا يستطيع جمع ما انكسر مع "حركة أمل"، وتالياً "حزب الله" الذي يهتم لوحدته في الساحة الشيعية بما يتخطى أي مفاضلة في العلاقة مع "التيار". 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها