السبت 2021/10/23

آخر تحديث: 19:27 (بيروت)

ابن البقاع العالق في غابة باردة...أريد أن أرى أمي

السبت 2021/10/23
increase حجم الخط decrease
تداول رواد مواقع التواصل، صوراً للبناني فشل في العبور إلى أوروبا عبر طرق غير شرعية، وعلق في غابة باردة على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا. وقال هؤلاء ان علي عبد الوارث (24 عاماً)، هو حلاق لبناني، حاول الهجرة الى أوروبا وقد اختار مسلكاً غير شرعي، في محاولة هي السادسة من نوعها. 


وذكرت وكالة "فرانس برس" أن عبد الوارث، يشعر بالندم لمحاولته على مدى أسبوع دخول الاتحاد الأوروبي عبر الحدود بين بيلاروسيا وبولندا، وأنه يعاني مرض القولون، ويختبر الآن "كابوساً". 

يصف علي، وهو متربّع تحت شجرة صنوبر على أوراق الأشجار اليابسة قرب بلدة كليشتيله شرقي بولندا، كيف أصبح كرة يتقاذفها حراس الحدود. وقال باللغة الانكليزية: "حاولتُ العبور خمس أو ستّ مرات، وكلّ مرة كان يُقبض عليّ وأُرحّل إلى الحدود" من جانب بولندا.
في هذه الأثناء، رفض الجانب البيلاروسي السماح له بالذهاب إلى مينسك للعودة إلى بلده. وأشار إلى أن رجال الأمن قالوا له "لديك خياران، إما أن تموت هنا أو أن تموت في بولندا. هذا كلّ شيء".


وعلي هو واحد من آلاف المهاجرين، معظمهم من الشرق الأوسط، حاولوا عبور الحدود الممتدة على مسافة 400 كيلومتر منذ آب/أغسطس. ويوضح أنه غادر لبنان بسبب الأزمة الاقتصادية سعياً لتأمين حياة أفضل. وبلغت كلفة رحلته الكاملة، من مسقط رأسه البقاع، أربعة آلاف دولار، وانخرطت فيها شركة مقرّها مينسك وجدها في أحد مواقع التواصل الاجتماعي.

ويشتبه الاتحاد الأوروبي في أن بيلاروسيا هي التي تقف خلف التدفق غير المسبوق للمهاجرين إلى بولندا، في خطوة تُعتبر شكلاً من أشكال الانتقام بسبب العقوبات الأوروبية المفروضة عليها. إلا أن النظام البيلاروسي ألقى باللوم على الدول الغربية. وقد أرسلت بولندا آلاف الجنود وأقامت سياجًا من الأسلاك الشائكة وفرضت حال طوارئ لمدة ثلاثة أشهر، تسمح بمنع وصول الصحافيين والعاملين في الجمعيات الخيرية إلى المنطقة الحدودية كلّها.

يروي علي أنه أثناء الفترة المرهقة التي أمضاها في الغابة، كان يشرب المياه من أوراق الشجر ولم يتمكن من النوم بسبب البرد الشديد وأُصيب ذات مرّة بضربة على رأسه على أيدي الجيش البولندي أو الشرطة. ورغم أنه "مرهق" و"مدمّر"، أكد أنه يتفهّم أن حراس الحدود "يقومون بعملهم. يحمون بلدهم. نحن غير قانونيين".

ويوم الجمعة، تمكن علي وعائلة سورية ترافق معها خلال رحلة السير، من التواصل مع ناشطين بولنديين أتوا إلى الغابة وجلبوا معهم ملابس شتوية وطعاماً وقدّموا الدعم للمهاجرين عندما وصل الحراس.

وما زال مصير علي غامضاً. غير أنه يأمل في الحصول على حقّ اللجوء في بولندا أو على الأقلّ العودة إلى لبنان. ويقول: "حسناً، لا تريدونني هنا، لا تريدونني في بيلاروسيا. فقط رحّلوني إلى بلدي. هذا كلّ ما أطلبه. سأدفع ثمن تذكرة السفر. فقط رحّلوني إلى بلدي". وأضاف "ما يحصل في الغابة وحشي (...) أشعر أنني دمية. كان قراري، أنا جئتُ إلى هنا، لكن ليس لأُعامل بهذه الطريقة". وتابع: "أرفض أن أموت على الحدود. أريد أن أرى أمّي". 
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها