ثقافة "ربط المصير".. مدارس اللغة الروسية في سوريا

وقال ناطق باسم ممثلية "روس سوترودنيتشيستفو" (المركز الروسي للعلوم والثقافة سابقاً) في سوريا، أن مدينة جبلة شهدت مراسم افتتاح مركز "الفجر" لتعليم اللغة والثقافة الروسيتين، الذي يقدم إلى جانب دورات اللغة للأطفال، فرصة لدراسة ثقافة وتقاليد وعادات شعوب روسيا، حسبما نقلت وسائل إعلام روسية.

وبثت تلفزيونات روسية تقارير عن افتتاح المركز ظهر فيها طلاب سوريون وهم يتحدثون بالروسية ويحملون لوحات لمدن روسية ويغنون باللغة الروسية أيضاً، علماً أن المركز يخطط لتنظيم زيارات الطلاب لروسيا من أجل "الاطلاع على آثارها الحضارية والثقافية والمشاركة في مختلف الفعاليات الإبداعية والتواصل مع أقرانهم الروس. وستتاح تلك الفرصة بالدرجة الأولى للأطفال الذين سقط أباؤهم في ميادين القتال في التصدي للتشكيلات الإرهابية المتطرفة"، حسبما أفادت "روسيا اليوم".


ورغم أن إنشاء المركز الجديد جاء بدعم من منظمات روسية هي "البعثة الروسية الإنسانية" و"المركز الروسي للعلوم والثقافة" وممثلين عن الجالية الروسية في دمشق، فإن النظام دعم المركز عبر وزارة التربية وإدارة محافظة اللاذقية ومدينة جبلة، عبر إعداد كل ما يلزم من وثائق لإنشاء المركز.

وقال رئيس ممثلية "روس سوترودنيتشيسفو" نيقولاي سوخوف:" "نحن سعداء جداً بافتتاح المركز الروسي في مدينة جبلة باعتباره مساهمة كبيرة في تطوير علاقاتنا الودية حيث سيتمكن الأطفال السوريون من دراسة اللغة الروسية والثقافة والتاريخ الروسي"، ولم يخف الدوافع التي يكررها منتقدون سوريون للنفوذ الروسي في البلاد عندما قال: "ربما سيرغب طفل ما من طلبة المركز مستقبلاً بربط مصيره بروسيا".

ويتولى إدارة المركز محمد معروف، هو إعلامي سوري من خريجي كلية الصحافة بجامعة "الصداقة بين الشعوب" في موسكو. وقال أن فكرة إنشاء المركز "ظهرت بعدما تنامى الاهتمام باللغة الروسية في الأعوام الماضية"، زاعماً وجود "اهتمام كبير ورغبة قوية جداً لدى جميع السكان المحليين بدراسة اللغة الروسية" حسب تعبيره.

وهذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها افتتاح مثل هذه المعاهد في مدن سورية مختلفة، كما شارك جنود روس في إعطاء دروس للتلاميذ السوريين في عدة مناسبات، بما في ذلك العام الماضي بمدينة القامشلي شمال شرق البلاد.

وفي مطلع العام 2020، قال منسق اللغة الروسية في وزارة التربية السورية رضوان رحال أن هنالك أكثر من 24 الف طالب سوري يتعلمون اللغة الروسية. علماً أن وزارة التربية أضافت الروسية كلغة أجنبية اختيارية في المدارس بعد الإنجليزية أو الفرنسية العام 2014، قبيل التدخل العسكري الروسي المباشر في البلاد العام 2015.

تجدر الإشارة هنا إلى أن وزارة التعليم العالي السورية، افتتحت في تشرين الثاني/نوفمبر 2014، قسماً للغة الروسية وآدابها، ضمن كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق. لكنها قامت بتوسيع القسم قبل أشهر ليصبح أكبر الأقسام ضمن الكلية التي تضم 16 قسماً مختلفاً، في وقت تستعد فيه موسكو، بحسب "روسيا اليوم"، لافتتاح أول مدرسة روسية بالكامل في دمشق قريباً.