الجمعة 2021/10/15

آخر تحديث: 14:37 (بيروت)

في ذكرى مقتل صامويل باتي.. ماذا يخيف معلّمي فرنسا؟

الجمعة 2021/10/15
في ذكرى مقتل صامويل باتي.. ماذا يخيف معلّمي فرنسا؟
increase حجم الخط decrease
تحيي المدارس الفرنسية، الجمعة، ذكرى مقتل صامويل باتي في اعتداء إرهابي، عشية تكريم البلاد السبت رسمياً لروح مدرس التاريخ والجغرافيا الذي قُتل لعرضه رسوماً كاريكاتورية للنبي محمد في الفصل.

وأوضح وزير التربية والتعليم في فرنسا جان ميشال بلانكير، أن التكريم سيكون في شكل دقيقة صمت، نقاشات خلال الصفوف، وعرض أفلام وثائقية عن العلمانية..."، مشيراً إلى أن "المؤسسات حرة في تنظيم نفسها. يمكن أن يتخذ ذلك شكل تبادل ومناقشة. إنها فرصة للحديث عن مكان المعلم والمعرفة"، حسبما نقلت وكالة "فرانس برس".

وأفاد موقع "إديسكول" الحكومي التربوي المتخصص، بأن إحياء ذكرى اغتيال باتي هي "مناسبة للتأمل والتبادل مع التلاميذ. هذه المرة يمكن أن تتخذ شكلاً ملحوظاً، يشمل أطواراً مدرسية عديدة، سيركز حول بناء العقل النقدي، وعلى مهنة المعلم ودورها وشرعيتها".

من جهتها، أوضحت وزارة التربية الوطنية في فرنسا بأن المحتوى الدراسي خلال هذه الساعة المخصصة للمناسبة من الفصل سيراعي "عمر التلاميذ". و"بالنسبة للتلاميذ الصغار، سيكون الأمر أشبه بـ"ما هو مكان المعلم بالنسبة لك؟.. وكلما تقدم التلميذ في السن كلما كان الحديث عن التفكير النقدي أسهل". وأكدت الوزارة بأنه "بشكل عام، من الصف الأول يمكن للمرء أن يقوم بهذا النوع من التكريم".

والسبت، تكرم البلاد المدرس باتي الذي بات رمزاً لحرية التعبير في مواجهة الظلامية. وستقام مراسم تكريمية لذكرى الرجل الذي وصفه الرئيس ايمانويل ماكرون بـ"البطل الهادئ" للجمهورية الفرنسية. كما سيستقبل ماكرون عائلة باتي في الإليزيه، وستسمى ساحة باريسية باسمه وسيدشن نصب تذكاري على شكل كتاب في مدينة كونفلان.

ومن المقرر أن يشارك إمام مسجد باريس في التكريم، علماً أن رأس باتي (47 عاماً) قطع في 16 تشرين الأول/أكتوبر 2020  خلال مغادرته المدرسة التي كان يدرس فيها في كونفلان سانت أونورين، على يد اللاجئ عبد الله أنزوروف (18 عاماً) المتحدر من أصول روسية شيشانية والذي قتلته الشرطة لاحقاً. ووقع الاعتداء على خلفية عرض باتي رسماً كاريكاتورياً للنبي محمد في الصف. وتم توجيه التهم إلى 15 شخصاً في هذه القضية، التي هزت فرنسا وأحيت نقاشات محتدمة حول حرية التعبير والدين والعلمانية والحق في التجديف.

وفي هذا الشأن، قال عالم الاجتماع ميشال ويفيوركا أن المدرسة "مكان منفصل ونوع من الملاذ". مضيفاً: "الفكرة الكلاسيكية عن الجمهورية الفرنسية هي أن المدرسة هي مكان يتخلى فيه الأطفال عن اختلافاتهم واللامساواة الاجتماعية والأصول الثقافية، ويتم إدخال التلاميذ في الحداثة والتطور والحضارة والمعرفة".

بدورها، روت غاييل، إحدى أخوات باتي، لصحيفة "لا كروا" المحلية أن شقيقها كان "يبحث عن الطريقة للحث على التفكير". وشددت على أن عرض الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد التي نشرتها المجلة الساخرة "شارلي إيبدو" التي تعرضت بنفسها لهجوم إرهابي العام 2015 يجب أن يكون "نقطة انطلاق للنقاش".

وقتل باتي بعد أن واجه هجوماً عنيفاً عليه على منصات التواصل إثر عرضه للرسوم الكاريكاتورية. وفي الشأن نفسه، قالت الأمينة العامة لجمعية معلمي التاريخ والجغرافيا في فرنسا كريستين غيموني أن "موجة الصدمة العنيفة" مازالت محسوسة حتى بعد عام على الجريمة. مضيفة يمكننا الذهاب إلى العمل ولا نفكر بصمويل باتي طوال اليوم ولكننا نتذكره في أوقات أخرى. لن ننسى أبداً ما حصل ولن ننسى أنه مات".

وهنا، أكد عدد من المدرسين أنهم "غير خائفين" إلا أن البعض يعترف بأنه منزعج. وقالت معلمة في مدينة مجاورة لكونفلان سانت أونورين أنها "متحفظة" أكثر في طريقة تدريسها. وقالت معلمة أخرى لصحيفة "ليبيراسيون": "ما يخيفني هو أن أقول أشياء يفسرها التلاميذ بطريقة سيئة وأن تنقل هذه التفسيرات مثلما حصل مع صامويل. أصبحت أزن كلماتي أمامهم".

ويعتقد ويفيوركا أن "النموذج الفرنسي القديم الرائع للاندماج أصبح أقل فعالية اليوم"، وبأن المعلمين "لا يملكون القدرة" على مواجهة قضايا مرتبطة بالدين والهوية تتزايد في المدرسة خصوصاً مع الطلاب المسلمين.

وكانت وزارة التربية تبنت منذ الجريمة آليات مختلفة لتدريب أساتذتها على العلمانية أو الترويج لها في المدرسة منها خطة التدريب لمدة أربع سنوات. وجاءن الجريمة فيما كانت تجري نقاشات محتدمة حول قانون مناهضة الانفصالية الذي أصبح نافذاً في تموز/يوليو المنصرم، ويستهدف "التطرف الإسلامي".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها